أبعاد الخفجى-رياضة:
لم يمر خبر استقالة نائب رئيس مجلس إدارة النصر المهندس عبدالله العمراني مرور الكرام على الوسط الرياضي بصورة عامة، والجماهير النصراوية خصوصاً، فالاستقالة المفاجئة ألقت بظلالها على المشهد الاصفر، الذي يشهد حراكاً إدارياً وشرفياً لتجاوز أزمة الديون، التي يعاني منها النادي العاصمي، وكانت سبباً مباشراً في تفرغ إدارته الموسم الحالي لمعالجة الملف الشائك، على حساب الغياب عن سوق الانتقالات الشتوية، على غير العادة النصراوية في المواسم السبعة الماضية، للعكوف على تصفير الديون القائمة، وعدم تحميل النادي المزيد من الالتزامات المالية، تحضيراً لمرحلة الخصخصة المقبلة.
ويعد العمراني من أبرز الشرفيين، ممن تعول عليهم المدرجات النصراوية في صناعة مستقبل النصر الحديث، خصوصاً بعد دخوله هذا الموسم ضمن دائرة صناع القرار في مجلس إدارة النادي، كنائب للرئيس، ووقفاته الكبيرة مع اللاعبين، ودعمه المتواصل لعمل الأجهزة الفنية، امتداداً لأول ظهور له قبل بضعة مواسم كشرفي داعم ومحب النادي، حتى على مستوى فئاته السنية، ورحيله لم يكن مفاجئا للقريبين من النادي بعد أن تسربت أخبار ابتعاده منذ مستهل الموسم، إلا أن حدوث ذلك الآن واقعاً نثر معه تساؤلات عدة ونسج تأويلات متباينة في المدرجات الصفراء، أكدت على أن هذا الغياب يخفي وراءه اختلافات جذرية، تتمحور بين رئيس النادي ونائبه، في شكل وطريقة قيادة العمل في إدارة النادي، خصوصاً على صعيد الفريق الكروي، وذهب البعض لربط هذه الاستقالة بتبعات سابقة لابتعاد مشرف الكرة السابق بدر الحقباني في مستهل الموسم، ودعمهما المعنوي للجهاز الفني بقيادة الكرواتي زوران ماميتش، في موقف المدرب من إبعاد قائد الفريق حسين عبدالغني عن قائمة الفريق وإنذاره قبلها في عهد الحقباني، على الرغم من أنه ليس سراً أن الأول يحظى باهتمام كبير من رئيس النادي، كأبرز اللاعبين الذين يتمتعون بمكانة خاصة ولايرغب في ابتعاده، إلا أن ذلك تضارب لاحقاً مع نجاح مبهر للفريق مع زوران، وقدرته في صناعة هوية فنية رائعة للفريق، لم يكن عبدالغني أحد أدواتها، بعد إصرار المدرب على إبعاده، وتزامن ذلك مع تحسن النتائج ، وإطاحته بمنافسيه الكبار في الدوري، وصولاً لنهائي كأس ولي العهد بكل جدارة، ما رفع أسهم المدرب كثيراً لدى جماهير النصر، التي وضعته لاحقاً كخط أحمر لا يمكن تجاوزه، على الأقل الموسم الحالي مع مطالبات واسعة بتمديد التعاقد معه لمواسم مقبلة، بعد أن ذاق النادي الأمرين من تغيير المدربين القياسي في الموسم المنصرم فقط، فيما امتدت التساؤلات الجماهيرية في هذا الصدد إلى اختلاف الرئيس ونائبه حول آلية تسليم المكافآت ومرتبات اللاعبين والأجهزة الفنية.
علامات الاستفهام على استقالة العمراني لن تندمل بين محبي النصر، على الأقل خلال فترة التوقف الحالية، ويعول المدرج النصراوي الكبير على المجلس التنفيذي الشرفي للنادي، بقيادة الأمير مشعل بن سعود، وبقية أعضاء الشرف، في الحفاظ على مكتسبات النادي التي بدأت بالنجاح في التعاقد مع الجهاز الفني الحالي للفريق الكروي، ورسم خطة تقليص الديون الجارية حتى الآن، ويبقى المهم هو تجنيبه أي مؤثرات خارجية، ربما تعصف بنتائج الفريق، على غرار ابتعاد الحقباني ثم العمراني، إذ تأمل المدرجات النصراوية، على ألا يكون الخبر المقبل هو إقالة مدرب الفريق، صاحب الشخصية النافذة في عمله الفني، حتى لا يصبح ذلك إن حدث حلقة أخيرة أو نقطة في آخر السطر، ربما تجيب على التساؤلات الجماهيرية بوضوح أكثر، وتمسي القشة التي تنسف كل عمل جماعي، لا يخضع لرأي متفرد، يقود النادي وحيداً في منأى عن بقية صناع القرار في المجلس الشرفي، ولعل رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي هو أول من يدرك تبعات رحيل المؤثرين إيجاباً على النادي، بعد ابتعاد مهندس الصفقات السابق العضو الشرفي الداعم، منذ الموسم الماضي، والذي غابت بغيابه الصفقات الكبرى، التي دعمت النادي في المواسم الفائتة، إلى جانب عطاءات الأمير فيصل بن تركي، التي لا يمكن تجاوزها في هذا الإطار من محبي النادي.
رحيل مدرب، أو اعتزال لاعب، أو استقالة مشرف الكرة، أو نائب الرئيس، أو حتى الرئيس نفسه كأفراد، ليس مهماً في أي منظومة عمل، فالمهم هو عدم تراجع نتائج العمل، ثم العودة خطوات واسعة إلى الخلف!