أكد اقتصاديون أن اندماج كل من البنك الأول “الهولندي” سابقاً وهو أقدم بنك في المملكة، وبنك ساب في حال تم إقراره سينتج كياناً جديداً يزاحم البنوك المتقدمة في المملكة على الصدارة من حيث حجم رأس المال ومدى الانتشار وحجم الودائع والأرباح، مشيرين إلى توفر الظروف الملائمة لسرعة حدوث وإتمام ذلك الاندماج.
وقال المحلل المالي حسين بن حمد الرقيب “تعتبر الاندماجيات بين الكيانات من القرارات المهمة لزيادة القدرة التنافسية في السوق من خلال الاستفادة من الخبرات وكذلك نقاط القوة لدى كل كيان ودمج رؤوس الأموال التي تعتزز عمليات التوسع والانتشار، والأهم من ذلك هو خفض المصاريف التشغيلية التي من شأنها زيادة الربحية، ومع إعلان كل من البنك الأول وبنك ساب أنهما دخلا في مناقشات مبدئية فيما بينهما لدراسة اندماجهما بناء على قرار من مجلس إدارة البنكين وأن ذلك سيخضع لشروط منها موافقات الجهات الرقابية المعنية في المملكة وموافقة الجمعية العامة غير العادية لكل من البنكين لا نستبعد حصول ذلك الحدث وتحوله من إعلان لواقع خلال فترة وجيزة”. وأشار الرقيب إلى أن المملكة لم تشهد اندماج بين البنوك لأكثر من 20 سنة وكان آخرها دمج البنك السعودي الأمريكي مع بنك القاهرة والبنك المتحد عام 1999، وفي وجه نظري فإن الاندماج جيد لكلا البنكين ولكن البنك الأول ربما يكون في حاجة للاندماج أكثر من بنك ساب، حيث تعرض البنك الأول خلال الربع الأخير من عام 2016 إلى خسارة غير متوقعة بسبب تجنيب مخصصات عالية جداً مقارنة بحجم محفظة التمويل واستمرت زيادة المخصصات خلال الربع الأول من العام الحالي ولذا فإن البنك الأول سوف يستفيد من اندماجه مع بنك ساب، فبالاندماج يصبح الكيان الجديد ثاني بنك في حجم رأس المال بعد بنك الرياض ليصبح أكثر من ٢٦ مليار ريال، وكذلك سوف يكون البنك الرابع في الانتشار بعدد فروع يتجاوز 147 فرعاً، أما ودائع العملاء فسيكون الكيان الجديد لديه ودائع بحدود 222 مليار ريال، ويأتي في المركز الثالث بعد البنك الأهلي ومصرف الراجحي، أما محفظة القروض سوف ترتفع إلى 190 مليار في المركز الثالث بعد البنك الأهلي ومصرف الراجحي، وفيما يخص استثمارات الكيان الجديد سوف تكون حوالي 40 مليار ريال بعد البنك الأهلي وبنك سامبا، أما الارباح ستكون حوالي 1350 مليون ريال، ويأتي بعد البنك الأهلي ومصرف الراجحي.
وقال الرقيب إنه بالأرقام سوف يكون البنك الجديد هو ثالث بنك بعد البنك الأهلي ومصرف الراجحي وسوف يعزز من قدرته التنافسية مع البنوك الأخرى المحلية وكذلك البنوك العالمية الجديدة المتوقع أن يتم التصريح لها للدخول إلى السوق السعودي خلال الفترة القادمة.
بدوره قال أستاذ المحاسبة بجامعة جدة د. سالم باعجاجة إن الاندماج المنتظر بين المصرفين سيحقق لكليهما مزيد من المزايا الاقتصادية والتوسع ولن يعني سيطرة طرف من الأطراف على الآخر في ظل تقارب النسب والمستويات المالية لهما، مشيراً إلى أن اشتراك عدد من كبار الملاك في ملكية كليهما سيكون عاملاً له دور مهم في تقريب وجهات النظر وتسريع حصول الاندماج في حال تم تقريره.