أبعاد الخفجى-سياسة:
في تصريح غريب قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة سترد على القرصنة الروسية للتأثير في الانتخابات الأميركية، وقال أوباما لإذاعة أن.بي.آر: «أنا مقتنع أنه عندما تحاول أي حكومة أجنبية التأثير على نزاهة انتخاباتنا فإننا سنكون حينها بحاجة لاتخاذ إجراءات» مضيفا «ونحن سنرد في الزمان والمكان الذين نختارهما». وتابع الرئيس الأميركي أن «بعض من الرد سيكون واضحا وعلنيا. والبعض الآخر ليس كذلك».
وأشارت أن.بي.آر إلى أن أوباما تجنب تأييد الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن روسيا اخترقت حسابات البريد الإلكتروني لمؤسسات ومسؤولين في الحزب الديموقراطي بهدف مساعدة الجمهوري دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية على حساب الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأمر أوباما وكالات الاستخبارات المركزية بإجراء مراجعة كاملة لعملية القرصنة وتقديم تقرير له قبل أن يترك منصبه في 20 يناير، وقال الرئيس الأميركي للإذاعة نفسها إن «هناك مجموعة كاملة من التقييمات لا تزال في طور الإجراء بين الوكالات». وأضاف أوباما «وحتى عندما أتسلم النقرير النهائي، كما تعلمون، سنكون قادرين كما أعتقد، على إعطاء تخمين مفهوم وأفضل لتلك الدوافع». وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق أنه يحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية المباشرة عن القرصنة المعلوماتية.
من جهته اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أمس ان اتهامات البيت الابيض لروسيا بالاخلال بمجرى الانتخابات الرئاسية الاميركية عبر القرصنة المعلوماتية هي اتهامات «وقحة». وقال بيسكوف في ما يتعلق باتهام موسكو بالمسؤولية في هذه الاختراقات «في هذه المرحلة بات على الاميركيين اما التوقف عن التطرق الى هذا الموضوع او تقديم ادلة. والا فهذا يفوق الوقاحة»، وذلك في حديث مع الصحافيين على هامش زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى طوكيو.
وكانت مؤسسة أمنية أميركية قد ذكرت أمس أن وكالة مكلفة بمكافحة تزوير الانتخابات وبضمان مطابقة آلات التصويت للمعايير الأمنية خضعت هي نفسها لاختراق إلكتروني بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي. وقال مسؤولان في مؤسسة (ريكوردد فيوتشر) الأمنية إن المؤسسة كانت تراقب الأسواق الإلكترونية التي تعمل في الخفاء ويشتري فيها المخترقون ويبيعون سلعا واكتشفت أن شخصا يعرض بيانات الدخول على أجهزة (لجنة المساعدة في الانتخابات) الأميركية. وقال ليفي جنديرت نائب رئيس المخابرات بالمؤسسة وأندري باريسيفيتش مدير قسم التجميع المتقدم إن الباحثين أبدوا رغبتهم في الشراء وتواصلوا مع المخترق. وأضافا أنه تبين أن المخترق الذي كان يتحدث الروسية حصل على بيانات الدخول على الحسابات الإلكترونية لأكثر من 100 شخص في لجنة المساعدة في الانتخابات مستغلا ثغرة شائعة في قاعدة البيانات. وكان المخترق يسعى لبيع معلومات عن هذه الثغرة إلى حكومة بالشرق الأوسط مقابل آلاف الدولارات لكن الباحثين نبهوا جهات إنفاذ القانون وقالوا إنه تم إصلاح الثغرة.
وأصدرت لجنة المساعدة في الانتخابات بيانا في ساعة متأخرة من مساء يوم أمس الأول قالت فيه إنها علمت بأمر «اقتحام محتمل» وإنها «تعمل مع وكالات إنفاذ القانون الاتحادية للتحقيق في أمر الاختراق المحتمل وآثاره». وأضاف البيان «مكتب التحقيقات الاتحادي يجري حاليا تحقيقا جنائيا».
وعن المخترق قال باريسيفيتش «لا نعتقد أنه يعمل فعليا لحساب أي حكومة أو أن مهاراته متقدمة للغاية». وأبدى الباحثون ثقة في أن المخترق عمل على بيع معلوماته فور الحصول عليها مما يعني أنه لم يدخل النظام قبل يوم الانتخابات.