أبعاد الخفجى-محليات:
تشرق المملكة في يوم البيعة بمنجزات صناعية تاريخية عالمية غير مسبوقة في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة والمعادن، في ظل رعاية ملكية مباركة دفعت ونقلت المملكة واقتصادها في غضون عام واحد فقط إلى حقبة من الرخاء التنموي الاقتصادي والصناعي، وذلك بالرغم من تهاوي أسعار النفط وتدهور اقتصاديات العالم، حيث يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) أضخم حراك صناعي شامخ تشهده المملكة في تاريخها لمشاريع جديدة غير مسبوقة في العالم في نوعية وحجم انتاجها وضخامة استثماراتها تضم أكبر حقول النفط والغاز ومجمعات التعدين والبتروكيمياويات ومصافي النفط ومحطات طاقة وموانئ صناعية وسكة حديدية ضخ في استثماراتها الترليون ريال.
رحلة الترليون ريال الثانية والثالثة
وقاد الملك سلمان وبارك وفق رؤى ملكية حكيمة ثاقبة رحلة ترليون ريال أخرى في استثمارات الجبيل وينبع الصناعيتين 1و2 ورأس الخير لتمضي باستقرار نحو رحلة ترليون ريال ثالثة معززة مكانة المملكة الصناعية في صدارة دول العالم في إنتاج البتروكيماويات وتكرير النفط والمعادن حيث ارتفعت الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات إلى نحو 120 مليون طن سنوياً وارتفاع الطاقة التكريرية إلى 20 ألف برميل سنوياً الذي عزز تبوء المملكة المرتبة العاشرة عالمياً في المنتجات المكررة والمرتبة السابعة في إنتاج البتروكيماويات، في وقت تبرز أرامكو و(سابك) ومعادن كمثلث ذهبي داعم للتنمية الاقتصادية الصناعية الوطنية التي لا تعتمد على النفط مرتكزة بثقل على وثيقة التحول الإستراتيجي الوطني 2020 المرتبطة بأهداف الرؤية 2030.
وشهد عام 2016 ثورة صناعية هائلة بارك مسيرتها الملك سلمان في ظل تلاحم وتحالف صناعي مدهش يقود اضلاعه الهيئة الملكة وأرامكو و”سابك” ومعادن في المدن الصناعية وعد الشمال وجيزان الاقتصادية ورابغ. فيما تنامى حجم صادرات مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع لأكثر من 70% من إجمالي الصادرات السعودية، وبلوغها من إجمالي الصادرات غير النفطية في المملكة 85% وخطط رفع عدد المنتجات الصناعية الأساسية والتحويلية ذات القيمة المضافة من 432 منتجاً إلى 516 منتجاً، وزيادة إجمالي ناتج صناعات مدن الهيئة الملكية البالغة 252 مليون طن إلى 309 مليون طن.
حقول نفط وغاز جديدة
وشهدت حقول النفط والغاز أكبر التوسعات بمباركة الملك سلمان في عهده الميمون لتتدفق الطاقة من معامل الوطن في حقول النفط خريص ومنيفة وشيبة ومعامل الغاز في واسط ومرافق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة وبطاقة إنتاجية تبلغ 3 ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يومياً وتوفر 500 ألف وظيفة خارج نطاق أرامكو وستساهم في تعظيم الفائدة للمملكة وذات جدوى واستدامة في نقل التقنية، وهذه المشروعات من شأنها رفع إنتاج المملكة من البترول إلى 15 مليون برميل يوميا، حيث سينتج مشروع خريص بعد توسعته 1.5 مليون برميل يوميا وحقل منيفة سينتج 900 ألف برميل يوميا من النفط العربي الثقيل، بالإضافة إلى حقل شيبة الذي سينتج مليون برميل من النفط العربي الخفيف.
ويعد حقل خريص أحد آخر الحقول العملاقة التي تم اكتشافها في العالم وأكبرها حجماً إضافة إلى حقل الغوار المجاور له ويستهدف تطوير مشروع حقل خريص زيادة إنتاج المملكة من الزيت بمعدل مليون و200 ألف برميل يومياً وهو ما يساوي مجمل إنتاج بعض الدول الأعضاء في منظمة أوبك، ولم يكن الغرض من هذه التوسعة زيادة القدرة الإنتاجية للمملكة، المصدر الأكبر للبترول عالميًّا فحسب، بل كان الهدف من وراء ذلك تلبية الطلب العالمي المتزايد على البترول، بما يعنيه ذلك من تأكيد أن المملكة على أهبة الاستعداد للاستجابة لتلك المطالب في الوقت الراهن، ولعقود عديدة قادمة وذلك تماشيًا مع رؤية 2030 التي تؤكّد أهمية تشجيع التنقيب عن الثروات الطبيعية، والاستفادة منها.
خامس أكبر حقول النفط في العالم
فيما يبرز حقل منيفة بضخامته في صناعة النفط العالمية كحقل مغمور، يقع في المياه السعودية شمال الجبيل على الخليج العربي، ويعد خامس أكبر حقول النفط في العالم، ومن أقدمها في المملكة، وقد اكتشف في عام 1957، وتصل مساحة هذا الحقل المكون من ستة مكامن إلى نحو 45 كيلومترًا طولاً، و18 كيلومترًا عرضًا، ويقع في المنطقة البحرية تحت مياه ضحلة، يتراوح عمقها بين متر واحد و15 مترًا.
ومن المشروعات كذلك معمل الغاز في واسط الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية هو أحدث معمل للغاز يساعد في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة، ويأتي كجزء من رؤية 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاج المملكة من الغاز، وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.
إلا أن توسعة حقل الشيبة الذي يعد واحدًا من أكبر المشروعات الفريدة من نوعها، ليس على مستوى المملكة والمنطقة فحسب، بل على مستوى العالم بأسره، هذا المشروع كان شاهدًا حقيقيًّا ومصداقًا واقعيًّا لمدى قدرة أرامكو السعودية وموظفيها ومقاوليها على إنجاز ما هو في حكم المستحيل، حيث لا تتوقف في حقل الشيبة الرؤية عند مد البصر، بل تمتد متوازية مع الطموحات المشروعة لاقتصاد المملكة الذي ينطلق الآن إلى آفاقه المستقبلية محملاً بأهداف رؤية 2030 التي ستنقله إلى اقتصاد مستدام ومتنوع.
“سابك” منظومة تشجيع ودعم ملكي سخي
من جهتها حظيت “سابك” بمنظومة التشجيع والدعم السخي من الملك سلمان منذ ولادتها على أرض الرياض الذي كان أكبر حافز لسابك وشركاتها لتكثيف عطاءاتها وتعزيز إسهاماتها الوطنية ومنحها قوة للإبداع والابتكار والقدرة على اجتياز التحديات الدولية وتقلبات الأوضاع الاقتصادية العالمية، حيث تحقق أمل الإنسان السعودي ورؤية قيادته الحكيمة لتنويع مصادر الدخل الوطني وبناء مجتمع صناعي تتكامل خلاله الصناعات الأساسية والتحويلية، سعياً لرفع نسبة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي.
ودفع الملك سلمان مسيرة (سابك) لمواصلة استثماراتها المحلية والخارجية وبناء أضخم وأكبر قلاع ومجمعات البتروكيماويات في العالم تضم 64 مصنع حول العالم، 22 منها في الشرق الأوسط، و17 في الأمريكتين، و12 في أوروبا، و10 في آسيا، وبطاقات إنتاجية سنوية اكثر من 60 مليون طن متري سنوياً، و150 منتجاً جديداً كل عام، محتلة المرتبة الأولى في إنتاج ستة منتجات بتروكيماوية أساسية لتقف في صدارة الشركات العالمية القيادية في صناعة الكيماويات، بعد أن أصبحت الشركة الثانية عالمياً من حيث تنوع المنتجات، والمرتبة الرابعة عالمياً من حيث الإيرادات بقيمة 148.1 مليار ريال، وحجم أصول بقيمة 328.2 مليار ريال، والشركة الأكثر تقدماً في صناعة العديد من المنتجات، التي تشكل أساساً للعديد من الصناعات التحويلية.
وحظيت الشركة ومنسوبيها بموعد جديد مع العطاءات والإبداعات التي أطلقها الملك سلمان مؤخراً بتكلفة 23 مليار ريال، شملت مشروع رائد تضمه شركة (المتحدة) التابعة لشركة (سابك)، يعد هو الأكبر عالمياً، لجمع وتنقية ثاني أكسيد الكربون واستثماره، بطاقة سنوية تبلغ 500 ألف طن متري، وبتكلفة إجمالية بلغت 650 مليون ريال، ومشروع الأكرونايترايل بيوتادايين ستايرين في شركة (بتروكيميا)، بتكلفة 2.1 مليار ريال، وبطاقة سنوية تبلغ 140 ألف طن متري، ويسهم هذا المشروع في تلبية متطلبات الصناعات التحويلية في مجالات صناعات السيارات، والأجهزة الكهربائية المنزلية، وغيرها.
ومشروع إنتاج المطاط الصناعي في مجمع شركة (كيميا) يعد أكبر المشروعات من حيث التكلفة، بقيمة 12.750 مليار ريال، وبطاقة إنتاجية تقارب 400 ألف طن متري، إضافة إلى “مشروع شركة البيوتانول المحدودة” الذي يشكل رمزاً للعمل المشترك والتعاون بين الشركات الوطنية، ممثلةً في (كيان السعودية) التابعة لسابك، و(شركة صدارة للكيميائيات)، وشركة (ساك) التابعة لشركتي التصنيع الوطنية، والصحراء للبتروكيماويات، بتكلفته 1.890 مليار ريال، ويضيف طاقة سنوية تتجاوز 330 ألف طن متري لخدمة الصناعات التحويلية. كما تحتضن (كيان السعودية) مشروع الكيماويات الزيتية، بتكلفة 790 مليون ريال، وبطاقة 83 ألف طن متري سنوياً.
فضلاً عن مشروع شركة الجبيل لخدمات وتخزين المنتجات الكيماوية في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل، بتكلفة بلغت 3.090 مليارات ريال، ويستهدف تعزيز سلسلة إمدادات (سابك) وتكاملها واستدامتها، إضافة إلى مشروع التوسعة الخامسة (سافكو5) الواقع في شركة (سافكو)، بتكلفته 1.999 مليار ريال، وبطاقته 1.1 مليون ألف طن متري.
رعاية ملكية لرأس الخير
ومدينة راس الخير الصناعية كان لها جانب من الرعاية الملكية التي باركها الملك سلمان بتدشين منظومة من مشاريع البنية الأساسية والتنموية والتعدينية لتسهم إسهاماً فاعلاً في تأسيس قطاع التعدين باعتباره ركيزة ثالثة للصناعة السعودية إلى جانب النفط والبتروكيماويات، ورافداً أساسياً جديداً للاقتصاد الوطني ببنيته وصناعاته الأساسية والتحويلية. وتركز رأس الخير في صناعتي الألمنيوم والأسمدة الفوسفاتية، بحجم استثمارات بأكثر من 130 مليار ريال، تشمل مشروعات البنى الأساسية والتنموية والبنيةِ التحتيةِ من قطارات، وموانئ، ومحطات للكهرباء والمياه، وإمداداتٍ من الغاز، والكبريت، ومصانع للفوسفات والألومنيوم مرتبطة بالمناجم التي أسستها شركة معادن، وتضيف إلى الناتج المحلي نحو 35 مليار ريال، إلى جانب نقل وتوطين تقنية الصناعات التعدينية في المملكة، فضلاً عن إسهامها في إيجاد 12 ألف فرصة وظيفية مباشرة، وعشرات الآلاف من الفرص غير المباشرة للمواطنين، سواءً في المصانع أو في مشاريع البنية الأساسية.
وستشكل مشروعات مدينة رأس الخير منصة انطلاقة لتحقيق أهداف القطاع الواعدة بما يتفق مع رؤية المملكة 2030. التي استهدفت أن يصبح قطاع التعدين أحد ركائز الاقتصاد الوطني، إضافة إلى قطاعي البترول والبتروكيميائيات، وأن يُسهمَ في الناتج المحلي الإجمالي بما يصل إلى 240 مليار ريال سعودي.
وبارك الملك سلمان بدء العمل بتطوير المشروع الثالث، للفوسفات بطاقة ثلاثة ملايين طن سنوياً، تماثل طاقة المشروع الذي دشنه يحفظه الله تضاف تدريجياً وصولاً لكامل الطاقة الانتاجية في عام 2024، باستثمارات تبلغ 24 مليار ريال، وكذلك البدء في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لدراسة إضافة خط إنتاج ثالث للألمنيوم في رأس الخير، لتستمر حركة النمو في قطاعات الذهب والنحاس والمعادن الصناعية، قدماً لاستشراف الفرص الاستثمارية واستقطاب الشراكات العالمية وتوطين التقنية. وقد سجل التاريخ في عهد الملك سلمان المشرق تدشين قطاع التعدين السعودي الحديث مرتكزاً أساسياً للتنمية الشاملة المستدامة في ربوع الوطن المعطاء.