أبعاد الخفجى-اقتصاد:
قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر: إن من المتوقع أن يتجاوز حجم الاستثمار في قطاع الزيت والغاز العالمي 30 تريليون دولار بحلول العام 2050.
وأشار في كلمته خلال المؤتمر السنوي الأول لمعهد صناعة التشييد في الظهران أن صناعة التشييد لعبت دورًا حيويًا في التنمية الاقتصادية في المملكة والعالم، وإذا نظرنا لواقع ومستقبل صناعة التشييد في العالم من حيث الفرص والتحديات، فإن المستقبل على المدى الطويل يبدو إيجابيًا بشكل عام من حيث النمو والطلب، حيث من المتوقع أن يتجاوز حجم الاستثمار في قطاع واحد، وهو قطاع الزيت والغاز العالمي، 30 تريليون دولار بحلول العام 2050، ولكن هناك تحديات تعترض هذه الصناعة”.
وتحدّث المهندس أمين الناصر عن ستة تحديات تشكل أولويات ينبغي مواجهتها وهي: أولًا مشكلة الكفاءة والإنتاجية المنخفضة نسبيًا، ففي الوقت الذي استفادت بعض القطاعات من تحقيق قفزة في الكفاءة والإنتاجية بنسبة 100% خلال الخمسين سنة الماضية، ما تزال نسبة الكفاءة والإنتاجية على ما هي عليه في قطاع التشييد دون تقدم كبير. والتحدي الثاني هو مشكلات المشروعات التي تواجه تعثرًا، وتتجاوز الميزانية وتتأخر عن جداول التنفيذ المحددة. فالأرقام والإحصاءات تبعث على القلق.
وأشار الناصر إلى دراسة حديثة أظهرت أن نسبة 30% فقط من مشروعات الزيت والغاز في العالم يتم إنجازها ضمن الميزانيات المعتمدة، و15% فقط من المشروعات يتم إنجازها ضمن الإطار الزمني المعتمد. وأضاف أن ذلك يؤدي إلى مخاطر وآثار مدمرة على الجدوى الاقتصادية لتلك المشروعات، وبالتالي على الأداء المالي للشركات المستثمرة والاقتصاد بشكل عام. أما التحدي الثالث الذي ذكره الناصر فقد كان تحدي الجودة.
واستطرد المهندس أمين الناصر: أن التحدي الرابع هو تحدي توطين هذه الصناعة وزيادة محتواها المحلي ليس فقط في السعودة بل أيضًا في تصنيع المواد. فنسبة العاملين السعوديين في تلك الصناعة منخفضة جدًا، كما أن نسبة المؤسسات الوطنية القادرة على تطوير مشروعات صناعية عملاقة ومعقدة ما تزال أقل بكثير من المستوى المأمول. وذكر المهندس الناصر التحدي الخامس وهو قلة الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، حيث يبلغ الإنفاق على البحث والتطوير في صناعة التشييد أقل من 1% من الدخل العام، مقارنة بأربعة أضعاف تلك النسبة في صناعة السيارات والطائرات والصناعات الفضائية. أما التحدي السادس فهو صورة صناعة التشييد التي تبدو سلبية مقارنة بصناعات حديثة أخرى من حيث توفير فرص عمل بظروف وبيئة جذابة وأمان وظيفي.
وأكد أمين الناصر أنه لمواجهة تلك المخاطر والتحديات، استحدثت أرامكو السعودية عمليات وأنظمة تتيح مراقبة المشروعات بشكل أكبر والتدخل متى لزم الأمر بشكل استباقي لمعالجة بعض القضايا التي إن تُرِكَت يمكنها أن تتسبب في تكاليف إضافية باهظة وتؤثر على أداء الشركة. كما تُسهم أرامكو السعودية مع مجموعة شركات عالمية للزيت والغاز في برنامج لتوحيد المعايير والمواصفات الهندسية بما يحقق المزيد من الكفاءة وانخفاض التكلفة في المشروعات.