أبعاد الخفجى-محليات:
قدر باحث أمني عدد العمليات الإرهابية التي تم إحباطها من قبل رجال الأمن منذ 2003 وحتى 2016 بـ258 عملية، إضافة إلى 12 عملية أخرى في 2016 لم تحقق أهدافها، مشيراً إلى أنه من عام 2014 إلى 2016 تم إفشال الكثير من العمليات الإرهابية الخطرة.
استهداف رجال الأمن
وقال الباحث الأمني والإستراتيجي مطير الرويحلي إنّ رجال الأمن وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب خادم الحرمين، هم صمام الأمان ضد الإرهاب والإرهابيين وهم من كشفوا مخططاتهم هذه ثم أبطلوها بكل كفاءة واقتدار، وجنبوا العباد والبلاد شرهم وأكبر دليل على ذلك العملية النوعية والكبيرة التي أحبطت منذ بداية الإرهاب وأكثرها خطرًا التي تم إحباطها هذا العام وتم خلالها تصفية الكثير منهم خلال المواجهات الأمنية معهم، والدليل الثاني هو التراجع الكبير في تنفيذ العمليات الإرهابية وفي استهداف رجال الأمن، والدليل الثالث التراجع في الزخم الإعلامي الإرهابي الموجه للمملكة.
وذكر أن دور المواطنين كان من خلال تعاونهم بالتبليغ عن الخلايا الإرهابية أو تزويد رجال الأمن بمعلومات تقود إلى القبض عليهم أو القيام بعمليات استباقية تقود إلى إفشال مخططاتهم، بل دور المواطنين تعدى ذلك إلى التبليغ عن أقاربهم ممن ينتمون إلى الفكر الضال، ثم بعد كل عملية يقتل فيها عدد من الإرهابيين يبادر أقاربهم إلى التبرؤ منهم وإظهار مساندتهم لرجال الأمن والدولة ضد أقاربهم من أصحاب الفكر الضال.
وتابع: إنّ رجال الأمن قصموا ظهر الإرهابيين وتم شل حركتهم، بل إنّ للداخلية برجال الأمن الدراية التامة من خلال ما يتوفر لديهم من معلومات عن نشاطهم ويراقبون تحركاتهم وفق خطط أمنية محكمة حتى تكتمل لدى رجال الأمن الصورة الكاملة لأي عنصر، أما استمرار العمليات الإرهابية فجميعنا يعلم أن الإرهاب ظاهرة عالمية في الوقت الراهن وله أجندة سياسية ويتم توجيهه من قبل استخبارات إقليمية ودولية لها مصالح في زعزعة استقرار بعض الدول ومنها المملكة التي اتضح إنها المستهدف الأول من الإرهاب.
قتل الآمنين
من جهته أكد رئيس المركز العربي الأوروبي للدراسات بباريس د. صالح بكر الطيار أن الجرائم الإرهابية تعتمد على عدة أساسيات يتعلق أصلها بالفكر الضال والمعتقدات الدينية من جهة وتتمحور حول بث الفوضى وقد تنوعت الجرائم الإرهابية في السعودية ولجأ مرتكبوها إلى تنويع خططهم الاحترافية، ففي البدايات ضربت المجمعات السكنية التي يقطنها الأجانب من تفجيرات المحيا والحمراء وإشبيلية بالرياض، ثم عقبتها سلسلة من الأعمال الإرهابية التي استهدفت اغتيال شخصيات وأيضاً رجال أمن ومواقع أمنية، وأيضاً تنوع التنظيم الذي قادته “القاعدة” إلى استهداف المنشآت النفطية، وأيضاً مواقع الجهات الأجنبية العاملة بالمملكة حتى دخل تنظيم “داعش” في تنفيذ العمليات الإرهابية في وقت ضعفت فيه “القاعدة” نتيجة محاصرتها وبتر أطراف التنظيم الذي كان يخطط لتنفيذ عمليات كبرى بالمملكة.
وأضاف: قد تركزت الأعمال الإرهابية بداعش على قتل الآمنين واستهداف المساجد والجوامع وأيضاً محاولة إيجاد ونشر الفتنة بين السنة والشيعة نتيجة استهداف مواقع معينة في حين تم إحباط العديد من العمليات الإرهابية التي كان ينوي التنظيم تنفيذها، في حين أن الإرهاب اعتمد على بث الفكر الضال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ونشر وضم خلاياه من خلال الشبكة العنكبوتية، وأيضاً استغلال مواقع الصراع المحيطة بالمملكة والتغرير بصغار السن، ولجأ التنظيم إلى إقامة المعسكرات التدريبية وأيضاً الاعتماد على التمويل المالي والدعم اللوجستي من بعض قياداته في العراق والشام وكذلك الاعتماد على تنفيذ خطط خفية ومحاولة جلب أعداد كبيرة للقيام بها.
وأشار إلى أنّ السعودية اعتمدت على خطط أمنية استباقية لوأد مخططات تنظيمات الجماعات الإرهابية من خلال رصد العديد من المنضمين للتنظيم بعد جهود أمنية كبيرة ومتابعة متواصلة، وأيضاً الاستنفار على كافة تراب الوطن للدفاع عن الإنسان والمكان من هذه الجماعات الإرهابية، وقامت أيضاً برفع معدلات التدريب اللازمة لمواجهة مثل هذه التنظيمات وكثفت من التواجد الأمني المميز، إضافة إلى برامج المناصحة التي قام بها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة ومتابعة ورقابة إستراتيجية لنشاط التنظيمات على الشبكة العنكبوتية والترتيبات والاتفاقيات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب مع الدول الأخرى.
وقال: كانت الخطط الاستباقية وإحباط المخططات من أميز العمل الأمني الاحترافي الذي تميزت به السعودية لمواجهة هذه الجماعات وهزيمتها إضافة إلى التحقيقات العالية المهنية التي كشفت أطرافا للتنظيم مع الرقابة الأمنية، لافتاً إلى أن رجل الأمن كان الفاعل الأول في إحباط العمليات الإرهابية وقد تميز رجال الأمن السعوديون في هذا المحال على مستوى العالم وقد عكست المواجهات مع الفئة الضالة كفاءة رجال الأمن وتميزهم وقد رأينا تلك البطولات التي سجلوها على أرض الوطن في مختلف قطاعاتهم العسكرية، أما المواطن فكان له دور من خلال تعاونه وتعاضده مع رجال الأمن في مواجهة هذه الجماعات ومتابعته لكل ما يحدث وارتفاع مستوى اليقظة والانتباه والإبلاغ عن أي حالات اشتباه من خلال أشخاص أو عمليات ويبقى المواطن رجل أمن في كل مكان فهذا من حق وطنه عليه ولا شك أن المواطنين ورجال الأمن يعملون يدا بيد لردع هذه الجماعات والقضاء عليها.
وسائل التواصل
من جهته قال الباحث في العلوم الإستراتيجية د. يحيى الزهراني إن إحباط هذا العدد من العمليات يدل على تفوق في نواحي أمنية جيدة، بيد أنه يجب الحذر والعمل الدائم على التطوير فوجود عدد كبير من الهجمات قد لا تعني بالضرورة التفوق الدائم، لكنه من المهم دائما التطوير والعمل المستمر حتى نمنع مثل تلك العمليات من الحدوث أصلا، من جهة أخرى هنالك أهمية لإنشاء مراكز أبحاث متخصصة في مجال الأمن الشامل والتنمية، والبدء بعمل مبادرات من شأنها حفظ الأمن الشامل.
وقال إنّ من أهم الأهداف الأساسية خلف استمرار المحاولات الإرهابية رغم الإحباطات المتكررة: زعزعة اللحمة الوطنية من جهة، وهنالك بعض الهجمات التي تستهدف مقدرات الدولة الاقتصادية، ولكل نمط ينبغي الاستجابة بالشكل الذي يجعلنا قادرين لتفادي أي نوع من تلك الأنماط عبر التنمية والمشاركة المجتمعية، وكذلك إدراج بعض المبادرات مثل الشرطة الراجلة.
وأضاف: نحن نعيش حالة تحول مهمة، سواء داخليا أو خارجيا، من ناحية اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، ولكل من تلك التحولات أثرها على مفهوم الأمن الشامل، وتغير في طريقة حياتنا، وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا في عمليات التجنيد لصالح الجماعات الإرهابية، ولذا من الأهمية بمكان دراسة كل تلك الظواهر التي تمس الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، وردم الفجوة بين مراكز الأبحاث والفكر والجامعات والوزارات، ولذا ينبغي التفكير في إستراتيجياتنا الكبرى من جهة، وكذلك ينبغي رفع الوعي من قبل الإعلام بالمتغيرات التي قد تؤثر على حياة الفرد.