في الوقت الذي لا زالت فيه الأوساط النفطية تعيش حالة من الضبابية تجاه القرارات المستقبلية للأسواق من قبل المنتجين، تراجع المخزون النفطي العائم عالمياً 20 مليون برميل ما بين شهري نوفمبر 2016 وفبراير 2017.
وذهبت توقعات البيت الاستشاري ESAI إلى القول بارتفاع الإنتاج النفطي الأمريكي من 8.9 مليون برميل يومياً في 2016 الي 9.2 مليون برميل يومياً في 2017.
في ذات الشأن قال المحلل النفطي الدكتور محمد الشطي مؤشرات الأسواق النفطية إيجابية، لكن وتيرة التحسن أقل مما هو متوقع ويستهدف،لذلك ظهرت أسعار النفط متقلبة ولعل ذلك يعود لثلاث عوامل تتمثّل في عدم وضوح الرؤية فيما يخصّ اتفاق تعديل الإنتاج من حيث تمديد الاتفاق أو عدمه، ومستويات المخزون النفطي الأمريكي العالية، كذلك عدم وضوح التوقعات الخاصّة بإنتاج النفط الصخري.
وذكر أن مؤشرات الأسواق النفطية بوجهٍ عام إيجابية تطغى على نقيضتها السلبية، إلا أنها تتطور بوتيرة أقلّ من المطلوب لاستعادة توازن الأسواق، كما أن الفوائض في المخزون النفطي بدول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي انخفض مقارنةً بمتوسط السنوات الخمس الماضية حيث بلغ الفائض في شهر فبراير 2017 عند 314 مليون برميل، لكنه انخفض إلى 275 مليون برميل في شهر مارس من العام نفسه، كما أن المخزون العائم في العالم انخفض فعلياً بمقدار 20 مليون برميل ما بين شهري نوفمبر 2016 وشهر فبراير 2017.
وقال تتوقع سكرتارية الأوبك بلوغ متوسط الخمس السنوات الماضية خلال الربع الأخير من العام 2017 وهو رهن تحسن التزام الدول الـ 24 المشاركة في الاتفاق ليصل إلى 100% خلال الأشهر القادمة وتمديد اتفاق تعديل الانتاج، كما أن هنالك تحسّناً في أجواء لقاءات وتصاريح وزراء الطاقة والبترول في الدول الاعضاء والذي يراه الخبراء والمتابعين تمهيداً للاتفاق في 25 مايو 2017م بالإضافة إلى النشاط الملحوظ للمهندس خالد الفالح، كونه رئيس المؤتمر الوزاري للأوبك، وذلك من خلال الاتصالات المتتالية واللقاءات التي يجريها مع العديد من الوزراء؛ لضمان حشد أكبر لتأييد تمديد الاتفاق وإنجاح مؤتمر أوبك الوزاري القادم في استمرار تعافي استقرار أسواق النفط واستعادة توازن الأسواق وتعافي الأسعار، ويلحظُ الجميع تحسناً واضحاً لالتزام الدول المشاركة في اتفاق تعديل الإنتاج من 87% في شهر يناير إلى 98% في شهر مارس 2017، كما تحظى تصريحات الوزير الروسي ” الدولة الرئيسة الملتزمة باتفاق تعديل الإنتاج من خارج الأوبك ” باهتمام خاص لقراءة أية مؤشرات حول مسار أسواق النفط، وعلى الرغم من التركيز على المعروض إلا أن مؤشرات تعافي معدلات الطلب العالمي على النفط قوية وتدعم جهود استعادة توازن السوق، وبدء جهود رفع الاستثمار في الطاقة وقطاع الاستكشــــــاف والإنتاج.
وأضاف الشطي بقوله إن أية مؤشرات إيجابية خصوصاً من السوق الأمريكية حول بدء السحوبات المتواصلة من المخزون النفطي الأمريكي، وتعثّر تعافي إنتاج النفط هناك يعزز اتجاه توازن أسواق النفط وتضمن تعافياً في أسعار النفط الخام، لكن غالبية المراقبين والمحللين يعتقدون تحرّك أسعار نفط الإشارة ضمن 54 – 58 دولاراً للبرميل إلى نهاية العام الجاري.