أبعاد الخفجى-سياسة:
أكد فضيلة مفتي عدن في الجمهورية اليمنية الشيخ علي بن محمد باوريس، أن هدف الحوثيين حالياً هو تغيير الهوية، وأنهم يركزون في سبيل ذلك على الجانب التعليمي والتربوي، ويعتبرون التلاعب بهوية اليمن أكثر أولوية من الحرب العسكرية. وشدد الشيخ باوريس على الأهمية البالغة لجهود العلماء في مجابهة هذا المشروع، سواء في المناطق المحررة، أو المناطق التي تخضع لنفوذ الحوثيين، وذلك بشتى الوسائل الممكنة.
جاء ذلك في تصريح لفضيلته عن الأوضاع الحالية في اليمن، واللقاءات المتتابعة لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -المشرف العام على برنامج التواصل مع علماء اليمن- مع المكونات العلمية والدعوية اليمنية. ونوّه الشيخ باوريس بالدور الذي يقوم به مكتب التواصل مع علماء اليمن الذي ترعاه وزارة الشؤون الإسلامية. كما أبدى في الوقت ذاته تقديره الكبير للعمل الذي يقوم به المكتب.
وقال الشيخ باوريس إن اللقاء الذي وزير الشؤون الإسلامية مع وفد هيئة علماء اليمن، يأتي ضمن فعاليات برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي ترعاه الوزارة. وأشار إلى أن هذا اللقاء تم ترتيبه مع العلماء والدعاة في اليمن بمكوناتهم المختلفة. ولفت الشيخ باوري إلى أن الهيئة -التي تعد الأكبر من نوعها في اليمن- تضم مختلف الأطياف والمكونات والمدارس العلمية والدعوية، ولها دور فاعل في اليمن وتأثيرٌ ومواقفَ واضحة في القضايا العامة والخاصة، سواءً في مسائل الإفتاء أو غيرها. وقال الشيخ إن الهيئة هي من بادرت للحديث عن النوازل، وخصوصاً ما حصل في اليمن من انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح، وهي من بادر إلى تأييد عاصفة الحزم، وما ترتب عليها من نصرة للشعب اليمني، ودرء الخطر والضرر الذي نزل بأهل اليمن.
وفي السياق ذاته، جدد الشيخ علي باوريس ثناءه وتقديره للدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ودول التحالف الدولي في التصدي للخطر الحوثي الذي يستهدف الانقضاض على الشرعية، وتهديد أمن واستقرار اليمن.
وعن ضرورة اهتمام العلماء بالأصول الشرعية وعدم الخوض في السياسة، قال فضيلته: “إن القضايا السياسية والعسكرية متقلبة ومتغيرة. وتخضع للمصلحة وغيرها. ولها أهلها ومختصوها. بينما وظيفة العلماء هي الجانب الرسالي الذي هو ثابت ومجمع عليه. هذا هو المعنى الصحيح، ولكن لا يعني أن العلماء لا يعيشون هموم الأمة وتطلعاتها وآمالها، ولا يعني أنهم لا يعنون بسُبُل خروج المسلمين من أزماتهم”.
وأكد فضيلة مفتي عدن أهمية الإعلام وعظيم أثره، قائلاً: “لا نقلل من دور المخلصين فهناك قنوات ووسائل ووسائط وأشخاص قاموا بدور جيد ومبارك ويشكرون عليه، لكن لابد أن نسلم بأمر واقع، وهو أن الجهد المقابل أعظم وأخطر، فهناك مؤسسات وأعمال للحوثي في اليمن قائمة على خطة إعلامية تقلب الحقائق، وتستطيع أن تؤثر في الناس بشكل أسرع، وهذا في الحقيقة يقتضي المراجعة من القنوات والإعلام المواجه لهذه الحملة. والحق لا شك يعلو إذا قام به أهله.
ودعا فضيلة مفتي عدن -في ختام تصريحه- وسائل الإعلام إلى القيام بحملة شاملة لفضح مخططات ومؤامرات الحوثيين، وكشف مخططاتهم الدنيئة لتغيير هوية اليمن.