أبعاد الخفجى-سياسة:
أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلنطي “الناتو” أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة ملتزمة مئة بالمئة بتحالفها مع مجموعة الناتو. وجدد ترامب دعوته لزيادة الإنفاق العسكري على حلف شمال الأطلسي بقيمة ٢٪ في خطوة تعد ابتعاداً جديداً لسياساته عن وعود وتصريحات الحملة الانتخابية، حيث كان قد انتقد العام الماضي إنفاق الولايات المتحدة على حلف الناتو، وتساءل عن جدوى هذا الحلف على المدى البعيد.
ويأتي هذا التغيير بعد أن ألقت الضربة الأميركية لنظام بشار الأسد بظلالها على العلاقة الروسية الأميركية، مما دفع الولايات المتحدة للمزيد من التصعيد بالتأكيد على دعم الناتو الأمر الذي يثير قلق موسكو.
بالتزامن مع تصريحات ترامب هذه، أمضى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو، تبعها لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن غير الكرملين رأيه لأكثر من مرة بشأن لقاء بوتين بتيلرسون الذي حدث أخيراً.
وشارك تيلرسون قبل توجهه لموسكو في اجتماع وزراء خارجية «السبع الكبار» مع نظرائهم من دول عربية، وكان هدف الاجتماع الاتفاق على رسالة مشتركة لإيصالها لموسكو عبر تيلرسون.
وصرّح تيلرسون في إيطاليا بأن “أفعالاً مثل الهجوم الكيماوي الذي وقع الأسبوع الماضي تجرد الأسد من شرعيته”. وأضاف: “من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية”.
وقال مصدر أميركي مسؤول لـ”الرياض أن رسالة الدول السبع الكبار لروسيا تتلخص بتصريح تيلرسون الذي جاء فيه “على روسيا الاختيار بين إيران وحزب الله والأسد وبين أميركا وحلفائها”. وأردف أن الصفقة التي ينوي العالم تقديمها لبوتين هي التخفيف من عزلة موسكو والعقوبات المطبقة عليها، إضافةً لإعطائها دوراً أساسياً في محاربة الإرهاب مقابل تأمين انتقال سياسي سريع يفضي إلى خروج الأسد مع الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.
واستطرد مصدر “الرياض”: “تصريح تيلرسون بأن حكم عائلة الأسد انتهى لا بد من أخذه على محمل الجد فإدارة ترامب لن تضع مصداقيتها على المحك، وتيلرسون لن يرضى أن يتحول لمجرد أداة تطلق التصريحات دون أن يكون له تأثير كما كان كيري في عهد أوباما”.
ويستقبل الكرملين يوم الجمعة وفدا سوريا – إيرانيا من المزمع أنه سيضم جواد ظريف وفيصل المقداد ووليد المعلم وبثينة شعبان، ومن المتوقع أن الوفد سيصل إلى موسكو لاطلاعه على رسائل واشنطن.
وفي تصعيد مستمر بين الطرفين، قال بوتين في حوار له “إن الثقة تحطمت بين موسكو وواشنطن منذ استلام الرئيس الجديد الحكم، والعمل المشترك بين الطرفين أصبح صعباً وخاصة أي عمل عسكري مشترك”.
وفي مقابلة للرئيس ترامب مع قناة فوكس نيوز قال عن رأيه في دعم بوتين للأسد: “بوتين يدعم شيطان”، كما نعت رأس النظام السوري بـ”هذا الحيوان”.
وفي نيويورك، قدم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا تقريراً إلى مجلس الأمن حول هجمات خان شيخون، ولاحظت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تغير قواعد اللعبة السورية بعد أول ضربة أميركية مقصودة يتلقاها النظام السوري منذ وصول حزب البعث للسلطة عام ١٩٦٣، حيث دعت فرنسا إلى إعادة طرح مشروع قرار مع بريطانيا لإجراء تحقيق في حادثة خان شيخون يطالب بتحقيق منفرد في الحادثة وتحميل الفاعلين المسؤولية.
واستخدمت روسيا الفيتو ضد مشروع القرار الذي يطالب النظام السوري بالتعاون مع التحقيق حول الهجوم الكيماوي.
وللمرة الثامنة منذ اندلاع النزاع السوري، تلجأ موسكو إلى الفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن الدولي لتعطيل أي قرار ضد حليفها الأسد.
في المقابل، امتنعت الصين التي كان يمكنها اللجوء إلى الفيتو بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن عن التصويت ومثلها كازاخستان وإثيوبيا. وصوتت بوليفيا ضد القرار في حين أيده عشرة أعضاء آخرين في المجلس.