أبعاد الخفجى-رياضة:
يخطو فريق القادسية في “دوري جميل” بخطوات ثابتة، نحو ترسيخ أقدامه في دائرة البقاء في الدوري، بعد نجاحه في الهروب من صراع الهبوط، بعد استقراره في المراكز المتأخرة
في مستهل الموسم، ظهر لاعبو القادسية بثوب فني مميز بعد التعاقد الإداري الناجح مع المدرب البرازيلي الخبير هيليو أنجوس، الذي أحدث نقلة فنية نوعية في صفوف الفريق، وزرع روح التحدي في نفوس اللاعبين، ظهرت نتائجها جلية في مباريات القادسية، وصولاً إلى منطقة الدفء في قائمة الترتيب الدوري، وبحثاً عن مركز متقدم قبل النهاية، ينصف العمل الإداري والفني الكبير الذي طغى على ظروف الفريق في بداية الموسم.
وتعد إدارة القادسية من أبرز الإدارات في الأندية هذا الموسم، بعد نجاحها في استقطاب دعم شرفي كبير، ساهم في التعاقد مع المدرب أنجوس، وبقية العناصر المحلية والأجنبية، والتي صنعت الفارق الفني الواضح في الفريق، ودعمت حضوره القوي في منافسات “دوري جميل”، بعد أن لفتت نتائجه أنظار المتابعين، وبات نموذجاً للعمل التكاملي الناجح.
التحركات الباكرة للإدارة القدساوية التي لم تتوقف في كل الاتجاهات، مع نهاية هذا الموسم وقبل الموسم المقبل، تشير إلى عودة تاريخية للفريق، الذي قدم نجوماً كبارا في الكرة السعودية، ساهم التفريط في جلهم لصالح الأندية الأخرى، في غياب القادسية عن المشهد التنافسي لسنوات طويلة، بعد أن حقق ألقاباً محلية وخارجية في مطلع التسعينيات الميلادية، في مقدمتها أول الألقاب السعودية في البطولات الآسيوية وهو لقب كأس الكؤوس الآسيوية في العام 93 م، فأمست هذه الإنجازات شاهداً على العصر الذهبي الذي عاشته جماهير الفريق وتتوق لاستنساخه.
ملامح عودة القادسية بدأت الإدارة الحالية بنسج خيوطها وصياغتها من جديد، انطلاقاً من ترسيخ الاستقرار الإداري والفني، ومن خلفه سخاء الدعم الشرفي، والعمل على الاحتفاظ بنجوم الفريق المحليين، مع اختيارات مقننة ومدروسة لملفات اللاعبين الأجانب، الذين شكلوا إضافة فنية مميزة للقادسية، منذ فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لتقدم الإدارة أنموذجاً يحتذى في العمل الناجح، وفق إمكانات محدودة، صنعت منها فريقاً يجد كل الاحترام والتقدير، وتجربة تستحق التأمل والتكرار.