أبعاد الخفجى-رياضة:
أثارت تعاقدات الأندية الصينية أخيراً مع لاعبين بارزين على مستوى القارة “العجوز” أوروبا مثار استغراب الشارع الرياضي الدولي وعشاق المستديرة الذين ظلوا مكتوفي الأيدي يراقبون يوماً بعد يوم المفاجآت الكبيرة والأرقام الفلكية التي يقدمها الصينيون على مستوى العالم من دون أن يعرف الرياضيون عن السر وراء هذه التعاقدات الضخمة.
“الرياض” بدورها أجرت بحثاً واسعاً عن القضية لتكتشف أن كرة القدم ضمنت مؤخراً في إستراتيجية جمهورية الصين الشعبية وأن الرئيس شي جين بينغ هو قائد حملة تطوير كرة القدم في بلاده، وأن الضخ المالي الكبير يأتي بدعم من رئاسة الجمهورية التي تطمح إلى بناء منتخب يقارع أقوى منتخبات العالم بالإضافة إلى استضافة كأس العالم في السنوات المقبلة.
استثمر كبار التجار في الصين توجه بلادهم وباتوا يضربون بملايين الدولارات في سوق الانتقالات الدولية.
وكانت البداية من فترة الانتقالات الشتوية العام الماضي حين تعاقد نادي جيغانسو ساينتي الصيني مع لاعب تشيلسي الإنجليزي راميريز “برازيلي الجنسية” مقابل 35 مليون دولار لتسجل الصفقة يومها رقماً قياسياً في تاريخ كرة القدم في الصين، لكنها كانت بوابة لانتقالات أخرى أكبر في الرقم وأقوى في الاسم، وبينما كانت توقعات العالم بأسره أن يكون الدوري الصيني مستقطباً للاعبين الذين تجاوزوا سن الـ30 في أوروبا كما يحدث في تعاقدات الأندية القطرية والأوزباكستانية، إلا أن الأيام أثبتت أن “التنين” قادم لاكنساح الأسواق ومنافسة الأسبانيين أصحاب الصفقات الفلكية متجاوزين الفرق الإنجليزية والإيطالية والألمانية.
ومن الصفقات القوية في الكرة الصينية انتقال المهاجم البرازيلي الشهير روبينيو الذي قاد هجوم منتخب البرازيل وناديي ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني لأعوام عدة قبل أن يوقع لفريق غوانزو أيفرجراند في صفقة تجاوزت العشرة ملايين دولار أميركي، ليلتحق به بعدها المهاجم السنغالي ديمبا با إلى فريق شنغهاي شينوا الصيني بـ18 مليون دولار وهو الذي اشتهر إبان قيادته لهجوم تشيلسي الإنجليزي. وتحكي صفحات التاريخ أن المهاجم الأيفواري الشهير ديديه دروغبا توجه إلى الصين قبل اعتزاله ملتحقاً برفيق في تشلسي سابقاً المهاجم الفرنسي نيكولا انيلكا، ومن التعاقدات الضخمة في الصين عندما اشترى نادي شنجهاي اس بي جي في عقد مهاجم العين الإماراتي جيان اسامواه في صفقة بلغت 30 مليون دولار، كذلك الحال بالمهاجم البرازيلي ريكاردو جولات الذي لعب لغوانزو ايفرجراند بـ17 مليون دولار.
وعلاوة على المبالغ المالية الضخمة التي تقدمها الأندية الصينية فإنها تتكفل أيضاً بسداد الضرائب المفروضة على اللاعبين مما يغريهم على الانتقال إلى أحد أقوى دوريات العالم اليوم، وذكرت التقارير المالية الصينية أن حجم إنفاق الأندية في الصين ارتفع بنسبة 80% خلال العامين الأخيرين وهذا عائد لتوجه الكثير من الشركات للضخ في السوق الرياضي الذي يحظى بشعبية كبيرة ومتزايدة في الصين.
وفاجأ الصينيون العالم بأسره بعد إبرام نادي شنغهاي صفقة التعاقد مع البرازيلي الشاب أوسكار القادم من تشلسي الإنجليزي بعقد تجاوز الـ63 مليون دولار متجاوزاً الأرقام القياسية الماضية، وليكون اللاعب البالغ من العمر “25 عاما” أغلى لاعب كرة قدم في العالم متجاوزاً الجناح الويلزي غاريث بيل حينما تعكس الصفقة على عدد الأعوام ، ومن الانتقالات التي حظيت بزخم إعلامي كبير هي صفقة المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي لعب لقطبي مانشيستر إضافة إلى يوفنتوس الإيطالي قبل أن يلتحق أخيراً بنادي شنغهاي شينهوا الصيني مقابل 11 مليون دولار لصالح ناديه السابق بوكا جونيورز الأرجنتيني وبراتب سنوي يبلغ 40 مليون دولار للاعب، وأتم نادي جيانغسو صفقة قياسية ضم فيها لاعب وسط شختار الأوكراني اليكس تكسييرا بـ53 مليون دولار، وجاءت هذه الصفقة بعد أسبوع واحد فقط من إعلان غوانزو التعاقد مع مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني جاكسون مارتنيز بقيمة 44 مليون دولار، ولن تخلو قائمة التعاقدات الصينية من تلك الصفقة الكبيرة التي أبرمها نادي هيبي فورتشون مع مهاجم روما الإيطالي السابق جيرفينهو بـ18 مليون دولار.