مرت مسيرة بطل “دوري جميل” الهلال هذا الموسم بالعديد من التقلبات والمنعطفات الهامة والمؤثرة والتي تجاوزها الفريق بنجاح بقيادة مدربه الأرجنتيني الشهير رامون دياز وبتواجد إدارة خبيرة يقف على رأسها الأمير نواف بن سعد، وتنوعت هذه المنعطفات ما بين فنية وعناصرية وإعلامية وشرفية.
أولى المحطات كانت في فترة الإعداد التي مرت بشكل مثالي للغاية قبل أن يتعرض الفريق للخسارة في لقب كأس السوبر من أمام الأهلي، لكنه حظي ومدربه الأورغوياني السابق غوستافو ماتوساس بإشادة أنصاره قبل أن يعود الفريق إلى الرياض ويستهل مشواره في الدوري أمام الباطن ويتجاوزه بصعوبة لتستمر بعدها الجولات تلو الأخرى في وقت كانت درجة اقتناع الهلاليين بإدارة مدربهم لشؤون فريقهم تتناقص تدريجياً خصوصاً بعدما بدأ بتغيير منهجيته في كل مواجهة عدا عن عدم الاستقرار على قائمة أساسية في المباريات الأربع التي حضر فيها وهي الباطن والتعاون والاتفاق والقادسية التي كسب ثلاثاً منها وخسر واحدة من أمام الاتفاق، إذ على الرغم من تحقيق تسع نقاط من أصل ١٢ إلى أن العمل لم يكن مقنعاً ليتم قرار الإقالة بالإجماع ما بين أعضاء الشرف والإدارة وكبار لاعبي الفريق.
استلم مدرب الفريق الأولمبي الروماني ماريوس سيبيريا المهمة مؤقتاً في لقاءين، أمام الفيصلي والخليج ليسجل “الملكي” عشرة أهداف في مواجهتين ويقدم عطاءات لافتة للغاية قبل أن يأتي القرار بالتعاقد مع المدرب الأرجنتي رامون دياز الذي كان حضوره حدثاً استحوذ على الإعلام الرياضي السعودي لفترة طويلة باعتباره أحد أبرز الأسماء التدريبية الكبيرة والمتخصصة في التعامل مع بطولات الدوري لتبدأ بعدها رحلة اقتناص اللقب الكبير.
فرض المدرب الخبير نفسه بشكل سريع على الرغم من الخسارة التي تلقاها في أولى المواجهات أمام الاتحاد لكن القطار الأزرق السريع واصل السير بثبات وبثقة، حتى عزز الفريق صفوفه ونجح بتقوية خط المقدمة بالحصول على خدمات المهاجم السوري الدولي عمر خريبين عوضاً عن لاعب الوسط البرازيلي تياغو ألفيس، لينجح الأول بوضع بصمته ولعب دور البطولة في كثير من المواجهات التي احتاج فيها “الزعيم” للمهاجم الهداف وهي المهمة التي تصدى لها المهاجم الشاب بنجاح باهر.
تواصلت المسيرة الجامحة نحو استعادة اللقب الغائب من خلال إسقاط المنافسين والتعامل مع الدوري بعقلية الفرق الكبيرة التي تعرف جيداً كيفية التعامل مع اشتداد المنافسة، لينجح في حصد اللقب قبل جولتين من النهاية على الرغم من تأخر الحسم، وتصبح المحصلة ٦٠ نقطة من ١٩ فوزاً وثلاثة تعادلات وخسارتين وتسجيل ٥٥ هدفاً كأقوى خط هجوم في الدوري وتلقى ١٤ هدفاً كأقوى خطوط الدفاع.