نال “برنامج التخصيص” الذي أعلن عنه ضمن برامج تحقيق استراتيجية “رؤية السعودية 2030” استحسان وقبول القطاع الخاص بالمملكة، إذ يتضمن البرنامج تعزيز دور القطاع الخاص في تقديم وإتاحة الأصول الحكومية أمامه، واعتبر عدد من رجال الأعمال “برنامج التخصيص” فرصة تاريخية للمستثمر المحلي والأجنبي في ظل ضخامة، وتعدد منشآت الخدمات الحكومية التي يمكن تخصيصها، مشيرين إلى التجارب الناجحة التي شهدتها المملكة في قطاعات كالاتصالات وبعض المطارات كمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، والذي يعد أول مطار تم تخصيصه، مبينين أن نفع تلك الفرصة لن يقتصر على المستثمر بل سيشمل متلقي الخدمة من خلال الارتقاء بالجودة المقدمة وتحسينها.
وقال المهندس عماد فريد عبدالجواد عضو لجنة النقل والخدمات البحرية وممثل الوكلاء الملاحيين بغرفة تجارة جدة لـ”الرياض”، إن التخصيص يعد نقل نوعية وفرصة تاريخية للمستثمرين سواء فيما يتعلق بمجال الخدمات أو المشاركة في الأصول الحكومية المتاحة، وهناك تجارب ظهرت خلال الآونة الأخيرة أثبتت نجاح هذا التوجه وفوائده الكبيرة لكل من المستثمر والعموم والدولة، ومنها تجربة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة والذي يعد أول مطار تم تخصيصه بالمملكة.
وأشار المهندس عماد عبدالجواد إلى أن ضخامة المتاح للتخصيص من قبل الدولة خصوصاً في قطاعات التعليم والصحة يضفي على هذا البرنامج نوعاً من الأهمية ويتيح الفرص أمام المستثمرين المحليين في مدنهم ومناطقهم ويفيض ليمكن معه استقطاب المستثمر، ولن يؤثر ذلك على جودة الخدمة التي سيلقاها المواطن بل سيسهم في رقيها وتسهيلها وتجربة تخصيص شركة الاتصالات السعودية خير دليل على ذلك فما حدث فيها يعد طفرة في نهج تقديم الخدمة.
وقال نحن نرى في الوقت الراهن توجهاً جاداً للتخصيص في كثير من القطاعات الحكومية والشركات المملوكة للدولة، مثل الخطوط السعودية التي بدأت فعلاً خصخصة قطاع التغذية وهي الآن بصدد تخصيص قطاع نقل الأفراد وشحن البضائع ومثل الموانئ التي باشرت فعلياً المشاركة بالدخل مع القطاع الخاص، ومن المتوقع أن تشهد الأعوام القادمة قبل 2030م التوسع الكبير في هذا الجانب وخصوصاً ما يتعلق منه بالخدمات على شاكلة ما فعلته السفارات الأجنبية بالمملكة في طريقة إصدار التأشيرات إذ أصبحت تتم عبر شركات ووكالات تتبع القطاع الخاص.
بدوره قال محمود محمد رشوان عضو اللجنة التجارية في غرفة تجارة المدينة المنورة إن برنامج التخصيص والذي يتضمن بشكل مباشر تحرير الأصول المملوكة للدولة أمام القطاع الخاص وخصصة المزيد من الخدمات الحكومية سيوفر الكثير من الفرص أمام المستثمرين في القطاع الخاص إلى جانب ما ينتظر منه في نواحي الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في مختلف مدن ومناطق المملكة والتوسع في المرافق وخلق المزيد من فرص العمل للمواطن السعودي ومزيد من التوسع في التدريب المناسب لمتطلبات العمل في القطاع الخاص.
وأشار محمود رشوان إلى تميز تجربة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، والذي تم إنشاؤه بطريقة التشييد والتشغيل ونقل الملكية بعد 25 عاماً إلى الدولة مبيناً أن المطار في الوقت الراهن يقدم خدمة متميزة بالمقارنة مع بقية مطارات المملكة يلمسها أبناء المدينة المنورة وزوارها كما أنه أسهم في توفير الكثير من فرص العمل لأبناء المدينة المنورة.
وتوقع عضو اللجنة التجارية بالمدينة المنورة أن تظهر الكثير من الفرص المتاحة أمام المستثمرين، في ظل تخصيص برنامج مستقل يعنى بالخصخصة ضمن برامج تحقيق استراتيجية “رؤية السعودية 2030″، مبيناً بأن قطاعات كثيرة كالنقل والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات تزخر بالفرص المناسبة والمفيدة للمستثمرين كمشاريع القطارات والمترو وغيرها، وبدلاً من أن تتكلف الدولة على تلك المشاريع مئات الملايين سيسهل تنفيذها عبر طريقة التشييد والتشغيل ونقل الملكية وسيستفيد المواطن جودة أرقى فيما يتلقاه من خدمات.