تراجعت المطالبات بزيادة أندية “دوري جميل”، والتي كانت تتردد بقوة في المواسم السابقة، وتطرح على طاولة النقاش الرسمي وغير الرسمي، بعدما ظهرت على السطح الموسم الحالي قضايا الديون المتراكمة على أندية دوري الأضواء، نتاج سياسات خاطئة تبحث عن المنافسة بأقصر طرق، من دون تخطيط مالي مدروس، وينسحب ذلك حتى على المتنافسين على البقاء في الدوري.
ولعل السبب التالي والأهم لتراجع المطالبات بزيادة أندية “دوري جميل” هو البون الشاسع بين أصحاب المراكز الأربعة المتقدمة وبين بقية المراكز، من الخامس وصولاً إلى الـ14، وهو سبب فني خطير يهدد الإثارة في “دوري جميل”، ينسف معه المنطقة الوسطى في قائمة الترتيب، فلا ثبات واضحاً لأي فريق، بعد الأربعة الكبار، ما يستدعي الوقوف عند ذلك التباين بعين الاهتمام والعناية، فمن غير المنطقي أن يتبقى ثلاث جولات فقط على ختام الدوري، والمتصارعون على البقاء نحو عشرة فرق، عجزت عن إعلان ثباتها على الأقل قبل آخر ثلاث جولات من النهاية.
ماهي الأسباب؟ كيف حدث ذلك؟ وماهي جوانبه السلبية على قوة الدوري؟ هل يستمر في مواسم مقبلة؟ كلها أسئلة تتناثر على طاولة مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد، علها تجد اهتماماً أكبر وعناية أوسع لتدارسها، والغوص في تفاصيلها، بحثاً عن إجابات شافية لأحوال هذه الأندية، والاستماع جيداً لاحتياجاتها ومطالباتها، والمساهمة في توفير حلول لمعوقات حضورها في الدوري السعودي، الذي كان يوصف بالأقوى عربياً إلا أنه تراجع كثيراً ولم يعد جاذباً على الصعيدين الفني والاستثماري، مروراً وليس انتهاء بالحضور الجماهيري، الذي هو الآخر يواجه إشكالات عميقة لم تحل منذ مواسم.