أبعاد الخفجى-محليات:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د/ صالح بن حميد المسلمين بالتقوى الله والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام أن مكانة العقل وكريم مقامه فهو آلة ووسيلة للفهم وله حدوده التي ليس له أن يتجاوزها فان خرج عن حدوده وقع في الضلال والانحراف ودخل في المعني لقولة عز شئنه (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) وأضاف فضيلته أن العقل بمجردة لا يصلح مرجعا ولا ميزانا فعقول البشر متفاوتة في قوتها وضعفها وإدراكها واستيعابها وان من الخطأ من يخلط ويجعل عقله هو المرجع فما يستنكره هواه أو رائيه أو رغباته فيحسب أن العقل هو الذي استنكره وأباه وما قبله فيظن أن العقل قبله ورضاه وقد علم أن العقول مختلفة منازلها والحظوظ متفاوتة أدراكتها وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى ما ورد في الخبر تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدرا فقال أهل العلم أن العقل البشري لا يدرك ما كان خارج الصور التي يحسها ويراها والمدركات التي يعيشها أما الغيب وما وراء المحسوس فلا يدركه العقل إلا بالخبر الصادق وإبراهيم عليه السلام أراه الله ملكوت السماوات والأرض ليكون من الموقنين واراه كيف يحي الموتى ليطمئن قلبه فحقائق الغيب لا تدرك إلا بالخبر الصحيح من الصادق المصدوق وأكد الشيخ بن حميد أن العقل مصدق للشرع في كل ما اخبر به دال على صدق الرسالة والعقل شرط في مادة العلوم وصلاح الأعمال وبه يكمل العلم والعمل ولكنه ليس مستقل بنفسه بل هو متصل بالكتاب والسنة ولكن جعلناه نورا لنهدي به من نشاء موضحا أن العقل إذا انفرد بنفسه لم يبصر وان استقل بذاته عجز عن إدراك الصحيح .