أبعاد الخفجى-اقتصاد:
كشف تقرير حديث حول قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن أسواق الضيافة في المنطقة شهدت أداءً سلبياً في عام 2016 مقارنة بالعام الذي سبقه، مبينًا أن غالبية أسواق المنطقة عانت من انخفاضٍ في إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما جعل من عام 2016 عاماً مليئاً بالتحديات بالنسبة لقطاع الضيافة.
وأظهر تقرير إرنست ويونغ (EY) أن سوق الضيافة في المملكة، شهد تذبذبًا بشكل كبير، حيث شهدت مدن جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة والرياض انخفاضاً في معدلات الإشغال. ونتيجة لذلك، تراجع متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة في عام 2016 على الرغم بعض الزيادات في متوسط أسعار الغرف.
وشهدت فنادق جدة انخفاضاً بمعدل 6 نقاط مئوية في نسب الإشغال لتتراجع من 76٪ في عام 2015 إلى 70٪ في عام 2016، وبقي متوسط سعر الغرفة ثابتاً عند 277 دولارا أمريكيا في عامي 2015 و2016، وتراجع متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بنسبة 7.1٪ من 211 دولارا أمريكيا في عام 2015 إلى 196 دولارا أمريكيا في عام 2016.
أما في المدينة المنورة، فقد انخفض معدل الإشغال 13 نقطة مئوية من 73٪ في عام 2015 إلى 60٪ في عام 2016، ومع ذلك، ارتفع متوسط سعر الغرفة بنسبة 4.1٪ من 221 دولار أمريكي في عام 2015 إلى 230 دولار أمريكي في عام 2016.
فقد انخفض متوسط إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بنسبة 13.7٪ من 161 دولار أمريكي في عام 2015 إلى 139 دولار أمريكي في عام 2016.
وشهدت مكة المكرمة انخفاضاً قدره 6 نقاط مئوية في معدلات الإشغال، التي تراجعت من 53٪ في عام 2015 إلى 47٪ في عام 2016، ومع ذلك، فقد ارتفع متوسط سعر الغرفة بنسبة 6.5٪ من 269 في عام 2015 إلى 287 دولار أمريكي في عام 2016، إلا أن المتوسط العام لإيرادات الغرفة الواحدة المتاحة انخفض بنسبة 6٪ من 144 دولار أمريكي في عام 2015 إلى الولايات المتحدة 135 دولار أمريكي في عام 2016.
وفي الرياض، شهدت معدلات الإشغال انخفاضاً قدره 8 نقاط مئوية من 64٪ في عام 2015 إلى 56٪ في عام 2016، كما انخفض أيضاً متوسط سعر الغرفة بنسبة 9.5٪ من 210 دولار أمريكي في عام 2015 إلى 190 دولار أمريكي في عام 2016، وانخفض المتوسط العام لإيرادات الغرفة الواحدة المتاحة بنسبة 20٪ من 135 دولار أمريكي مقارنة مع 108 دولار أمريكي في عام 2016.
وبحسب التقرير، شهدت سوق الضيافة في الرياض واحدة من أشد معدلات الانخفاض في إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة في المنطقة، الأمر الذي يعود إلى وفرة المعروض من الغرف الفندقية، والإنفاق الحكومي المقيد، والانخفاض في أسعار النفط.
وجدير بالذكر أن تقرير EY حول قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط، يوفر نظرة حول الأداء الشهري والسنوي لأهم الفنادق في منطقة الشرق الأوسط. وتشمل مجموعة الفنادق التي يتضمنها التقرير فنادق العلامات التجارية الدولية، والوحدات العقارية المدارة عبر قطاعات الخمس نجوم والأربع نجوم.
وفي سياق تعليقه على نتائج التقرير، قال يوسف وهبة، رئيس قسم خدمات الاستشارات العقارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: “تأثر سوق الضيافة بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط خلال عامي 2015 و2016، مما اضطر العديد من الفنادق إلى تخفيض أسعار غرفها، بينما كانت تعاني أيضاً من نسب إشغال أقل. ومع ذلك، فقد تمكنت بعض المدن، مثل القاهرة ورأس الخيمة، من تحقيق زيادة في معدلات الإشغال وأسعار الغرف بما انعكس زيادة في إيرادات الغرفة الواحدة بشكل عام”.
خلال عام 2016، سجلت سوق دبي أعلى معدل لإيرادات الغرفة الواحدة المتاحة عند 200 دولار أمريكي، تليها مدينة جدة، التي سجلت 196 دولار أمريكي، كما استحوذت دبي أيضاً على أعلى معدل إشغال في عام 2016 بنسبة 80٪، في حين سجلت رأس الخيمة ثاني أعلى معدل إشغال عند 72.1٪. وتم تسجيل أعلى أسعار غرف في عام 2016 في المملكة العربية السعودية، بمعدل يومي بلغ 287 دولار أمريكي في مكة المكرمة، بينما بلغ في جدة 277 دولار أمريكي، وشهدت سوق الضيافة في القاهرة نمواً على جميع مؤشرات الأداء الرئيسية في عام 2016، مما أدى إلى تحقيق أعلى نسبة ارتفاع في إيرادات الغرفة الواحدة المتاحة مقارنة مع عام 2015، بنسبة 62.7٪، وذلك بسبب استمرار الاستقرار السياسي في البلاد.
وأضاف يوسف قائلاً: “من المتوقع أن يشهد سوق الضيافة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2017 أداءً بطيئاً مع توجه الاقتصاد نحو اتفاقيات تجارية جديدة، واستمرار تقلبات أسعار العملات، ومن الممكن أن تستفيد بعض الأسواق من أحداث رئيسية سنوية مثل الحج، ومهرجانات التسوق، والمؤتمرات العالمية، إلا أن الشعور العام هو أننا سنشهد عاماً آخر مليئاً بالتحديات لقطاع الضيافة”.