أبعاد الخفجى-اقتصاد:
التقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مقر الهيئة بالرياض نهاية الأسبوع الماضي أعضاء مجلس الأعمال السعودي البريطاني المشترك، برئاسة م. ناصر المطوع من الجانب السعودي، والسيد كريس أنيس هوبكنز رئيس الجانب البريطاني وعدد من أعضاء المجلس.
وأكد الأمير سلطان على أهمية العلاقات الممتدة بين المملكة وبريطانيا وتميزها في مختلف المجالات ومنها المجالات الاقتصادية والتراثية، وحرص القيادة والمسؤولين في البلدين على تطويرها والبناء على أساساتها القوية، وتطرق خلال اللقاء إلى جهود الهيئة في دعم الاستثمار في قطاعي السياحة والتراث في المملكة وتنظيمه، مشيرا إلى أن هذين القطاعين يعول عليهما الآن أكثر من أي وقت مضى لإحداث التحولات الاقتصادية والتنمية التي تتطلع لها المملكة، ومورد ينتظر منه الكثير لتوفير فرص العمل للمواطنين، في ظل استكمال الهيئة كافة مراحل التهيئة للقطاع وتأسيسه وتدعيمه بالقرارات والخبرات اللازمة مما جعله جاهزاً للتبني من قبل برنامج التحول الوطني ليكون رافداً رئيساً للاقتصاد الوطني مثلما هو الحال في الدول الصناعية وذات القوة الاقتصادية التي تنظر للسياحة والتراث من منظور أهميته الاقتصادية إلى جانب فوائده الوطنية والتراثية.
وأشار سموه إلى قيام الهيئة باستكمال تنظيم المسارات الرئيسة وتقديم حقائب استثمارية محددة، ومبادرات متكاملة ذات علاقة أصيلة بتطوير صناعة السياحة وما يتعلق بالتراث، ومن ذلك تطوير الوجهات السياحية، وإطلاق صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة، وتطوير برنامج رحلات ما بعد العمرة، وتنظيم وتطوير قطاع الإيواء السياحي والقطاعات الأخرى، والاستثمارات في قطاع التراث العمراني، والترميم، والحرف اليدوية.
منوهاً الى وجود مجالات استثمارية كبرى للمواطنين والشركات المحلية، و كذلك فرص للشركات الدولة للدخول في تلك المشاريع وتقديم قيمة مضافة، ومن ذلك مشاريع الاستثمار في الوجهات السياحية وفي مقدمتها مشروع العقير، وقال بهذا الصدد: “ننتظر صدور قرار مجلس الوزراء لإشهار شركة تطوير العقير والانطلاق في أعمالها خاصة وأنها تمثل أهمية تاريخية ونموذجا اقتصاديا متطورا للشراكة بين القطاع الحكومي الذي يشارك بالأرض والبنية التحتية، وتملك الغالبية عبر صندوق الاستثمارات العامة وبعض صناديق الدولة، وعدد من الشركات المساهمة والجمعيات، حيث سيحمل المشروع فرصا استثمارية متعددة للمواطنين، ويمكن أن تتاح الفرصة للشركات التي تحمل قيمة مضافة واستثمارات نوعية من بريطانيا وغيرها من الدول للاستثمار في وجهة العقير وذلك لإحداث نقلة في التجربة السياحية وتطوير المنتجات، مشيرا سموه إلى أن هناك عددا كبيرا من المشروعات الاستثمارية المدرجة في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي يحظي بدعم ومتابعة دائمة منه، -حفظه الله-، واعتمدت الدولة ميزانية لمرحلته الأولى وصلت إلى ما يقارب 4 مليارات ريال، خصص منها مليار وثلاث مئة مليون ريال في ميزانية العام المقبل 2017، ونتطلع إلى ان نستثمر الشراكة مع الجانب البريطاني بمشاريع استثمار مباني التراث ومشروعات تجهيز المتاحف الجديدة وتطويرها، والعناية بمواقع الآثار والتراث العمراني وغيرها من مسارات البرنامج.
وأشار سموه إلى عدد من مجالات التعاون بين الهيئة والجانب البريطاني ومنها مشروع ادخال منتجات المواطنين من الحرف اليدوية في تجهيزات الفنادق والذي تنفذه الهيئة ممثلة في البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالتعاون مع مؤسسة جبل التركواز الخيرية التي يشرف عليها ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، إضافة إلى تعاون الهيئة مع عدد من الجامعات والمراكز العلمية في مشاريع التنقيب الأثري، والتعاون مع المتحف البريطاني في تأهيل الموارد البشرية في الأعمال المتحفية وتطوير العروض، ودخول عدد من الاستثمارات النوعية بقطاع الفنادق، وتطوير المناهج و والبرامج التدريبية والتأهيلية للموارد البشرية المواطنة للعمل في الفنادق وقطاعات الضيافة والسياحة وغيرها من مجالات التعاون.