لا تقتصر فرحة الهلاليين ببطولة “دوري جميل” والتي تعزز من عدد بطولاته بالدوري رقم 14 كأكثر الأندية السعودية تحقيقا للبطولات إنما اعتادوا على دعم أعضاء الشرف السخي بالمال والفكر والوقت. كان ولا يزال يقف على رأس هرم الكرة الآسيوية بفضل يعود بعد الله إلى هؤلاء الشرفيين، إذ استقبلت الخزينة الزرقاء مساء الخميس الماضي دعما من أحدهم الذي لا يرغب ذكر اسمه أو يتم تداوله بين الأوساط الرياضية مبررا ذلك أن الهدف الأول والأخير هو دعم النادي وخدمته بعيدا عن بروز الشخصيات، وقد دعم هذا الشرفي إدارة النادي في منتصف الموسم والآن يدعم بطل الدوري بستة ملايين ريال.
ويعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم الزرقاء ماليا قياسا بموسمين سبقاه كانا صعبين على الهلال من الناحية المالية، ولم يتجاوز تأخير الرواتب على العاملين في النادي واللاعبين الشهرين فقط طيلة الموسم الجاري وهو الأمر الذي يحدث بسببين الأول وقفة الشرفيين الصادقة مع الفريق وحسن تدبير الإدارة للأموال حسب أولوياتها التي تبدأ بالتركيز على عدم تأخير الرواتب في النادي، فالهلال الذي ستنتعش خزينته بمبلغ يصل إلى 29 مليون ريال مكافأة تحقيقه للقب الدوري وبجميع مداخليه من رابطة دوري المحترفين حصل فقط في مباراته أمام النصر على مليونين و300 ألف والمتمثلة بـ50% من إجمالي دخل المباراة وهو استمرارا لانتعاش مداخيل النادي. وعلى الصعيد التسويقي بات الهلال مغريا كما كان لأي شركة ترغب في الدخول إلى سباق رعايته كيف لا وهو من يصنف كأقوى قوة شرائية من بين الأندية السعودية ويعيش أفضل فتراته في الفترة الحالية بعد الاستقرار الفني والمالي وتحقيق البطولات على صعيد الفريق الأول والفئات السنية بالنادي وكم البطولات في الألعاب المختلفة. والموسم الجاري يأتي على رأسها بطولات كرة الطائرة التي كانت ومازالت تخصصا هلاليا خالصا، وبحكم أن رعاية شركة “موبايلي” باتت على مشارف الانتهاء بعد الاتفاقية التي أعلنت عنها إدارة النادي مع الشركة في بداية الموسم على أن يكون موسم الرعاية الأخير وصلت شركة “صلة” عدة عروض جدية ومباحثات من شركات تأمل بأن يتزين اسمها بالقميص “الأزرق”، وتأتي الشركات الخليجية على رأس المهمتين برعاية الهلال وهو الأمر القائم عطفا على جماهيرية النادي العاصمي في المملكة والخليج والوطن العربي وحتى على الصعيد القاري والعاملين كونه “نادي القرن الآسيوي” وأكثر أندية القارة الصفراء تحقيقا لبطولاتها. ويأتي أكبر مقاييس جماهير الهلال هي مبارياته التي يخوضها في ملاعب الخليج أو الملاعب الآسيوية فلا تكاد أن تشاهد حضورا جماهيريا قاريا ينافس حضور جماهيره ولاح في الأفق اسم طيران الإمارات حسب ما يتم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي ولم يتم تأكيده أو نفيه من الإدارة الزرقاء. فنيا كسب الهلال مدربا خبيرا في تحقيق بطولاته المختلفة وعلى رأسها بطولة الدوري بقيمة المدرب الأرجنتيني رامون دياز، وهو منذ أن ودع إيرك غيرتس في 2010-2011 لم يستمر معه لموسم يحقق فيه إنجازات ومن بعد ذلك يستلم ملف التحضيرات الصيفية باستثناء المدرب اليوناني جورجيوس دونيس الذي حقق مع الهلال ثلاث بطولات لكنه لم يوفق في آخر فترته مع النادي “الملكي”، وتكمن أكبر قوى الهلال حاليا في امتلاكه لأفضل العناصر من بين أندية المملكة مختلفة ما بين عناصر خبرة وشباب يقودهم مدرب مقتدر ويعرف نوعية اللاعبين جيدا بحكم الفترة التي قضاها مع الفريق إضافه إلى تحقيقه للمنجزات بالتأهل آسيويا وتحقيق بطولة الدوري بفارق 11 نقطة وبرصيد تاريخي من النقاط ومنافستها على لقب كأس الملك بعد وصوله إلى دور نصف النهائي.