أبعاد الخفجى-رياضة:
صادق التفوق الكبير الذي أظهره القادسية في الآونة الأخيرة وأمام ثلاثة من الفرق الكبيرة هي النصر والهلال والأهلي على أن العمل الفني الجيد يفرض ذاته من دون النظر لمسميات وتاريخ فرق كرة القدم، إذ حققت فرقة المدرب البرازيلي هيليو أنجوس قفزة كبيرة في سلم الترتيب وحصدوا سبع نقاط من أصل تسع كان مجرد الحصول على ثلاث منها يعد أمراً إيجابياً.
لماذا نجح أنجوس مع القادسية ولماذا تحقق النجاح خلال الفترة الماضية وليس فور استلامه لمهمته؟ سؤالان عريضان يستطيع الإجابة عليهما من تابع التحركات التي تقودها إدارة معدي الهاجري منذ الصيف الماضي وانتهاء بسوق الانتقالات الشتوية التي شهدت تحركات قدساوية مؤثرة يمكن القول إنها التحركات الأكثر إيجابية في السوق، إذ تم التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلي البارع إلتون خوزيه ولاعب الوسط أحمد الظفيري والمدافع فواز فلاتة، وبعيداً عن التأثير المنتظر من لاعب بقيمة إلتون فإن قيمة الاسمين الأخيرين الفنية تعتبر جيدة لتدعيم الدفاع وخط الوسط.
احتاج الخبير أنجوس لبعض الوقت حتى يفرض فلسفته التدريبية على لاعبيه، لكنه في الوقت ذاته وجد الأدوات المميزة والقادرة على ترجمة أفكاره داخل الميدان وعدم الخوف حين يلاقي الكبار، وهو ما حدث في الجولات الثلاث الأخيرة، في وقت لم ينجح أنجوس بالطريقة ذاتها مع نجران في الموسم الماضي وعلى الرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على أداء الفريق ولم يحمه من الهبوط للدرجة الأولى إلا أن عمل المدرب الذي قاد “الأخضر” لأفضل نتائجه خلال عقد كامل كان واضحاً حتى وهو يفتقد لأدوات فاعلة ومؤثرة كتلك التي يملكها الآن.
في المقابل يمكن المقارنة بين الظروف التي وُفرت لفريق مكافح كالقادسية وفريق اعتاد المتابعون على رؤيته بين الأبطال وهو الشباب الذي لم يعد يتمتع بهيبة فنية وأصبح الأندية ضعيفة الإمكانات والتي لا تملك تاريخاً يقارن بـ”الليث” تأخذ زمام المبادرة بحثاً عن الفوز عليه، وهذا مستغرب في ظل غياب الأدوات المؤثرة وخصوصاً على مستوى العنصر الأجنبي، إذ لا يملك الفريق إلا عنصرين هما الجزائريان المهاجم محمد بن يطو والمدافع جمال بالعمري، فيما لا يزال المدافع الكويتي سيف الحشان خارج دائرة التأثير الفني وبقيت الخانة الرابعة معطلة.
وعلى مستوى العناصر المحلية أصبح الشباب يفقد لاعبيه واحداً تلو الآخر، وباتت الأسماء الشابة تتحمل كل العبء الفني الأمر الذي دفع الفريق وسيدفعه للمزيد من التراجع في ظل انعدام كل عوامل تفوق الفريق، ليكون من الطبيعي أن تتم المقارنة بين ما تم توفيره للبرازيلي أنجوس وللسعودي سامي الجابر من إمكانات تجعل التفوق على فرق الدوري أمراً متوقعاً وطبيعياً.