أبعاد الخفجى-محليات:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإننا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة علوم السيادة والريادة، جامعة الوطن، الجامعة التي تتشرف بخدمة الوطن، وتحقيق الطموحات العالية لقيادتنا الرشيدة، في الإطار المحلي والإسلامي والعالمي نعيش لحظات سعيدة، وأيامًا بهيجة، وفرصة نادرة، نتشرف فيها بالموافقة السامية على منح مليكنا المفدى، وإمامنا المبجل، وقائدنا الحكيم، وباني نهضتنا، وحامي وحدتنا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-، على تشرف الجامعة بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في مجال القرآن الكريم وعلومه، وذلك بناء على ما اقترحه مجلس الجامعة الموقر، ورفعه إلى مقامه -أيده الله-، وإن هذه الموافقة تشكل يومًا تاريخيًا للجامعة، يشعر فيها منسوبو وطلاب الجامعة وطالباتها، وأعضاء هيئة التدريس فيها، وقيادتها وكل عضو فيها بالفخر والعز والسؤدد، ونرى في هذا المنح نعمة من أجل النعم، وأداء لبعض ما وجب علينا، وتعبيرًا عن مشاعر التقدير والاعتزاز والافتخار بمنجزات مليكنا -أيده الله- في كل مجال، وفي هذا المجال العظيم خصوصًا، فالمنح في مجال هو أصل سعادة البشرية، وعزّها، ونصرها، وتمكينها، وسعادة كل مسلم، في مجال خدمة أشرف كتاب، وأعظم معجزة، كتاب عظمه الله وشرّفه، وعظّم أهله وميّزهم، وخصّ من اعتنى به وخدمه بالشرف، فالبركة التي وصف الله بها كتابه الكريم في قوله: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، تشمل كل ما يحصل بسبب هذا الكتاب علمًا وتعلمًا وتدبرًا وحفظًا وتلاوةً وعملاً وخدمة وعناية، يقول الطاهر ابن عاشور رحمه الله: “المبارك: المُنبَثّة فيه البركة وهي الخير الكثير، وكل آيات القرآن مبارك فيها لأنها: إمّا مرشدة إلى خير، وَإمّا صارفة عن شرّ وفساد، وذلك سبب الخير في العاجل والآجل ولا بركة أعظم من ذلك”، فالقرآن الكريم هو كلام الله المنزل على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو معجزته الخالدة، في الأثر عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: “كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل.. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم”.
وقد قال الله عز وجل ممتدحًا هذا الكتاب القويم: (آلم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)، وقال عز وجل: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)، وبيَّنَ لنا الله أن القرآن هو أحسن الحديث فقال سبحانه وتعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).
وبما أن القرآن هو معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم- الخالدة والباقية والخاتمة، فهو محفوظ بوعد من الله بحفظه، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، ووصف النبي -صلى الله عليه وسلم- المعتنين بالقرآن الكريم بأنهم خير الناس، عَنْ عُثْمَانَ -رضي الله عنه- قال: قال النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”.
وحينما تقرأ دلالات المنح على المستوى الشخصي فنحن أمام ملك عادل، سليل المجد، ووريث العز، أورثه والده المؤسس أصول العقيدة، ومعالم الديانة، وعلى رأسها الكتاب العزيز، فقد حفظ القرآن الكريم وعمره عشر سنوات، وأقيم احتفال كبير بمدرسة الأمراء، حيث أقيم الاحتفال في صباح يوم الأحد 12 شعبان من عام 1364هـ (جريدة أم القرى، عدد يوم الجمعة الصادر في 24 شعبان 1364هـ، نقلاً عن جريدة الرياض)، وعلى مستوى المنجزات فإن سجل إمامنا الموفق، وقائدنا المبارك في خدمة كتاب الله عز وجل رصيد من المنجزات والحسنات التي نحتسبها في موازين حسناته، ويمكن ذكر أبرزها:
- العناية بالقرآن العظيم طباعةً ونشرًا، فها هو أكبر مجمع لطباعة المصحف الشريف يشع نوره، ويتلألأ سراجه من المدينة النبوية، ألا وهو: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة الذي يقوم على تلبية حاجة المسلمين من المقروء والمسموع والمترجم والمفسر بطريقة متميزة، وبمستوى عالٍِ لا نظير له في العالم، بل صارت الطبعة مقصدًا للمسلمين في كل أنحاء العالم، والأعجب من ذلك ترجمة القرآن العظيم باللغات الحيّة التي تغطي العالم كله، فلو لم يكن إلا هذا المنجز لكفى.
- ما قامت به الدولة السنية المباركة من إنشاء المدارس المتخصصة في تحفيظ كتاب الله تعالى، والعناية به تلاوة وتجويدًا، وتعلمًا وتعليمًا، فلا تجد مدينة من مدن بلادنا الحبيبة إلا وقد زهت بتلك المدارس.
- كما أن الجمعيات التي تجمع الطلاب والطالبات مثال واضح، والدولة على رأس الداعمين لتلك الجمعيات، وكما هو معروف عن مليكنا -رعاه الله-، أنه استمر في الرئاسة الفخرية للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم قرابة الخمسين عامًا، واستمر بعد ذلك نجله الوفي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ثم خلفه بعد ذلك الأمير المسدد، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله-.
- مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، وهي مسابقة عظيمة النفع، غزيرة الفائدة، امتدت لسنوات طوال، وانتفع بأثرها القاصي والداني، وذاع صيتها بين أبناء المسلمين في أنحاء المعمورة.
- مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وهي مثال للعناية بكتاب الله تعالى والقيام بحقه علماً وعملاً؛ وإن كل ذلك وغيره من أمور الخير مما يقوم به ولاة أمرنا -حفظهم الله- لهو من دوافع النصر والتمكين، وعوامل الفخر والعزة لهم بإذن الله تعالى؛ بل وسبب ظاهر ومباشر لما نتمتع به من نعم عظيمة وآلاء جسيمة.
- المسابقات العالمية والمحلية العامة والخاصة التي يدعمها ولاة الأمر -أيدهم الله-، مثل مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله لحفظ القرآن الكريم، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للقطاعات الأمنية، وكلها دلالات خير، ومجالات نفع للإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم.
- الكراسي البحثية للعناية بالقرآن الكريم، ومنها الكرسي الذي تحتضنه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو كرسي الملك عبدالله للقرآن الكريم، وغيرها من الكراسي البحثية التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه في جامعات مملكتنا الحبيبة.
- إنشاء الكليات والأقسام المتخصصة في تعلم القرآن وعلومه، وغير ذلك مما له صلة بهذا الشأن.
- الحوافز والجوائز المشجعة التي يدعمها، ومن أبرزها: جائزة الملك سلمان الدولية لحفظ القرآن، والتي رُصدت لها الحوافز والجوائز الكبيرة لهذا الغرض.
ولهذا وغيره كان هذا المنح الذي هو إشادة بهذه المنجزات العظمى، وتذكير للأجيال بما يبذله ولاة الأمر -أيدهم الله-، وتأكيدًا على عناية دولتنا بالقرآن وأهله، ومن هنا فإننا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نعد قبول مليكنا المفدى، وإمامنا المسدد، وولي أمرنا المبارك، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لهذا المنح المستحق منّة من الله، وفرحة كبرى، وإن من الثوابت أن النعم تدوم بالشكر، والشكر يكون باللسان والجنان والجوارح، فشكر اللسان الاعتراف بالآلاء، وتعدادها، ونسبتها إلى المتفضل بها حقيقة، من له علينا المنة والفضل، وما بنا من نعمة فمنه سبحانه، وشكر الجَنَان اعتقاد أن كل نعمة ومنة وفضل فالله سبحانه هو المنعم بذلك، ومهما فعلنا وتأملنا فلن نوفي هذه النعم حقها، وشكر الجوارح استعمالها في طاعة الله، وانضباط المشاعر والجوارح، ودولة تتشرف بالقرآن وأهله، وتقدم هذه المنجزات، وترى واجبها ومسؤوليتها حمايتها، وإقامة الحياة عليها، وتوجيه كل الجهود لخدمتها وتطويرها لمن أجل النعم وأعلاها، ولهذا صدقوا الله فصدقهم الله ووضع لهم القبول، وجعل لهم من المكانة والاعتبار ما يحمل دلالات مهمة من هذه الحيثية.
وإن اللسان ليعجز عن وصف المشاعر، وتتقاصر العبارات دون بلوغ حقيقة الفرحة الغامرة، والبهجة التامة، وإن هذه المشاعر نابعة من يقين وإيمان بأن هذا التكريم إنما هو جزء قليل من إظهار جهود ولاة أمرنا الأوفياء، وقادتنا الميامين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وعنايتهم بهذا الأصل الأصيل، والركن الأساس، وقد استمدت هذه البلاد المباركة، والوطن الآمن، المملكة العربية السعودية، جميع أحكامها ونظمها من كتاب الله تعالى؛ حيث انطلقت منه في معاملاتها وتصرفاتها وعلاقاتها العامة والخاصة، الظاهرة والباطنة، بصورة منقطعة النظير في هذا الزمن، وذلك منذ وقت الملك المؤسس المجاهد الصالح العادل المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى، وحتى يومنا هذا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مع صفاء في العقيدة، وسلامة في المنهج، وسمو في الأهداف، ونبل في الغايات.
وإنني أبوح بهذه المشاعر، وأرى في هذا المنح لهذه الدرجة العالية العالمية، وهذا التكريم الوافي دلالات عظيمة، ومؤشرات هامة، أبرزها: عناية خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بالقرآن، واهتمامه البالغ فيما يخدم كتاب الله تعلماً وتعليماً وحفظاً وتلاوة وغير ذلك مما يقوم به -حفظه الله- سواء في داخل المملكة الغالية أو خارجها، وكل ذلك حتى يعلم الجميع أن المملكة العربية السعودية دولة قرآن وسنة، وتنطلق في كل أعمالها وتعاملاتها وجميع شؤونها من أحكام ومبادئ هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعندما نتأمل وندقق فيما يتعلق برعاية هذه الدولة السُنية السَنية السلفية بالقرآن الكريم، وما تضمنه من منهاج كامل للحياة، شمل ما يحتاج إليه البشر من الأحكام والحدود كتعاملات، وتطبيقات في كل الأحوال والتحولات لرأينا ذلك واقعاً ملموساً منذ أسست هذه الدولة في دورها الأول ثم الثاني، ثم توحيدها على عقيدة التوحيد الغضة الطرية المستمدة من الوحيين، وذلك عندما قام ذلك الرجل المبارك والملك الصالح العادل الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بلم شمل شعبها، وتوحيد صفها، والعمل على جعلها أمة واحدة مؤتلفة متماسكة قوية عزيزة، مهابة الجانب، وما ذاك إلا لأنه أدرك أهمية تفعيل مبادئ الإسلام وأصوله وقواعده وثوابته التي تستمد من القرآن الكريم، وهي سبب للفوز والنصر والتمكين، والأمن والأمان والسؤدد، وكل فضل وتعاون على حد قوله سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، وقوله سبحانه وتعالى: (إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، وقوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، إلى غير ذلك مما جاء من الآيات المحكمات في بيان منزلة وفضل كتاب الله عز وجل، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).
ولذلك فإن مؤسس هذا الكيان المبارك، وموحده على التوحيد كما جاء في نصوص الكتاب والسنة أدرك هذا الأمر، وعمل على رفع شأن كل ما له علاقة بدين الله، وخصوصاً ما يتعلق بالقرآن والسنة، الأمر الذي معه شاع وذاع صيته في هذه البلاد، وأصبحت محط النظر، ثم سار بها أبناؤه البررة الميامين على نهجه ودربه وطريقه، مما يخدم أهل هذه البلاد، حتى تقلد زمام الأمور مليكنا المفدى، ملك الحزم والعزم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، مما جعل الفروع تتقوى بالأصول، وحاضرنا المجيد يتعلق بماضينا المكين، بصورة منقطعة النظير، وبمنهج قويم، وصراط مستقيم، لا يخرج في المقال ولا الأفعال عمّا أمر الله به ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك نرى أن بلادنا في هذا العهد الزاهر تنمو وتزدهر، وتتطور بشكل ملموس، وبطريقة يتعجب الجميع منها، وفق رؤية حكيمة وخطط علمية ترفع كفاءة الأداء في رؤية تتعامل مع الحاضر وتستشرف المستقبل من أجل التوجه نحو تنوع مصادر الدخل، ورفع مستوى الإسهام، والمشاركة في البناء من الجميع، وبما يستوعب التحولات المختلفة إقليميًا ودوليًا وتوقعات المستقبل وخططه بصورة تدريجية واقعية في أولويات مرتبة، تنعكس بإذن الله تعالى لمواطن هذه البلاد رفاهيةً وازدهاراً، في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية، والإسكان والمواصلات، بل حتى في المجالات السياسية، يشهد له بذلك المنصفون والعادلون، مما جعله -حفظه الله- يبذل الجهود العظيمة، والمقدرات الهائلة، ويسخر كل وقته وشؤونه من أجل رفعة هذه البلاد، ونمائها، وعودتها إلى منابعها الصافية، الأمر الذي معه نتجت أمور متنوعة ومتعددة، كلها محل الثناء والتقدير والاعجاب من أبناء الأمة الإسلامية، بل والعالم أجمع، ولهذا وغيره مما ذكرته الجامعة من الأسباب والمعطيات، فإن الجامعة تشرف وتعتز بهذه الموافقة الكريمة التي نرى أثارها واضحة، ومؤثراتها جلية على الجميع دون استثناء، ولذلك يطيب لنا في هذه المناسبة المشتملة على منح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال “خدمة القرآن الكريم وعلومه” أن نقول: إن هذا زيادة في تحمل المسؤولية، وأداء الأمانة، فما منحنا ولي أمرنا -أيده الله- ذلك الشرف إلا لمعرفته -حفظه الله- بالجهود والبرامج والفعاليات المتميزة التي تقوم بها الجامعة والمنتسبون إليها، مما يرسخ مفاهيم الانتماء، ويوجه إلى أن يكون كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- هو القائد والرائد في جميع ما يخرج منها من أعمال، وكل ما يخدم الوطن ويحقق تطلعات ولاة الأمر، وهذا يحتاج إلى مزيد من العمل الجاد والمثابر الذي يدفعنا إلى الأمام، ويجعلنا دائماً في مواطن الريادة، وبما يحقق تطلعات ولاة الأمر، والكل يعلم مكانة هذه الجامعة، فهي مؤسسة رائدة تعنى بعلوم السيادة والريادة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله وما يسندها من علوم، ذلك الأمر الذي تتوافر معه جميع العلوم، وتكون الجامعة أنموذجاً حياً متميزاً في كل ما يكون له أثر إيجابي على طلابها وطالباتها، وكذلك وفق ما يسعى إليه ولاة أمرنا من جميع فئات هذا الوطن.
وختامًا: فإنني أوجز مشاعري بأن أقول:
هنيئًا لنا بولي أمرنا، وقائدنا وحامي حمى المسلمين، لقد طبّق تعاليم الإسلام كما جاءت غضّة طرية من عند الله عز وجل، وها نحن نشعر وبكل فخر واعتزاز أن بلادنا الحبيبة، ووطن الإسلام المبارك يفرض نفسه في كل المحافل الدولية وقادتنا وولاة أمرنا بمبادراتهم وحكمتهم وحنكتهم إلى أعلى المراتب، وأسمى المنازل، ولست هنا بصدد رصد الإنجازات والمبادرات بأرقام وإحصاءات مع أهمية كل ذلك، لكني أردت أن تكون هذه الأسطر تعبيراً صادقاً عن مشاعري التي لا أملك إخفاءها، وإخال أن كل مواطن يحملها تجاه ولاة أمرنا، فالحمد لله الذي وفق ولي أمرنا إلى مثل هذه المساهمات المؤثرة التي شرفت هذه الدرجة العلمية العالمية العالية به، ونتشرف بتهنئة مقامه الكريم بها، ونسأل الله سبحانه أن يجعلها زاده إلى رضوانه وجناته، وأن يسدد قوله وفعله، ويجعله من أنصار دينه وأعوانه، كما نسأله سبحانه أن يحفظه بحفظه، ويكلأه برعايته، ويمده بعونه، ويديم عليه نعمه إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عـضــو هيئة كبار الـعـلـمـاء