حذر نظام بيونغ يانغ أمس من أنه على استعداد للرد بالسلاح النووي على أي هجوم مماثل قد يستهدفه في رد غير مباشر على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظم عرضاً عسكرياً هائلاً لاظهار قوته.
وكان ترامب تعهد الخميس بـ”معالجة مشكلة” كوريا الشمالية قبل أن يعلن عن إرسال حاملة الطائرات “كارل فينسون” وأسطولاً جوياً بحرياً مرافقاً لها إلى شبه الجزيرة الكورية، ثم تحدث عن أسطول يضم غواصات.
وأعلن المسؤول الثاني في النظام الكوري الشمالي قبل بدء العرض العسكري الضخم الذي نظم في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الـ105 لولادة كيم إيل سونغ مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، أن بلاده “مستعدة للرد على حرب شاملة بحرب شاملة”.
وكان الجيش الكوري الشمالي أكد في اعلان بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية الجمعة، أن القواعد الأميركية في كوريا الجنوبية ومقرات “الشر” مثل قصر الرئاسة في سيؤل “ستدمر خلال دقائق” إذا اندلعت حرب.
وقال ايفانز ريفيري من مركز الابحاث بوركينغز اينستيتيوت في واشنطن ان هذا البلد الشيوعي المعزول يريد بذلك “توجيه رسالة لا لبس فيها الى الولايات المتحدة بعد تصريحات ادارة ترامب ومبادراته العسكرية”.
ويرجح العديد من المراقبين أن تغتنم كوريا الشمالية التي يثير برنامجها النووي توتراً دولياً متزايداً، هذه الذكرى لتقوم الثلاثاء بإطلاق صاروخ بالستي جديد، أو ربما القيام بتجربتها النووية السادسة، وهما عمليتان محظورتان عليها من الأسرة الدولية.
وقال خبراء عسكريون أن بعض الصواريخ التي عرضت أمس تبدو أطول من الصواريخ الكورية الشمالية الموجودة “كي ان-08″ و”كي ان-14”. وقال الخبير تشاد اوكارول من القناة الاعلامية المتخصصة بشؤون كوريا الشمالية “ان كا نيوز” انها قد تكون صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات.
وحذرت الصين الجمعة من أن “نزاعاً قد يندلع في أي لحظة”. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن الجهة التي ستبادر إليه “ستتحمل مسؤولية تاريخية وتدفع الثمن”، مؤكداً أن “الحوار هو الحل الوحيد”. وقال إن الصين تود التعاون مع روسيا “للمساهمة في تهدئة الوضع بأسرع وقت ممكن” بشأن كوريا الشمالية.
من جهتها دعت روسيا جميع الأطراف إلى “ضبط النفس” وحذرت من “أي عمل يمكن أن يفسر على أنه استفزاز”، معربة عن “قلقها الكبير”.
قال محللو موقع “38 نورث” الإلكتروني المتخصص في الأبحاث حول كوريا الشمالية، إن صوراً التقطتها أقمار صناعية الأربعاء تظهر أن موقع بونغيي-ري المخصص للتجارب النووية في شمال هذا البلد بات “جاهزاً” لإجراء تجربة جديدة.
من جانبه أكد وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا استعداد بلاده لمواجهة أي عمل كوري شمالي، والتصدي بشكل كامل لأي ظرف طارئ على شبه الجزيرة الكورية، طبقاً لما ذكرته هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية أمس السبت.
وأضاف أن كوريا الشمالية وصلت إلى مستوى جديد من التهديد، وسط احتمالات قيامها بعمل ما في أبريل الجاري، الذي تحتفل فيه بمناسبات سنوية مختلفة.
وتابع كيشيدا أن الحكومة تعمل مع رابطة من المواطنين اليابانيين في كوريا الجنوبية لابقاء المسافرين على علم بالمستجدات وضمان سلامة عودتهم حال حدوث أي ظرف طارئ.