أبعاد الخفجى-سياسة:
أحرزت قوات النظام السوري والمجموعات الموالية لها تقدما جديدا في مدينة حلب، حيث باتت سيطرة الفصائل المعارضة تقتصر على اقل من عشرة في المئة من الاحياء الشرقية، تزامنا مع نزوح اكثر من عشرة الاف مدني خلال الـ24 ساعة الاخيرة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية ان “المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حاليا لا تشكل الا جزءا قليلا، ومن الممكن ان تسقط في اي لحظة” واضاف “يمكن القول ان معركة حلب بدأت الدخول في المرحلة الاخيرة، بعد سيطرة قوات النظام على اكثر من تسعين في المئة من مساحة الاحياء الشرقية”.
وتمكنت قوات النظام أمس من السيطرة على حي الشيخ سعيد الاستراتيجي في جنوب الاحياء الشرقية بعد معارك مستمرة منذ اشهر، كما تمكنت من استكمال السيطرة على حي الصالحين الذي كانت تسيطر على اجزاء منه وعلى اجزاء كبيرة من حي كرم الدعدع، وباتت تسيطر ناريا على حي الفردوس، وفق المرصد. وذكرت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية الموجودة في غرب حلب ان دوي الغارات والقصف على القسم الشرقي لم يتوقف طيلة الليل بشكل عنيف ومكثف.
وبحسب عبدالرحمن، تحتفظ الفصائل المقاتلة حاليا “بسيطرتها بشكل كامل على حيين اثنين هما المشهد والسكري في حين تتقاسم السيطرة مع قوات النظام على الاحياء الاخرى المتبقية”، علما ان ثلاثة منها على الاقل مقسومة بين الطرفين منذ العام 2012، وهي احياء صلاح الدين والعامرية وسيف الدولة. ويرى كبير الباحثين في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد الصايغ ان السيطرة على مدينة حلب “ستشكل انجازا كبيرا للنظام” فضلا عن انها “ستكسر ظهر المعارضة المسلحة ويصبح من الممكن اخيرا تجاوز التفكير بامكانية الاطاحة بالنظام عسكريا”.
وبات عدد المدنيين الذي فروا منذ منتصف الشهر الماضي نحو 130 الفا وفق عبدالرحمن، الذي اشار الى ان “بعض الاحياء تحت سيطرة الفصائل باتت خالية تماما من السكان، فيما تضم احياء اخرى عشرات آلالاف من المدنيين الذين يعانون من اوضاع إنسانية مأساوية”.
واكد عبدالرحمن وجود “مخاوف حقيقية على من تبقى من المدنيين في احياء المعارضة والذين يقدر عددهم بعشرات الالاف”، معتبرا ان “كل قذيفة تسقط تهدد بارتكاب مجزرة في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير”.
وحذرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) من ان “جميع الاطفال” في مدينة حلب “مصدومون”، وقال مدير مكتب المنظمة في حلب رادوسلاف رزيهاك الذي يعمل منذ 15 عاما مع المنظمة “لم أر في حياتي هذا الوضع المأساوي الذي يعانيه الاطفال في حلب”. ومنذ بدء هجوم قوات النظام، قتل 415 مدنيا بينهم 47 طفلا في شرق حلب فيما قتل 139 مدنيا بينهم اربعين طفلا جراء قذائف اطلقها مقاتلو المعارضة على غرب المدينة. وقال عبدالرحمن ان تنظيم داعش احرز أمس تقدما في محيط تدمر من الجهتين الغربية والجنوبية الغربية.