أبعاد الخفجى-محليات:
أكد الدكتور عبدالرحمن الفايز عميد الدراسات العليا بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، عضو اللجنة العلمية لمؤتمر سلامة المرضى السابع والذي تستضيفه الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الثلاثاء المقبل، ان سلامة المرضى في المؤسسة الصحية تعتبر هي المسألة القاطعة التي لفتت الانظار في العقود الماضية ومنذ ذلك الحين أصبحت قضية سلامة المرضى مصدر قلق عالمي. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت منظمة الصحة العالمية “سلامة المرضى” انه وباء العقد الحالي لما يمثله من تهديد للرعاية الصحية وانها تعمل جاهدة بأن تجعله هو القضية الصحية الحالية. ومنذ ذلك الحين، بدأت الدول في جميع أنحاء العالم إلى النظر في سلامة المرضى كأولوية استراتيجية وعملت على الاستثمار بشكل كبير في عدة مفاهيم لتحسين وزيادة الوعي حول سلامة المرضى من أهمها تطوير الرعاية الصحية بعد العمليات الجراحية وتحسين مهارة التخاطب والتواصل بين الأطباء والممارسين الصحيين.
وقال الدكتور الفايز: كما نعلم جميعنا أن الجراحة الحديثة قد تطورت سريعاً مع انبثاق العصر العلمي وأصبحت من أهم التحديات المهمة التي تواجه سلامة المرضى، ومن أهم هذه التطورات الناجحة في مجال علم الجراحة هو “برنامج تحسين فترة النقاهة ما بعد الجراحة” المسمى بـ (Enhanced Recovery After Surgery) والذي سيكون موضوع الورقة العلمية التي سيتم طرحها خلال مؤتمر سلامة المرضى السابع. فبرنامج تحسين فترة النقاهة ما بعد الجراحة سيحدث نقلة نوعية في الرعاية الصحية يطبق مبدأ الجودة في المعالجة الطبية أكثر من السرعة حتى يعطي نتائج مذهلة من أهمها الحد من المضاعفات الجراحية بعد الجراحة وتمكين الأطباء من تقليل التكاليف العلاجية للمريض، ودراسة كل الأسباب الطبية لتقليل فترة إقامة المريض في المستشفى مع تحسن نتائجه الطبية بشكل عال والمحافظة على مصادر المستشفى وتوفيرها. باختصار لما سبق: إن مفهوم برنامج تحسين فترة النقاهة (EARS) يقوم بناءً على جهد وعمل فريق كامل متخصص مع المريض من جراح وطبيب تخدير وممرض وصيدلاني وجميع الفريق الطبي لتحقيق مفهوم الجودة في العلاج وضمان سلامة المريض.
واضاف د. الفايز ان مهارة التواصل والتخاطب بين الطبيب وزملائه قضية مهمة منذ بداية دراسته، ففي السنوات القليلة السابقة سلط الضوء على أهمية التواصل بين الأطباء مع بعضهم البعض، حيث أصبح جزءا مهما من التعليم الطبي وعلما يدرس في كليات الطب وبرامج الدراسات العليا. ويتساءل البعض هل صفات التواصل الجيدة يمكن أن يكتسبها الطبيب في الكلية أو أنها صفات تكون من ضمن شخصية الطبيب فقط. وهنا يقع دور الكلية أو التعليم الطبي بشكل عام في إعطاء الطبيب الفرصة لممارسة هذه الصفات من خلال اتصاله مع زملائه. حيث يعد الأطباء من أكثر الفئات المهنية تعاملاً واحتكاكاً بمختلف الشرائح الاجتماعية من زملاء كالأطباء والممرضين والإداريين والمرضى. لذلك تحسين مهارة تواصل الأطباء مع الممارسين الصحيين لا يتطلب غالباً مبالغ طائلة أو توفير تكنولوجيا معقدة أو زيادة عدد عاملين، بل يتطلب وضع برامج مدروسة بعناية من قبل العاملين الصحيين بأنفسهم لتحسين طريقة رعايتهم وتواصلهم مع زملائهم ومرضاهم لحفظ سلامتهم وضمان نجاحهم.