أبعاد الخفجى-رياضة:
يعيش الشباب أحد اركان الرياضة السعودية أوضاعاً مأساوية، وأكثر انصاره تشاؤما لم يتوقع أن حال ناديه سيصبح على ماهو عليه اليوم من مشاكل تسببت في تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ومعاقبته بالمنع من التسجيل، ووجود قضايا عدة عالقة هناك، وتأخر مستحقات لاعبيه، وعجز إدارته عن التجديد مع عدد من نجوم الفريق الذين دخلوا الفترة الحرة، أبرزهم الحارسان الدوليان محمد العويس ووليد عبدالله. وأكثر ما يقلق الشبابيين العزوف الشرفي عن دعم النادي مادياً أو حتى معنوياً، ماجعل المهتمين بشأن الرياضة السعودية أكثر قلقاً على مستقبل.
يقول نائب الرئيس السابق الدكتور فهد القريني عن هذه الأوضاع: “أغلب الأندية تعاني من أزمة مالية حادة، وهذه الأزمة أثرت بشكل واضح على الوضع الإداري والفني، والشباب أحد المتضررين، مما انعكس بشكل سلبي على الأوضاع الفنية والإدارة فتراجع فنياً، وظهرت على السطح بعض المشاكل مثل التأخر في التجديد مع نجوم الفريق والتلويح بمغادرة أكثر من نجم، وتذمر آخرين من تأخر مرتباتهم الشهرية، وللأسف فإن ردة فعل إدارة النادي لم ترتق مع خطورة القضايا التي بدأت بالحرمان من التسجيل في فترة الإنتقالات الشتوية، وماقد يتبعها من قرارات ربما تكون أشد من المنع من التسجيل، وعلى إدارة النادي أن تضع خارطة طريق لحل القضايا، وتبدأ بحل التي من شأنها تعريض النادي لعقوبات دولية ثم التجديد مع نجوم الفريق، والبحث عن مواهب شابة في الأندية الأخرى لتقوية دكة الإحتياط، والبحث عن موارد مالية وعقد اجتماع عاجل لأعضاء الشرف لمناقشة المشاكل التي يتعرض لها الشباب للاستنارة بآرائهم، ففي كل نادٍ من انديتنا اعضاء الشرف لهم الدور المحوري في حل كثير من القضايا والمشاكل”.
وأضاف: “اعتدنا في الشباب على تدخل الأمير خالد بن سلطان لحل كثير من القضايا، وانا متأكد من أنه سيفعل ذلك مجدداً ويحل هذه المشاكل، وعلى محبي الشباب من أعضاء شرف ومحبين الالتفاف حول النادي والوقوف معه حتى يتجاوز هذه المرحلة العصيبة في تاريخ النادي، والمدرب سامي الجابر عمل في الفترة الماضية وفق الإمكانيات المتاحة، ويتحمل جزءا من المشكلة لقبوله تدريب الشباب وهو يعرف إمكانياته المالية، فأي تبريرات من سامي بعدم وجود دكة بدلاء هو المسؤول الأول عن ذلك، وأي مدرب آخر عليه أن يعمل وفق الأدوات المتوفرة لديه، وشاهدنا عددا من المدربين يقدمون مستويات مميزة مع أنديتهم، والأدوات التي لديهم لا تقارن بما يمتلكه الشباب من عناصر ذات قيمة فنية عالية سواءً اللاعبين المحليين أو الأجانب، هيئة الرياضة مطالبة بالتدخل لحل مشاكل الشباب مثلما فعلت مع أندية أخرى في وقت سابق، لابد من دعم “الليث” لحل مشاكله المالية قبل ان تسوء اكثر، فهو من اندية المملكة العريقة وصاحب انجازات محلية وقارية ولاعبيه أكثر من ساهم في انجازات الكرة السعودية”.
مطالب كثيرة ومرحلة حرجة
قال أمين عام النادي الأسبق خالد المشيقح: “الشباب يمر بفترة حرجة، وتكاد تكون الأولى عبر تاريخه، حتى تحول إلى ناد مطالب من الجميع، وهذه سابقة أن يدخل اسمه الدوائر القضائية المحلية والدولية، الشباب منذ أن تأسس قبل أكثر من 70 عاماً كان اسماً معروفاً في “الفيفا” والاتحادات الرياضية الأجنبية كبطل وصاحب إنجازات وأوليات، والصدمة أن اسمه اليوم يذكر لأنه لم يسلم لاعبا أجنبيا حقوقه المالية، صدمة للرياضة ككل ولنا كشبابيين خصوصاً، ولاسيما وأن الأمير خالد بن سلطان يقف على رأس قائمة أعضاء الشرف وهو الذي لم يبخل يوماً على الكيان واعتبره كأحد ابنائه، وكان الشباب النادي الوحيد الذي لا يوجد عليه متأخرات مالية”.
وأضاف: “فنياً الفريق في مرحلة بناء وهذه عادة الشباب في كل عقد، يفرط بموسم ليصنع جيلا يخدمه لمواسم، ويشرف المنتخب السعودي في المحافل الدولية أولاً، ثم يخدم الشباب، بيد أن فترة البناء طالت في هذه المرة وسيعود لالتهام منافسيه، طالما أن خالد بن سلطان واعضاء شرف النادي الغيورين والعاشقين معه، لكن الخوف أن تتأخر خصخصة الشباب ويستمر الركود وقلة الدعم”.
وحول منع الشباب من التسجيل في الفترة الشتوية أجاب المشيقح: “موقف إدارة النادي وردة الفعل كانت ضعيفة وغريبة جداً، يجب أن نفهم كمحبين للنادي من يقف خلف هذه العقوبة وما الذي حصل، ولا يزال هناك المزيد من القضايا للأسف، بسبب مشاكل وخلافات مالية، هذه سابقة لم تحصل له من قبل، لا استطيع أن القي باللوم على رئيس النادي عبدالله القريني في قضية المنع ولا على اتحاد القدم، فالأمور لا تزال غامضة، لكن من حقنا أن نعرف من فرط بالأمانة، وخلف هذه الفوضى والخطأ الذي لا يغتفر، كل طرف يرمي التهمة على الآخر، وعتبنا على القريني بأنه اغلق ابواب النادي أمام محبيه، ونذكره أن الشباب حقق بطولات وانجازات لا حصر لها وابوابه مفتوحة والكل كان يشاهد التدريبات، حتى قبل النهائيات والمباريات الحاسمة، الغريب ايضاً أن اعضاء مجلس الإدارة لا صوت لهم، اين امين عام النادي؟، هل يحضر للنادي؟، اين الصوت الاعلامي وهل فعلاً لدينا مركز اعلامي؟”.
واستطرد قائلا: “وجود رجال الشباب من العشاق والمحبين وعلى رأسهم الرمز هو ماسيعيد شبابنا الذي لا يشيب، المرحلة المقبلة مهمة ومختلفة وحرجة، خصوصاً بعد البدء في تخصيص الأندية، لأنه ربما تتغير امور كثيرة فيما يخص الأمور الادارية، ونرجو الا تطول عملية تخصيص النادي”.
وحول الجابر يقول نائب رئيس الشباب السابق: “مايحدث طبيعي جداً من الناحية الفنية، ولو عدنا إلى فترة تدريب البرازيلي زوماريو للفريق وكانت تلك الفترة للبناء لوجدنا وضعه ومركزه أسوأ مما هي عليه الآن، وخسرنا بنتائج كبيرة ولكن حققنا الدوري أمام الاتحاد الذي كان حينها فريقاً لا يقهر وتصدّر الدوري من دون أي خسارة لكن تغلبنا عليه في النهائي بهدف مانجا عام ٢٠٠٤م، والجابر مدرب طموح وثقة شرفيي الشباب ودعمهم للمدربين الوطنيين امر ليس بالغريب، فقد حقق ابراهيم تحسين يرحمه الله بطولة النخبة العربية الأولى في الرياض، ويوسف خميس كأس الخليج للأندية، الشباب هو من يقدم المدربين ويصقل مواهبهم الفنية، ولا نظن بأن أحداً ينسى المدربين الكبار الذين كانت بداياتهم عبر الشباب كالبرازيلي زاجالو والبرتغالي سكولاري وغيرهم، لذا فقراءة كبار الشبابيين للمدربين في بداياتهم تعني بأنهم على عتبة المجد الأولى، وسامي واحد منهم بإذن الله، والعتب عليه فقط لأنه لم يجهز الفريق من ناحية اللاعبين الأجانب باستثناء الجزائريين المدافع جمال الدين بلعمري والمهاجم محمد بن يطو، وعتبت عليه لأنه يجيد اختيار اللاعبين الأجانب، واستغرب عدم تمسكه بالحارس محمد العويس خصوصاً وأنه صغير في السن”.
وأنهى المشيقح كلامه برسالة للشبابيين: “الشباب وإن مرض لا يموت، وخلفه عشاق على رأسهم الأمير خالد بن سلطان، فأصبروا والفرج قريب بإذن الله، وليثنا قادم بأسماء جديدة، ثقوا بأن الصمت الشرفي ربما ينبئ عن تغييرات من العيار الثقيل، يتم التحضير لها بهدوء الكبار”.