أبعاد الخفجى-رياضة:
من جديد يسجل المنتخب السعودي للكاراتيه نفسه كأحد أبرز الجوانب المشرقة للرياضة السعودية بعد أن اختتم مشاركته في الدوري العالمي بفرنسا وتوجها بحصول اللاعب فهد الخثعمي بالميدالية البرونزية لمنافسات تحت وزن ٦٧ كجم.
المتابع لهذا المنتخب بمختلف درجاته يجد أن الثبات في أداء لاعبيه وإصرارهم على المنافسة في جميع الاستحقاقات هي السمة الأبرز، بل إن ذلك بمثابة ثمرة للبذرة التي زرعها الاتحاد الذي يقوده الدكتور إبراهيم القناص، والذي تعيش معه اللعبة أجمل فتراتها طوال تاريخها منذ نشأتها في المملكة.
لماذا نجح اتحاد الكاراتيه واستمر على نجاحه وواصل إبراز النجوم الذين وصلوا لمستويات عالمية وقارعوا أعرق المنتخبات وأكبر الأسماء على مستوى العالم وفي أكبر الاستحقاقات الدولية والقارية بعد أن سيطروا على البطولات الإقليمية؟ سؤال عريض لكنه لن يحتاج للكثير من التعقيد في شرح إجابته.
ما يميز اتحاد الكاراتيه عن غيره أنه تحت إدارة مجموعة من الإداريين المتخصصين أو “أبناء اللعبة” بقيادة القناص الذين علاوة على معرفتهم باللعبة وإلمامهم بجميع خفاياها، يملكون قدرات إدارية كبيرة سخروها لخدمة الأندية كافة وخدمة اللاعبين السعوديين وتأهيلهم وتجهيزهم على أعلى المستويات أملاً بتسجيل اسم المملكة كأهم المنتخبات العالمية، وهو ما حدث بفضل العمل الكبير والطموح المتزايد للاتحاد.
كل من يستمع لحديث اللاعبين السعوديين المشاركين في البطولات الخارجية يدرك أن هذه النتائج جاءت بفضل عمل محترف وإرادة لا تكسر، فكثير من الذين عملوا مع رئيس الاتحاد وطاقمه أشادوا بتعامله مع اللاعبين وتفاعله وحرصه على جميع تفاصيل المعسكرات، ويكفي القول إنه خلافاً لمعظم رؤساء الاتحادات المختلفة يرفض السكن بعيداً عن البعثة أو في “أجنحة” الفنادق، بل يصر على السكن في غرف مماثلة لتلك التي يسكنها اللاعبون والإداريون، فضلاً عن ملازمته للبعثة وعدم ابتعاده عن اللاعبين ووقوفه على تفاصيل النواحي الفنية والإدارية والمالية ومشاركتهم وجبات الأكل والذهاب معهم إلى التدريبات بالباص والعودة معهم كما هو الحال لرئيس الوفد الدكتور سعود الرومي الذي كان يحرص على توفير سبل الراحة للاعبين، ونجاح القناص يعود إلى معرفته للعبة وتفاصيلها وقدراته الإدارية المميزة، وبالتالي لا عجب أن تنافس الكاراتيه السعودية وتنجر أينما ذهبت.
هذه الجهود ينتظر الشارع الرياضي السعودي أن تتكلل بالنجاح في “أولمبياد ٢٠٢٠” في طوكيو والذي سيشهد دخول لعبة الكاراتيه ضمن الألعاب الأولمبية، إذ ستكون الكاراتيه السعودية هي فرس الرهان بالنسبة للرياضة السعودية بفضل وجود العديد من النجوم الذين يقدمون أفضل المستويات ويتعاملون مع إدارة عاشقة للعبة وتدير التفاصيل الإدارية والفنية بشكل مميز.