أبعاد الخفجى-محليات:
أصدر رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الدكتور خالد بن محمد اليوسف، قراراً تاريخياً وجوهرياً يتعلق بالنظر في القضايا التجارية، إذ حدد القرار بأن تكون الجلسة الأولى لنظر الدعوى خلال 20 يوماً من تاريخ القيد، وتحديد الحد الأعلى لتأجيل نظر الدعوى بما لا يتجاوز ثلاث جلسات للمرافعة.
وتضمن القرار التشديد بتبليغ “المدعى عليه” بالدعوى مع نسخة من صحيفتها ومرافعاتها والجلسة المحددة لها، وإيداع المذكرة الجوابية قبلها لدى الإدارة. كما تضمن القرار التحقّق في الجلسة الأولى من الجوانب الشكلية للدعوى، وعدم تركها إلى جلسات لاحقة، خصوصاً فيما يتعلق بجوانب القبول، والاختصاص النوعي والمكاني، كما نظّم القرار الجلسات عن طريق قصر تأجيل الجلسة على سبب يستدعي ذلك، وألا تؤجل للسبب ذاته، وتحديد الحد الأعلى لتأجيل نظر الدعوى بما لا يتجاوز ثلاث جلسات للمرافعة.
وأكد القرار على تطبيق جملة من الإجراءات التي تستهدف تخفيف الأعباء الإدارية على القاضي، وذلك بإسناد بعض الإجراءات إلى الإدارة المختصّة في المحكمة ، ومنها تبليغ المدعى عليه عن طريق إدارة الدعاوى، وإيداع مذكرة الدفاع الأولى لديها، وتطبيق إجراء تبادل المذكرات بين الأطراف مع تحديد عدد مرات تبادلها ومددها ، كما سيتم ربط هذه الإجراءات بمؤشرات قياس الأداء في الديوان، والمرتبطة بإدارة التفتيش القضائي.
وأوضح المحامي والمستشار القانوني الدكتور محمود حمزة المدني قائلاً: “لا شك أن هذا سيجعل القاضي أكثر تفرغاً للنظر في القضايا، ودراسة المستندات، وممارسة أعمال القضاء الفعلية دون انشغاله بأعمال إدارية تستنزف من وقته، وتلفته عن الفصل في القضايا”.
وأضاف: “الحقيقة أن تطبيق هذه الإجراءات، والمبادرات سيجعل هناك نقلة نوعية في القضاء التجاري الحالي، وذلك بتقليص أمد التقاضي مع تحقيق جودة عالية، والذي يعتبر معياراً مهماً جداً للعملية التجارية”.
وزاد: “الكثير من أصحاب رؤوس الأموال، والمستثمرين يقومون بعمل دراسات سوق، ودراسات جدوى للاستثمار يحسبون فيها الفترة الزمنية التي ستستغرقهم عبر التقاضي مع الآخرين إذا تطلب الأمر لاسترداد أموالهم، فإذا كانت مراحل التقاضي طويلة، تجد تخوفا، وعزوفا من المستثمر، وبالتالي فإن هذه الخطوة ستجعل هناك ثقة أكبر في أن القضاء التجاري قادر على إصدار الأحكام بسرعة وفاعلية أفضل، حيث إن عنصر الوقت مهم جداً للتاجر، فلسان حال التاجر يقول: كل ما كان هناك توفير في الوقت عند التقاضي تجد ثقة أكبر وإيجابية في السوق”.