أبعاد الخفجى-سياسة:
حذر الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أمس من وهم تحقيق انتصار عسكري في مدينة حلب، مشددين على ضرورة إجراء مفاوضات تكفل مستقبلا آمنا لسورية التي تشهد نزاعا منذ ستة أعوام.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني خلال مؤتمر حول المتوسط في روما مخاطبة الرئيس السوري بشار الأسد “تستطيع أن تكسب حربا لكنك قد تخسر السلام”.
وتمكنت قوات النظام فجر أمس من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب بحيث بات تسيطر على نحو ستين في المئة من الأحياء الشرقية التي كانت في أيدي المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع على هذه الأحياء منتصف نوفمبر.
وتساءلت موغيريني “من لديه مصلحة في كسب حرب والحصول على جائزة تتمثل في بلد منقسم ومسلح ويضيق بالإرهابيين، ومعزول على الساحة الدولية؟”، مع رفضها الاعتبار أن النظام السوري حققا نصرا في حلب.
من جهته، قال موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا خلال المؤتمر نفسه “حان الوقت الأن للبدء بمفاوضات فعلية”.
وأضاف متوجها بالحديث الى الأسد “اتصل بالأمم المتحدة لتقول: أنا مستعد لحكم انتقالي، لمفاوضات فعلية”.
واعتبر ان التقدم العسكري الذي ترتسم ملامحه في حلب قد يدفع الحكومة السورية الى القول “لقد كسبنا الحرب ولم نعد نحتاج بالتالي الى مفاوضات”، مضيفا “آمل ألا يحصل ذلك” لانه لن يحل شيئا.
وجدد دعوة “روسيا وإيران” الى استخدام “نفوذهما” لإقناع دمشق بالتفاوض جديا، منبها الى ان “البديل يمكن ان يكون نهاية الحرب ولكن بداية حرب عصابات رهيبة من دون اي اعادة اعمار”.
وأكد ان هذه المفاوضات ينبغي ان تشمل “تقاسما للسلطة” محذرا من اي تقسيم لسورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس “بالسيطرة على حي طريق الباب، فان النظام سيطر على نحو 60% من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد”.
وهذا يعني أن الجيش السوري استعاد السيطرة على الطريق التي تربط بين الاحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه اصلا والواقع جنوب طريق الباب.
وجاءت السيطرة على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة أدت الى فرار المدنيين الى حي الشعار القريب.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس عددا قليلا من مقاتلي المعارضة في منطقة الشعار الجمعة مع تقدم القوات الحكومية، بينما اغلقت المحلات التجارية والمخابز بسبب القصف العنيف.
ومنذ السبت الفائت، فر ما لا يقل عن 50 ألف شخص من سكان الأحياء الشرقية للمدينة التي كانت تضم نحو 250 ألفا، وتوجهوا إلى الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام.
ويفيد المرصد ان 307 مدنيين بينهم 42 طفلا و21 امرأة قتلوا في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام في منتصف نوفمبر، فيما قتل 64 في قصف للأحياء الغربية.
والجمعة، خاضت الفصائل المعارضة معارك ضارية مع قوات النظام، في محاولة للحفاظ على حي الشيخ سعيد في الاحياء الشرقية لمدينة حلب.
وذكر المرصد ان مسلحي المعارضة تمكنوا الجمعة من قلب الوضع في حي الشيخ سعيد، وتمكنوا من استعادة 70 في المئة من الحي بعدما كانت قوات النظام هي التي تسيطر على 70 بالمئة منه.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن خسارة الحي “ستشكل ضربة قاسية للمقاتلين وخصوصا بعد خسارتهم” جزءا كبيرا من الأحياء الشرقية للمدينة خلال الأيام الأخيرة.
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن نحو 20 ألف طفل فروا من منازلهم شرق مدينة حلب في الأيام الأخيرة، محذرة أن الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات.
وقال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كريستوف بولييراك للصحافيين في جنيف “الأكثر إلحاحا الان هو تقديم المساعدة التي يحتاج إليها هؤلاء الأطفال وعائلاتهم في شكل كبير”.