أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكد الدكتور عبدالله ابراهيم القويز الخبير الاقتصادي والسفير السابق أن المملكة تسير في الطريق الصحيح في جهودها لمواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن تباطؤ النمو الاقتصاد العالمي وما أفرزه من انخفاض حاد في أسعار البترول.
وقال إنها المرة الأولى منذ بدء الخطط السعودية قبل أربعين عاماً تحدد المملكة أهدافاً رقمية وخارطة طريق للوصول إلى هذه الأهداف وإنشاء أجهزة للمتابعة والمحاسبة. كل ذلك يتم بتوجيهات من قيادات شابه لا تتردد في اتخاذ القرارات الصعبة ولا في المواجهة المحسوبة للمخاطر.
كما أشار الى أن مجلس التعاون يمثل تجربة اتحادية رائدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدفاعية. فقد استطاع أن يوحد الأسواق ويسهل حركة الأفراد والسلع والاستثمارات ويزيد الترابط الاجتماعي ويحافظ على أمن وسلامة المواطنين في منطقة تعتبر من أكثر المناطق اضطراباً في العالم.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي نظمته لجنة شباب الأعمال لغرفة تجارة الرياض مساء الاثنين الماضي، وافتتحه عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس اللجنة علي بن صالح العثيم وحضور الأمين العام المكلف للغرفة الأستاذ أحمد السويلم وجمع من شابات وشباب الأعمال.
كما أدار هذا اللقاء الأستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة “اليوم”، وعبر الدكتور القويز عن اعجابة بالسرعة والاحترافية الذي تم بها الاعلان عن رؤية 2030 والبرنامج التنفيذي لها، وماتبع ذلك من خطوات تمثلت في التحكم بالصرف أثناء عام 2016، وإعلان ميزانية الدولة لعام. ٢٠١٧ وما صاحبها من برامج للتوازن المالي، واستكمال تعديل أسعار الخدمات، وتفعيل حساب المواطن أو مايعرف باستكمال شبكة الأمان الاجتماعي بحلول عام 2020. كل هذه الخطوات تم الاعلان عنها والشروع في تنفيذها خلال فترة لا تزيد على ثمانية شهور.
وأكد الخبير الاقتصادي أنه ليس امام المملكة أي خيار أخر. إلا انه نبه على ضرورة الاسراع في تطوير الجهاز المترهل للدولة لكي يستطيع هضم هذه الخطوات وتنفيذها بالكفاءة المطلوبة.
وحول قطاع البترول أشار القويز إلى أن الاستهلاك العالمي له لم يصل بعد إلى حد الذروة، وأنه سيستمر مصدرًا مهمًا للطاقة إلى منتصف قرننا الحالي. كما أن الاقتصاد العالمي بمجمله وبأجزائه بدأ يتعافى مما يقود الى الاستنتاج بأن تنبؤات صندوق النقد الدولي حول متوسط السعر لعام 2017 وهو 50.60 يعتبر محافظاً جدًا.
وفي رده على سؤال حول استمرار ربط سعر صرف الريال بالدولار قال: إن الربط سيظل منطقياً طالما استمرت المملكة في تسعير صادراتها الرئيسية وأهمها البترول بالدولار ولديها الفوائض النقدية لحماية ذلك. أما اذا تغيرت هيكلة الاقتصاد السعودي والصادرات السعودية فلأنه يمكن التفكير في فك هذا الارتباط.
وحول سوق المال السعودية قال إنها تسير وفق آليات جيدة. كما أكد على أهمية ان تكون أنظمة هذه السوق مكملة ومنسجمة مع أفضل الممارسات العالمية ومطبقة على الجميع بكل شفافية ودون تمييز وأن تكون هناك آليات واضحة وفعالة لمحاربة الصفقات المبنية على معلومات تم الحصول عليها بطرق غير سليمة.
وعن نصائحه للشباب شدد القويز على أهمية التركيز على نشاط محدد وعدم تشتيت الجهود في أنشطة متعارضة أو متنوعة، وانما التركيز على النشاط الأقرب الى قلب صاحب المبادرة، كما أكد على أن يبذل الشاب أو الشابة كل مالديه من جهد جسدي وعقلي لتحقيق أهدافه. واعتبر ان التسهيلات الحكومية مهما كانت سخية غير كافية وحدها لتحقيق النجاح المطلوب. كما أشار إلى أن من يعمل ستواجهه تحديات. لذا لابد من تعويد النفس على ابتكار آليات للتعامل مع هذه التحديات. وفي رده على سؤال حول زرع مفهوم النزاهة والأمانة والصدق والاخلاص في العمل،
أكد على ان ذلك يبدأ من التربية في البيت وفي المدرسة إلى أن تتحول إلى ممارسة مجتمعية.