أبعاد الخفجى-سياسة:
دخلت الأزمة السورية التي صنفتها الأمم المتحدة “أسوأ كارثة من صنع الانسان منذ الحرب العالمية الثانية”، عامها السابع أمس في وقت لا تزال تتعثر جهود تطبيق وقف شامل لاطلاق النار أو التوصل الى تسوية سياسية تنهي الحرب المدمرة.
وفي استانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات السورية برعاية روسيا وايران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة، لكن بغياب الفصائل المعارضة التي تحتج على عدم تثبيت وقف اطلاق النار في البلاد.
وبعد مرور ست سنوات على انطلاق احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري واجهتها قواته بالقمع، قبل أن تتحول الى نزاع مسلح من أكثر الحروب الطاحنة في القرن الواحد والعشرين، يعرب مدنيون معارضون للنظام عن خيبة أملهم مما آلت اليه الاوضاع اليوم.
وفي محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة، يتذكر لاعب كرة القدم في نادي سراقب عبد الله الحسين (32 عاماً) “أجمل ذكريات الثورة وهي انطلاقتها”، مضيفاً “لم أكن أنا أو غيري نتوقع أن تصل الحال الى هنا عندما خرجنا في التظاهرات”.
ويوضح انهم توقعوا حينها أن ينتهي كل شيء خلال سنة كأبعد حد لا أن يتحول الأمر الى قتل واعتقال وتدمير، مؤكداً “إن انتهت هذه الحرب بحل سلمي أم عسكري فالشعب لم يعد يهمه الامر، المهم أن تنتهي فقط”.
ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن “الادارة الدولية تريد إنهاء الحرب والشعب يبحث عن حل، إلا أن الحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سورية كما كانت في المدى القريب”.
ويعود ذلك بحسب قوله الى “ضخامة الدمار وكل الدماء التي نزفت في سورية فضلاً عن الانقسامات داخل المجتمع السوري”.
ويرى أن “الثورة تحولت الى حرب وخلقت مجموعات مسلحة”، مضيفاً “عندما تتحول مطالب الشعب السوري بالديموقراطية والحرية الى حرب دينية وعرقية نكون أمام طريق طويل للحل”. وخلال ست سنوات من النزاع، أحصى المرصد مقتل أكثر من 320 ألف شخص في سورية.
وأسفر قصف جوي “يرجح انه روسي” فجر أمس على مدينة ادلب عن مقتل “تسعة مدنيين بينهم أربعة اطفال”، وفق المرصد.
وشردت الحرب السورية أكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها. إذ فرّ حوالي 4,9 ملايين من البلاد وخصوصاً الى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو تسعين في المئة منهم تحت خط الفقر، بحسب الامم المتحدة.
وكشفت دراسة جديدة لباحثين بينهم اعضاء في “الجمعية الطبية السورية الاميركية” أن العام 2016 كان الأخطر على العاملين في القطاع الصحي في سورية. وبحسب الدراسة، فان 814 من أفراد الطواقم الطبية، قتلوا منذ بدء النزاع.
وأشارت الى استهداف المنشآت الطبية “على نطاق غير مسبوق من قبل النظام السوري وحلفائه”، لافتة أيضاً الى سجن المئات أو تعذيبهم.
وفي تعليق أرفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية أن الحرب في سورية هي حالياً أكبر أزمة إنسانية.
واطلقت منظمتا العفو الدولية و”هانديكاب انترناشونال” أمس حملتين منفصلتين من أجل وقف المجزرة في البلاد.
وفي ظل الازمة المستمرة، تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل الى تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي.
وفي استانا، تعقد جولة ثالثة من المحادثات حول سورية وسط استمرار غياب فصائل المعارضة في اليوم الثاني من الاجتماع، احتجاجاً على استمرار خرق وقف اطلاق النار، الساري على الجبهات الرئيسية في سوريا منذ 30 ديسمبر.
وتستبق محادثات استانا جولة خامسة من مفاوضات السلام حول سورية والتي حددت الامم المتحدة موعدها في 23 من الشهر الحالي.
وانتهت جولة المفاوضات الاخيرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف بالتوصل الى جدول اعمال يتضمن “أربعة عناوين” رئيسية هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب. وقال الموفد الروسي الى استانا الكسندر لافرينتيف أن تلك المحادثات تهدف إلى “تسهيل” مهمة مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا في مفاوضات جنيف.