أبعاد الخفجى-سياسة:
سارعت موسكو أمس للدفاع عن النظام السوري الذي اتهمته المعارضة وعواصم غربية بقصف مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب بالغازات السامة، ما أسفر عن وفاة 100 مدني بينهم أطفال، اختناقاً، وإصابة ما يقارب الـ400.
كما أعلنت مواصلة عمليتها العسكرية لدعم النظام السوري غداة هجوم كيماوي، حيث ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم النظام.
وأثار الهجوم تنديداً دولياً وتحدثت الأمم المتحدة عن “جريمة حرب”، فيما أكدت موسكو أن طيران النظام قصف “مستودعاً ارهابياً” يحتوي “مواد سامة” في خان شيخون. وقال بيسكوف أمس إن روسيا ستقول في الأمم المتحدة إن ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي ٍأسقط عشرات القتلى في سوريا كان في حقيقة الأمر تلوثاً ناجماً عن ذخيرة كيماوية تملكها المعارضة.
وفي رد على التنديدات الدولية، شنت طائرات حربية ضربات جديدة على خان شيخون غداة “الثلاثاء الأسود”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتنفيذ طائرات حربية صباح أمس خمس ضربات على مناطق في مدينة خان شيخون “غداة الثلاثاء الأسود” على حد قوله، ولم يحدد المرصد هوية الطائرات الحربية.
في غضون ذلك، شرع مجلس الأمن الدولي أمس في مناقشة المجزرة الجديدة للنظام السوري ومعاونوه ضد المدنيين في خان شيخون. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لـ”الرياض” إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس أصابه قلق عميق من استخدام الأسلحة الكيماوية.
ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس “إلى رد فعل من الأسرة الدولية يكون على مستوى جريمة الحرب هذه”.
ووجه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مجدداً، على هامش مشاركته في مؤتمر بروكسل حول سورية أمس، أصابع الاتهام للنظام السوري.
وقالت ألمانيا إن روسيا وإيران تتحملان بعضاً من المسؤولية عما يشتبه في أنه هجوم بأسلحة كيماوية نفذته قوات النظام.
وذكرت وزارة الخارجية التركية أن تركيا قدمت مذكرات للسفارتين الروسية والإيرانية في أنقرة بشأن الهجوم الكيماوي تذكرهما بمسؤولياتهما في منع انتهاك وقف إطلاق النار في سورية.
كما عد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن “النظام السوري هو المسؤول الرئيسي عن الفظاعات، ومن يدعمونه يتقاسمون المسؤولية”. وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم ويطالب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن.
ورجحت منظمة الصحة العالمية أمس أن يكون الهجوم الذي تعرضت له خان شيخون “هجوماً كيميائيا”، مستندة في ذلك إلى الأعراض التي ذكرت التقارير أن المصابين يعانون منها. ووفقاً للمنظمة فإن بعض الحالات ظهرت عليها علامات تتفق مع التعرض لمواد كيميائية فسفورية عضوية، وهو نوع من المواد الكيميائية يشمل غاز الأعصاب. وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط أمس بـ”جريمة كبرى وعمل بربري” في خان شيخون. ودانت الحكومة الأردنية “الجريمة المروعة”.
ولدى وصوله إلى مؤتمر بروكسل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس أن “هذه الأحداث المروعة تظهر للأسف أن جرائم حرب لا تزال (ترتكب) في سورية وأن القانون الإنساني الدولي ينتهك بشكل متكرر” في هذا البلد.