أبعاد الخفجى-محليات:
تحت رعاية وزير التعليم في المملكة العربية السعودية الدكتور أحمد العيسـى، نظم مكتب التربية العربي لدول الخليج الملتقى الثالث لـ”ملتقى أيام المنظمات الدولية” في إطار برنامج التعاون بين المكتب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (اسيسكو)، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، في مقر المكتب بمدينة الرياض، يومي 5 و6 ربيع الأول 1438هـ، الموافق 4 و5 ديسمبر 2016م.
افتتح الدكتور علي عبدالخالق القرني الملتقى الثالث لـ”ملتقى أيام المنظمات الدولية” نيابة عن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى وألقى كلمة افتتاحية حيث قال فيها أهلاً بكم في عرين الإسلام، وموئل العروبة، في المملكة العربية السعودية، حيث القيادة التاريخية فيها تسطّر أروع الصفحات إنجازًا، وأنصعها عطاءً. وليس لي في البدء إلا أن أتقدم بوافر الشكر، وكامل العرفان للقيادة السعودية، ولقادتنا الأجلاء في الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج. على ما يقدمونه من دعم غير محدود للمكتب منذ توقيعاتهم الكريمة على وثيقة إنشائه.
كما أوضح الدكتور علي القرني أن هذا العام يحتفي المكتب بمرور أربعين عامًا على إنشائه، وهو احتفاء بمسيرة زخرت بالإنجازات في مختلف المجالات التربوية والتعليمية. وهي إنجازات تتحدث عن نفسها في التعاون والتكامل التعليمي الخليجي المشترك، وفي التواصل والتعاون والتشارك مع مختلف المنظمات والهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية، مما لا يتسع المقام للحديث عنه، أو التفصيل فيه.
وقال إنني لعلى ثقة بأن جسورَ التواصل باقيةٌ وممتدةٌ بين أبناء الأسرة الواحدة، وهي تزداد متانةً على مرِّ الأزمان، لتؤكِّدَ قدرَتَنا على ارتياد دروبٍ جديدةٍ، في سبيلِ الارتقاء بعطاءاتنا، بما يناسب متطلبات العصر الذي نعيش، بالمزيد من البرامج المشتركة، والتنسيق الواعي، والعمل الفعّال المتميز وتأكيدًا على هذا التوجه، فسوف نتشرف اليوم بتوقيع اتفاقيات جديدة، من أجل تنفيذ برامج نأمل أن تتجاوب مع تطلعات دولنا الأعضاء في المكتب.
فيما قال الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم للشؤون الأكاديمة كلمة نيابة عن وزير التعليم العيسى أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود -طيب الله ثراه- دأبت على الدعم والمساندة والعمل مع جميع المنظمات الدولية بجميع مجالاتها وذلك تجسيدا لرسالة المملكة السامية خدمة للشعوب العربية والاسلامية والانسانية أجمع وإيماناً منها بأن المملكة دولة حريصة على التعاون ومد الجسور والتفاهم البناء مع جميع الثقافات، وما تزال عضواً فاعلاً في الخريطة الإقليمية والدولية وتسعى دائماً للمساهمة في دعم الأنشطة المختلفة التي تسهم في برنامج التنمية والتعليم بجميع أنواعها.
وأشار إلى ان التعليم يعتبر المحرك الرئيس لتطوير المجتمعات ورفعها فهو الاستثمار الحقيقي لبناء التنمية والحضارة من خلال أفراد ذلك المجتمع.
كما ألقى الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو كلمة قال فيها إن العالم الإسلامي بصورة عامة يمرّ بمرحلة دقيقة تتصاعد فيها حدةُ التحديات والمخاطر التي تواجه المجتمعات العربية الإسلامية في أمنها، وفي سيادة دولها واستقلالها والتي باتت تهدد استقرارها الاجتماعي نتيجة لتفاقُم أزمة الهويات جراء تنامي نزعات التطرف والتشدد والانحراف عن مسار الاعتدال والوسطية اللذين هما من خصائص الدين الاسلامي الحنيف.
من جانبه قال الدكتور عبدالله محارب المدير العام للألكسو في كلمته إذا كان اجتماعنا اليوم يستهدف بحث استشراف مستقبل التعليم في الوطن العربي، فإن وقائع الحاضر لابد أنها تلقي بظلالها الكثيفة على الحالة الذهنية لنا جميعا ونحن بصدد التفكير في هذا الموضوع المصيري، ذلك أن معطيات الواقع الراهن تثبت بالدليل أن جهودنا السابقة في مجال الاستثراف، سواءً في مجال التعليم أو غيره من المجالات، لم تكن قادرة على توقع هذا القدر الهائل من الاحداث الدراماتيكية التي مرت بنا في سنوات قلائل إلى الحد الذي يكاد يهدد وجودنا وبقاءنا وأكد الدكتور عبدالله المحارب بأن الامر لا يقتصر على ما يعكسه الحاضر من إحباط بشأن الجهود السابقة ومدى نجاحاتها، بل يمتد إلى القنوط بشأن إمكانية استشراف المستقبل القريب، في ظل غيابٍ شبه تام ٍ للمعلومات والإحصاءات في البلدان العربية التي اعتبرتها النزاعات بحيث تضعف إمكانية التخطيط لإعادة بنائها عندما تتوقف رحى الصراعات فيها، وفي ظل ضعف آليات الرصد والتوثيق والإحصاء في عدد آخر غير قليل من البلدان، إذ تبقى مشكلة غياب المعلومات الوافية المدققة والمحدثة والموثوقة هي العائق الرئيس امام اتخاذ القرارات الصائبة، وانتهاج السياسات الناجحة في وطننا العربي.