أبعاد الخفجى-اقتصاد:
شدد خبير مالي على أهمية دور أولياء الأمور والمعلمين في تحقيق الأمن المالي لطلابهم، حيث أن لديهم القدرة على ترسيخ عادات التوفير والاستثمار والإنفاق الصحيح، مؤكداً أهمية تثقيف الطلاب والأطفال حول عوامل الاقتصاد الكلي والجزئي وتأثيرها على ثروتهم، مثل تأثيرات التضخم ومعدلات الفائدة والضرائب وغيرها.
وأكد مارك لي المنصب مدير العمليات لدى “إكس تريد” – شركة الوساطة المالية المتخصصة في تقديم التداول المالي في عقود الفروقات في الأسهم والمؤشرات والسلع والعملات -، أهمية أن يُعامل التمويل الشخصي باعتباره مهارة تحتاج إلى رعاية وتهذيب على مدار الوقت، والبدء في تعلُمها في أقرب وقت ممكن لضمان ترسيخ هذه العادة وصعوبة مخالفتها.
وأوضح أن التمويل الشخصي قضية مطروحة للنقاش لعدة عقود، وأن الإدارة السيئة للأموال، وطبيعة البشر المُتفائلة من أهم أسباب عدم قدرة الأشخاص على التوفير المالي، وهو ما ينبغي تعليمه للطلاب في المدارس، حيث أنهم يتعلمون فقط الضروريات الأساسية مثل القراءة والكتابة، أو كيفية استخدام التقنيات لكي يُصبح الطالب أكثر إنتاجية.
وقال لي، إن الطلاب لا يتعلمون الركائز الرئيسية للمال التي سوف تُؤثر عليهم وبصورة كبيرة بمجرد دخولهم سوق العمل، مثل معدلات الفائدة والضرائب والتضخم والانكماش وكيفية تأثير الأوضاع السياسية والعديد من عوامل الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي على أموالهم الشخصية من حيث الدخل المتاح والادخار والقيمة الصافية الإجمالية.
وأضاف أن التعليم النظري يبدو أمراً متميزاً، ولكن تحقيق النتائج المرجوة والحفاظ على عادة التوفير كي نحافظ على التوازن المالي الإيجابي يحتاج إلى الممارسة العملية، وهنا يأتي دور منصات التداول المُعتمدة عبر الإنترنت، مثل منصة “إكس تريد”، حيث تعد تلك المنصات مصادر رئيسية للممارسة العملية، وتوضح كيفية صعود الأسواق وهبوطها بناءً على مجموعة من المواقف التي تتضمن الأوضاع السياسية والتضخم ومعدلات الفائدة وغيرها الكثير.
وبين لي، أن زيادة معرفة الفرد بالبيئة المالية والممارسة العملية، يرفع احتمالات مشاركة الفرد في سيناريوهات اقتصادية مُستقبلية، مثل الوضع الحالي للنفط في المنطقة، وتعديل عادات إنفاقه واستثماراته بحسب تلك الأوضاع، وذلك من أجل التخفيف من حدة أية خسائر لتصل إلى الحد الأدنى من التأثير على نمط حياته، مشيراً إلى أن تلك المنصات يكون لديها أكاديميات مجانية عبر الإنترنت لتعليم الأفراد أسس التداول وإعدادهم لاتخاذ قرارات صائبة من حيث المخاطرة وإدارة الأموال على حد سواء، وإنشاء المشاريع التجارية الخاصة وزيادة دخولهم، خصوصاً أن رأس المال المطلوب لبدء التداول من خلال منصة التداول عبر الإنترنت يُعد قليلاً للغاية.
وأشار إلى دراسة أجراها الموقع الإلكتروني compareit4me على نحو 2200 مُقيم في دولة الإمارات، أكدت نتائجها أهمية الممارسة العملية، حيث قال 30% من الأشخاص أنهم غير قادرين على ادخار درهم واحد، وأن ستة أشخاص من أصل عشرة ليسوا على يقين من أن دخلهم الأسري يسمح بالقدر الكافي بالادخار، وقد ساد ذلك الرأي بجميع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أتى العديد من الأشخاص إلى المنطقة للحصول على مرتبات أعلى، على أمل منهم أن يجنوا المزيد من الأموال، غير أنهم لم يأخذوا في اعتبارهم تكلفة المعيشة وارتفاع معدلات التضخم، علاوة على ذلك، اعتاد الكثيرون على نمط الحياة الفاخرة، كما أنهم ليسوا قادرين على كسر عاداتهم للعيش في الرخاء.