قالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة والمخابرات إن إسرائيل قصفت أمس الخميس مستودعاً للأسلحة داخل قاعدة تديرها ميليشيا ما يسمى بـ “حزب الله” اللبنانية قرب مطار دمشق حيث تنقل طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية السلاح بانتظام من طهران.
وقال إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة حيث يلتقي بمسؤولين أميركيين “بوسعي التأكيد أن الواقعة التي حدثت في سورية تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سورية. بطبيعة الحال لا أود الاستطراد في هذا الشأن”.
وتابع “قال رئيس الوزراء إننا سنرد كلما نحصل على معلومات تشير إلى نية لنقل أسلحة متطورة لحزب الله” وأحجمت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
ونقل مصدران كبيران في المعارضة السورية التي تنشط في منطقة دمشق عن مراقبين تابعين لهما على المشارف الشرقية للعاصمة حيث يقع المطار قولهم إن خمس ضربات أصابت مستودعا للذخيرة تستخدمه فصائل مسلحة تدعمها إيران.
وقالت وسائل إعلام محسوبة على ما يسمى بـ “حزب الله” إن المعلومات تشير إلى أن الضربات أصابت مستودعات ومخازن وقود وخلفت خسائر.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون نقل أي أسلحة متطورة لعناصر حزب الله في سورية “خطا أحمر” دفع إسرائيل في الماضي لتنفيذ ضربات جوية أو قصف مدفعي.
وقال مصدر كبير بالمخابرات في المنطقة طلب عدم الكشف عن اسمه إن المستودع المستهدف يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة التي ترسلها إيران جوا.
وأضاف أن أسلحة كثيرة بالمستودع يتم توريدها لمجموعة من الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران، على رأسها جماعة “حزب الله”، التي تضم آلاف المسلحين الذين يقاتلون على بعض الجبهات ضد المعارضة السورية.
وقالت وسائل إعلام موالية للنظام والمرصد السوري لحقوق الإنسان في ساعة مبكرة الخميس إن انفجارا ضخما وقع قرب المطار. وقالت امرأة تسكن وسط العاصمة السورية على بعد بضعة كيلومترات إن صوت الانفجار أيقظها من نومها.
وقال المصدران بالمعارضة إن الهجوم سبب حريقا، وإن اللهب كان يتصاعد فيما يبدو من منطقة عسكرية مغلقة بالمجمع المترامي الأطراف، يعتقدان أن طهران تستخدمها لتوريد السلاح لفصائل مسلحة تدعمها وتقاتل إلى جانب جيش النظام، ومنذ بدء النزاع في سورية في 2011، نفذت إسرائيل ضربات عدة داخل البلد استهدفت حزب الله اللبناني، وحليف النظام.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس إن بريطانيا ربما تجد صعوبة في رفض طلب من الولايات المتحدة للمساعدة العسكرية في سورية إذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ إجراء ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد بسبب استخدام أسلحة كيماوية.
واتهمت الولايات المتحدة جيش النظام السوري بشن هجوم في الرابع من أبريل قتل خلاله عشرات من جراء استخدام غاز سام، وردت واشنطن بهجوم صاروخي على قاعدة جوية في سورية، وقالت إنها لن تتغاضى عن استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية.
وأيدت بريطانيا الرد الأميركي على الهجوم الكيماوي، لكنها لم تشارك فيه بصورة مباشرة. غير أن جونسون لمح إلى أن حكومته ستدعم ترامب عسكريا إذا طلب منها ذلك في حال وقوع أي هجوم بالأسلحة الكيماوية مستقبلاً، وقال جونسون “إذا اختار الأميركيون التحرك مجددا وطلبوا منا المساعدة سيكون من الصعب جدا أن نقول لا “وأثار هجوم أبريل في سورية التوتر بين القوى الغربية وروسيا التي تدعم نظام الأسد عسكرياً.