أبعاد الخفجى-اقتصاد:
أكد مختصون في قطاع السياحة بالمملكة،أن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، بمنطقة (القِدِيّة) جنوب غرب العاصمة الرياض، تعد نقلة جديدة في تاريخ الرياض التنموي والتطويري المتواصل منذ عقود، منوهين في هذا الصدد إلى حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة على وضع خطوط عريضة توضح المعالم المهمة والقادمة لرؤية المملكة 2030 وتنفيذها على أرض الواقع، ومما سيسهم بالنمو الاقتصادي المتوازن، ويخلق مناخاً أرحب للسياحة والثقافة والترفيه في المملكة، وسيستوعب المشروع الباحثين عن فرص عمل في مجالات متنوعة لهذا المشروع الجديد الذي يتحدث بلغة العصر الحديث.
موقع جديد وجذاب
بداية قال الخبير بالشأن السياحي ومؤسس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، د. ناصر بن عقيل الطيار: العاصمة الرياض هي قلب وسط المملكة، وذات عمق جغرافي مهم، وممر لأهالي دول الخليج في طريقهم للعمرة والحج، وتجمع ثمانية ملايين من السكان، فضلاً عن كونها ملتقى يجمع إخواننا من الخليج والعرب ومن مختلف جنسيات العالم في الكثير من المناسبات والمؤتمرات والفعاليات شبه المتواصلة، وموقع “القدية” موقع جذاب وجديد بالكامل كبيئة خام لمشروع كبير يجد الدعم والمساندة الكاملة من الدولة، وخيره سيكون لأهل الرياض والمملكة، ومولدة لفرص عمل يحتاجها الجيل الحالي والآلاف من الطلاب والطالبات المبتعثين.
وأضاف ” نحن كمختصين في هذا القطاع نطالب منذ 25 عاماً بمثل هذه المشروعات المدعومة، فجميع مشروعات السياحة والترفيه والفنادق، تتميز بكونها منتجة لفرص العمل المختلفة، حتى في ظل التقنيات الحديثة التي أصبحت تقوم مكان الإنسان في الكثير من الأعمال، ونحن نعيش مرحلة تفاؤل بمشروعات الرؤية وخططها، وهذا جزء عملي منها سنراه بإذن الله على أرض الواقع خلال أربعة إلى خمسة أعوام في مرحلته الأولى، كما أعلن، ويجب أن تغطي الكثير من الاحتياجات التي تفتقر لها بلادنا، مثل المواقع الملائمة للمعسكرات الرياضية للمنتخبات والأندية، وكذلك ملائم لفنادق عالمية توفر بيئة تناسب السياح من الداخل، وطبيعة احتياجات السعوديين والسعوديات وفي إطار ضوابط الآدب العامة المعروفة لمجتمعنا، فضلاً على أن مثل هذا المشروع سيجذب شركات عالمية، ومستقبلاً سنرى دخولاً للعملة الأجنبية في الرياض، كما هو الحال في مكة المكرمة والمدنية المنورة، ونطمح لوجود نوع من التوزان في تصدير واستيراد السياح”.
ونوه الطيار إلى بداية نجاح مشروع الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل الذي أقيم هذا العام بتوجه مختلف 100%، حيث أوجد في موقعه بين رماح والرمحية، مناشط مختلفة جذبت الناس من مختلف الفئات، ومن الرياض ومحافظاتها، ورغم أنه في العام الأول فهو يبشر بوجه جديد يخدم سياحة المملكة، وخرج من كونه فقط استعراضاً للإبل لها جمهور محدود.
تنمية وطنية شاملة
ومن جهته قال عضو مجلس الشورى والمتخصص في القطاع السياحي د. فيصل الفاضل بأن مشروع القدية” يأتي كأحد المشروعات الهادفة إلى تفعيل رؤية المملكة ٢٠٣٠م التي تصب في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية الجديدة للمواطنين.
كما عبر عن أهمية اختيار موقع “القدية” ليكون مكاناً لهذا المشروع لما يمثله من إضافة تطويرية لجنوب غرب الرياض، ومن المتوقع أن يكون هناك تحول كبير في هذا الجزء من مدينة الرياض، وأن تصبح وجهة سياحية كبرى تجذب المواطنين والمقيمين بالملكة إليها وكذلك الوافدين، خاصة من دول الجوار، وأكد الفاضل بأن هذا المشروع يأتي في الوقت المناسب بعد أن تركزت معظم المشروعات الترفيهية بالعاصمة في شمال وشرق مدينة الرياض خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحت الحاجة ملحة لتطوير هذا الجزء الجنوبي الغربي من مدينة الرياض ليستعيد جاذبيته من جديد، وهو موقع مناسب وعلى طريق محوري كبير ومهم يتجه إلى منطقة مكة المكرمة، وفكر تنوع المشروع سوف يستقطب بإذن الله شركات متخصصة في الترفيه والفندقة والرياضة، وكل هذه القطاعات تمتاز بكونها تجذب فرص العمل بشكل أكبر من قطاعات أخرى أصبحت تعتمد على التقنية”.
من جهته قال ماجد بن ناصر العُمري رئيس مجموعة العُمري الاستثمارية في بريدة، “أعتقد أن مشروع “القِدِيّة” سيحقق الكثير من الإيجابيات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المحلي، وسيوسع من دائرة الاستثمار أمام القطاع الخاص، وحتى لشركات أجنبية متخصصة، والذي سيجد أمامه مئات الفرص الاستثمارية الجديدة للعمل فيها، ولا أستبعد تحرك عدد من أقطاب القطاع الخاص الآن لرسم خطط التوجه إلى منطقة “القدية” لتحديد آلية ضخ استثماراتهم في هذا المشروع، واختيار المجالات المناسبة لهم، سواء في الترفيه، أو الرياضة، أو الثقافة، أو الإسكان والضيافة والفندقة، والمشجع في الموضوع هو أنه يخطط له ليكون أفضل الوجهات الترفيهية المهمة، التي تقدم خيارات متنوعة تجذب العائلات والأصدقاء للاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات، وذلك من خلال توفير أنشطة رياضية متميّزة تدعم طاقات الشباب وتحفزهم على التميّز في المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية، واكتشاف المواهب وتطويرها، وصقل مهارات الشباب السعودي، وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات الرياضية والتعليمية، إضافة إلى دوره في فتح مجالات أرحب وآفاق أوسع لمحبي الرحلات البرية وعشاق المناظر الطبيعية، ونشاطات الهواء الطَّلق، ودعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب مفيد وآمن من خلال توفير حلبات سباق وطرق آمنة بمواصفات عالمية عالية، ونتوقع أن تجذب الجمهور ليس على متسوى المملكة فقط، بل ومن دول الجوار أيضاً.
“القدية” اسم قديم.. ومكانة جديدة
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض ورئيس اللجنة السياحة بغرفة الرياض ماجد الحكير، أن الكثير من المختصين في قطاع السياحة والترفيه مستبشرون، بما أعلنه سمو ولي ولي العهد بشأن مشروع ” القدية” الذي سيجعل هذا الاسم ذي مكانة هامة ليس على مستوى الرياض فقط، بل وعلى مستوى المملكة ودول الخليج بإذن الله، فهو اسم قديم للموقع، ولكن المكانة والأهمية جديدة لهذا الموقع، فنحن نعمل منذ عقود في قطاعات السياحة والفنادق والترفيه، ونعلم وجود حاجة الناس لهذه المشروعات الكبيرة المدعومة من الدولة، فهذه القطاعات تمتاز بكونها تفرز فرص عمل متنوعة إدارية وغير إدارية، ونحن أطلعنا خلال الأسبوع الماضي على تقرير هيئة الإحصاء بالمملكة الذي يؤكد على وجود بطالة بين الشباب السعودي والشابات، فضلاً عن وجود عشرات الجامعات لدينا ستظل تخرج الطلاب والطالبات، ويضاف لهم عدد المبتعثين والمبتعثات في الخارج، ومثل هذه المشروعات الكبيرة هي التي سوف يكون لها دور في استيعاب أكبر عدد ممكن من فرص العمل.
وبين أنه وفي مختلف دول العالم، تكون لمثل هذه المشروعات للمدن الترفيهية الشاملة والكبرى دعم من الدول بشكل مباشر، أو بقروض كبيرة أو بمنح أراضي ملائمة، فضلاً عن توفير مختلف خدمات البنية التحتية من ماء وكهرباء بأسعار ملائمة ومنخفضة، ونأمل أن يكون مشروع “القدية” مثالاً على أرض الواقع من خلال تبنى صندوق الاستثمارات العامة له بالكامل، إضافة إلى أن لشركات الأجنبية المتخصصة في الترفيه والفنادق وفي الرياضة، سوف تتشجع على الدخول في السوق السعودي الذي يعتبر مجدياً اقتصادياً لوجود الكثافة السكانية، وهم بل شك يتطلعون لبيئة داعمة لمشروعاتهم من جوانب متعددة كما ذكرنا.
وقال محمد المعجل رجل أعمال والمستثمر في قطاع الترفيه إن على عاتقنا كرجال أعمال الدور الأكبر في الاستثمار الوطني في قطاع الترفيه في المملكة، حيث إن قطاع الترفيه يعتبر صناعة متعددة الأنشطة، مما يؤكد على أهمية القطاع الخاص في تحقيق نهضة والقيام بمشاريع متميزة في هذا المجال، فالدور على القطاع الخاص سواء كان شركات كبرى أو أعمال صغيرة ومتوسطة المهمة الكبرى في تحقيق ذلك، وفي حين تقسيم الأنشطة هناك مجموعة من الانشطة التي تتناسب مع منشأة صغيرة وريادة الأعمال كالمهرجانات والفعاليات الترفيهية، ولا شك في أن لها الدور الكبير في جذب السواح والزوار للمناطق السياحية، وهي فرصة لهؤلاء المستثمرين بأن يساهم بمجموعة لا متناهية من هذا النوعية من الترفيه في المدن الكبرى والصغرى والمحافظات سواء كانت مهرجانات سنوية أو موسمية متكررة.