أبعاد الخفجى-سياسة:
في خطوة لم تكن مستغربة، في ظل التوجه العماني السياسي المتلائم مع المصالح العربية والإسلامية، والخليجية بصفة خاصة، جاء قرار سلطنة عمان الانضمام إلى تحالف الدول الإسلامي لمكافحة الإرهاب، في سياق الفهم المشترك للدول الإسلامية، وليقدم دليلاً جديداً على الاتزان والحكمة التي تميز سياسة السلطنة، التي تعد دائما معنية بسياسات التعاون، في إطار سياسة هادئة ومحايدة اتسمت بها على مدى عقود.
فقد تلقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع رسالة من الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع في سلطنة عمان، بدر بن سعيد البوسعيدي، تتضمن انضمام السلطنة للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
ويعد انضمام السلطنة إلى تحالف الدول الإسلامية لمكافحة الإرهاب خطوة مهمة واستراتيجية في سياق الفهم المشترك للدول الإسلامية، وعلى وجه الخصوص دور وقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لدول مجلس التعاون الخليجي، كما يعد مؤشراً هاماً على إيمان السلطنة بأهمية تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق، التي يسودها العنف الإرهابي المسلح، وضورة تشكيل قوة إسلامية يكون هدفها الكبير إشاعة السلام في العالم الإسلامي من خلال محاربة الإرهاب والتطرف. كما تعد خطوة السلطنة إضافة جديدة إلى مواقفها الاعتدالية التي اتسمت بها، والسياسة الهادئة التي كانت وما زالت تتبعها، والداعية إلى توحيد الصفوف، وحل المشكلات في إطار عربي وإسلامي، ما جعل من السلطنة مهداً للكثير من الوساطات، والمصالحات العربية العربية، إيمانا منها بأهمية دور الاعتدال والتعقل في معالجة الأزمات، التي تنشأ بين الحين والآخر، ولا سيما محاربة الارهاب والتطرف. وفي بيانها الذي اعلنت فيه انضمامها للتحالف الإسلامي اكدت سلطنة عُمان أنها سوف تبذل، وكما كانت على الدوام كل الجهود مع الأشقاء والأصدقاء لتوفير بيئة إقليمية يسودها الأمن والسلام في هذه المرحلة التي يتوجب تعاون كل الأطراف لتحقيقها.
ويعد انضمام عمان إلى هذ التحالف الذي انشيء بمبادرة من المملكة العربية السعودية من أجل تطوير الأساليب والجهود لمحاربة الإرهاب في العالم الإسلامي، ولتنسيق الجهود بين الدول المشاركة بهدف الارتقاء بالقدرات لمحاربة الإرهاب وكل ما يزعزع أمن دول العالم الإسلامي، يعد إضافة نوعية هامة ستسهم بالتأكيد في تعزيز دور التحالف لا سيما وان سلطنة عمان تعد الدولة الواحدة والأربعين التي تنضم للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
خاصة وان الشعب العماني الشقيق اتسم على الدوام بالسعي للسلام ومحبته له، وبالتالي فان انضمام السلطنة ان دل على شي فانما يدل على الوعي السياسي العميق الذي تتحلى به القيادة العمانية، خاصة في ظل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها الامتان العربية الإسلامية.
أخيرا وليس آخرا فإن من نافل القول إن اي إضافة تخدم التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب والتصدى له هو عمل هام سيسهم ليس في حماية العالم الاسلامي من الارهاب والتطرف وانما سيحمي الأمن والسلام العالمي اجمع.