أبعاد الخفجى-محليات:
حذر إمام المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح بن محمد البدير – في خطبة الجمعة – الأباء ورجال التعليم من سقوط الشباب بأيدي التنظيمات السرية والجماعات التكفيرية الإرهابية والتيارات الحزبية التي تزرع الأحقاد في قلوب الأحداث ضد ولاتنا وعلمائنا وبلادنا وديننا , وذلك باستشعار المسؤولية تجاه النشء وأخذ العظة والعبرة وأداء الأمانة , وفي الخطبة الثانية دعا إلى المساهمة في الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله -.
ووجه الشيخ البدير خطابه للشباب قائلا : أيها الشاب إياك أن تستجر وتخدع , إياك أن تصغي للفتان وتسمع , إياك أن تسلب من وطنك وأهلك وشرفك وخلقك ودينك وتنزع , يا من يسير في فلاة غطشاء بعين عمشاء , يامن يقطع أرضا يهماء بلا زاد ولا ماء , أقصر وأبصر وانظر واعتبر وارجع إلى رشدك وعقلك , وأقبل على مولاك وتب مما جنته يداك , وأقلع عن ذنوبك وخطاياك ” والتائب من الذنب كمن لا ذنب له “.
كما وجه رسالة لأولياء الأمور فقال : أيها الأولياء خذو العبرة والعظة وكونوا الرعاة الحفظة وأديموا الحذر واليقظة وحاذروا المتسلل الخطاف الذي حام حول بيوتكم وطاف , حاذروا من يسمم الأفكار ويخطف الصغار , ومتى يفع الغلام وشارف الاحتلام وجب إعطاؤه مزيدا من الرعاية والاهتمام , فكن لحديثه مستمعا وعلمه إذا أتاك مستفهما , ولا تكن كالريح العاصفة والزلزلة الراجفة , فكلمة الحب أصفى وحديث الحكمة أشفى , والله سائل كل عبد عما استرعاه.
ودعا رجال التعليم لحماية النشء فقال : لن يستفحل الداء ولن يعوز الدواء وأنتم المعلمون الأوفياء والمربون النبلاء فالله الله في رعاية النشء وحماية شبابنا وأولادنا ومجتمعنا من كل فكر دخيل وخلق ذميم.
وقال : إن صلاح النشء أعظم ذخيرة وأجل غنيمة , والتوجيه وسيلة إلى كل فضيلة , وحداثة السن كناية عن الشباب وأول العمر , وحدث السن قليل التجربة ضعيف الإدراك , وناقص التدبير والتفكير , أسير التأثر والإعجاب , سريع المحاكاة والمماثلة والتشبه , لا يعبر الصعاب غالبا إلا بإشارة مشير وتسديد كبير ومعاونة نصير , ومتى أعجب الشاب الحدث أو الفتاة الحدثة بشخص انحاز إليه واقتبس منه , واحتذى مثاله ونحا فعاله , وأكثر من ذكره ونظر من محجره ونطق بنغمته وحاكاه في هيأته وطريقته وماثله في صورته وحركته واقتدى به في فكره وسلوكه , والحداثة قرينة الطهارة والغرارة وقلة الفطنة والحنكة والتجربة , ومتى صاحب الحدث من لا يوثق بمودته وعقيدته وإمامته وديانته ختله الخبيث من حيث لا يعلم , وأطعمه الباطل من حيث لا يدري , وسقاه السم من حيث لا يحتسب , وجنده ضد دينه ووطنه وأهله وعشيرته وهو لا يشعر , وفي الناس سباع عادية وذئاب ضارية تنتظر غياب الولي الحامي وغفلة الأب الحاني , ومن ترك ولده يقطع وادي السباع ويلهو بين الوحوش الجياع ويسير في الظلم فقد باعه وأضاعه , وجعله نهبا لشرار الخلق وهدفا لمآربهم الخبيثة.
وتابع : من ترك أولاده يضربون يصاحبون من شاؤوا دون رقابة ويبيتون خارج البيوت دون تحفظ , ويمكثون بعيدا دون مسائلة فقد عقهم وظلمهم , والشادخة المحجلة حين يصبحون ضحايا لشقاشق الشياطين وخطب المرجفين وكتب الغلاة المبطلين وأدوات التنظيمات السرية , والجماعات التكفيرية الإرهابية والتيارات الحزبية والموجات الإلحادية والإباحية التي تزرع الأحقاد في قلوب الأحداث والشباب ضد ولاتنا وعلمائنا وبلادنا وديننا , يشعلون النيران بكسار العيدان.
وفي الخطبة الثانية قال إمام المسجد النبوي : لقد نزل الشتاء بشدته على إخوانكم اللاجئين والنازحين والمشردين في الشام وغيرها من البلدان الجليد وطاؤهم والثلوج غطاؤهم تجمد تحتها أطفالهم وفاضت على بساطها أرواحهم , الخوف يضربهم والعدو يحاصرهم , أسر وأطفال في العراء والبلاء , يقاسون شدة الجوع وقسوة الشتاء وخطر المرض والفناء , في زمن قاتم بالعنف والرعب , فيا أهل الرخاء والثراء أدركوهم وأسعفوهم وواسوهم وأعينوا الفقراء والمحتاجين والمساكين , قال صلى الله عليه وسلم : ” من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ويربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل ” , وقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله ونصره – بإطلاق الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب السوري نصرة للمظلومين وتضميدا لجراح المكلومين في شامنا الحبيبة , وأنتم أهل البر والسخاء فأنفقوا وتصدقوا.