أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد بن عبدالعزيز الفالح أمس، إنه يتوقع شح المعروض في سوق النفط العالمية خلال عامين أو ثلاثة أعوام.
وقال خلال مؤتمر في أبوظبي إنه يتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط أكثر من مليون برميل يومياً في 2017.
وأضاف أن السوق تتحرك صوب توازن بين العرض والطلب وأن اتفاق ديسمبر بين أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين لخفض الإنتاج سيسرع هذه العملية، مشيراً إلى أن الاتفاق مدته ستة أشهر وأن المنتجين سيبحثون إمكانية تمديده في وقت لاحق.
وقال الفالح إن المملكة خفضت إنتاجها النفطي لأدنى قليلاً من عشرة ملايين برميل يومياً، وأنها تخطط لزيادة خفض الإنتاج في فبراير في إطار اتفاق بين المنتجين العالميين، مؤكداً أن السوق قوية للغاية الآن، وأن المملكة اضطرت لخفض الإنتاج بشدة لأدنى من عشرة ملايين برميل يومياً.
وأضاف أن الوقت الحالي هو موسم طلب منخفض في المملكة، لذلك اجتمع خفض الإنتاج بشدة وانخفاض الطلب لإبقاء مستوى الإنتاج في يناير أدنى من عشرة ملايين برميل يومياً وسيظل كذلك بنهاية الشهر.
وقال الفالح إن المملكة خفضت أيضاً مخصصات توريد النفط للعملاء على مستوى العالم لشهر فبراير، وإن شركة أرامكو أخطرت عملاءها بأحجام الإمدادات المتوقعة في فبراير بنسب خفض أكبر من يناير مما يظهر التزام المملكة بالاتفاق.
وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد بن عبدالعزيز الفالح، قد ترأس وفد المملكة المشارك في أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017، الذي يضم قادة الفكر وصناع السياسات والمستثمرين في العالم، وكبار رجال الصناعة والمدافعين عن البيئة، ويتناول التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
وألقى الفالح كلمة افتتاحية في منتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي عنوانها “الطاقة العالمية: الطريق إلى الاستدامة في المستقبل”، أكد فيها على أن العالم سوف يواصل اعتماده على الموارد الهيدروكربونية التقليدية كوقود لتحفيز رغبته المتزايدة من أجل التنمية والابتكار، وذلك لفترة لا تقل عن بضعة عقود قبل أن نحقق مزيجاً أكثر توازناً من الوقود التقليدي والبديل بما في ذلك موارد الطاقة المتجددة.
وأشار وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أن الطلب على الطاقة سيستمر في النمو ولابد من تحقيقه، مع مراعاة اختيار مصادر الطاقة، قائلاً: “إن معدل الطلب على الطاقة في العالم اليوم يبلغ حوالي 280 مليون برميل يومياً من المكافئ النفطي، على مدى السنوات الـ 25 المقبلة نتوقع أن ينمو هذا المعدل بنسبة أكثر من 40٪ (إلى ما يقرب من 400 مليون برميل)، حيث سيزداد عدد سكان العالم بنحو ملياري شخص، مع توقعات منطقية لمستوى أعلى للمعيشة تتطلب مزيداً من الطاقة، ولكن يحكمها جزئيا الوعي بأهمية تحسين كفاءة الطاقة”.
وقد أكد م. الفالح أنه على الرغم من الاعتماد بصورة كبيرة على الوقود التقليدي، فإن التوازن سيتحقق إذ إن العالم اجتمع ليتصدى جديًّا لتغير المناخ، ويتبنى الدعوة للعمل على تقليل انبعاثات الكربون عالمياً، وأعلن أن نقطة التحول تمثلت في اتفاقية باريس التي تم توقيعها عام 2015 وصادقت عليها المملكة العام الماضي.
وأضاف: “هذا هو السبب الذي يجعلنا نحن أيضاً في المملكة ندرك حاجتنا للقيام بالدور المطلوب منا لتنفيذ اتفاقية باريس وتقليل انبعاثات الكربون، خاصة مع دورنا القيادي في مجال الطاقة العالمية، على سبيل المثال: نحن نتوقع أن الغاز الطبيعي النظيف سيشكل نحو 70% من مزيج طاقة المرافق خلال العقد المقبل، وهي أعلى نسبة بين دول مجموعة العشرين”.
وقد أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على الإمكانيات الهائلة للطاقة المتجددة والتي وصفها بالمذهلة، وقال إنه تم حساب الطاقة الناتجة عن الشمس لمدة 90 دقيقة وهي تزيد على الطاقة الناتجة عن 15 مليار طن من مكافئ البترول، وتزيد عن حاجة العالم الأساسية للطاقة، كذلك فإن الرياح يمكن أن تمدنا بما يوازي 146 مليار طن من مكافئ النفط كل عام، وهذا يزيد عن حاجة العالم السنوية للطاقة بنحو عشرة أضعاف.
وأشار م. الفالح إلى: “أن الموارد الممكنة هائلة وكذلك الحاجة المتزايدة للطاقة النظيفة، ويكمن التحدي في عبور الفجوة الخاصة بكل من التقنية والاقتصاد للاستفادة الكاملة من تلك الموارد”.