مع ختام الجولة الـ30 من دوري الدرجة الأولى لـ 2017م الذي وصف بالأقوى نال الفيحاء وأحد كعكة الموسم بخطف بطاقتي التأهل والمشاركة في “دوري جميل”، وفضل نجران ثالث الترتيب خوض مباراتي الملحق مع الباطن صاحب المركز 12 من “دوري جميل” لتحديد الطرف الثالث الذي نجح في تصحيح مساره في الجولات الخمس الأخيرة والتي شهدت انتفاضة قوية في المقابل رسب النهضة بالأمتار الأخيرة وفشل في المحافظة على مركزة الثالث، ورافق الجيل والعدالة وج إلى دوري الثانية، وخلال 240 مباراة سجل فيها 612 هدفا اتسم الموسم بالإثارة والندية طيلة جولاته خصوصا الأخيرة التي شدت المتابعين، ويكفي الحديث عن التقارب النقاطي الذي جمع خمسة فرق حتى الجولات الأربع الأخيرة التي شهدت منافسة شرسة بين الفيحاء وأحد ونجران والنهضة والشعلة، قبل أن يحسم أمر الصعود في الأمتار الأخيرة.
ولم يكن مشهد الهبوط أقل إثارة، بل شهد تنافسا محموما وقويا بين أندية الوطني والنجوم والحزم والعدالة والجيل لتحديد الهابطين بعد تسليم وج للأمر واستقراره مبكرا في قاع الترتيب قبل أربع جولات من نهاية الدوري الذي شهد رقما تاريخيا جديدا بتسجيل أكثر من 90 حالة طرد و720 بطاقة صفراء.
ونجح الفيحاء في حصد الذهب وتحقيق بطاقة الصعود الأولى بعد أن نجح في تحقيق 50 نقطة كانت كافية لتحقيق اللقب خصوصا بعد الفوز على منافس الأول أحد في الجولة قبل الأخيرة، ليعلن نفسه أول الصاعدين، ويتوج نجومه ببطولة الدوري والبطاقة الأولى وهو الانجاز المستحق والأول في تاريخ النادي، وجاء ترجمة للعمل الإداري والفني المميز، بقيادة رئيسه سعود الشلهوب وتألق نجومه في موسم شاق وطويل، ومنافسة محتدمة حتى النهاية، قطف بعدها “البرتقالي” أجمل الثمار، وأغلى الانجازات.
ونال أحد بطاقة التأهل الثانية بعد غياب 14 عاما منذ هبوطه 2004، بالحسم في الجولة الأخيرة بالتعادل مع الطائي صفر-صفر، والوصول إلى النقطة 48 وسط دعم كبير من الجماهير والشرفيين بعد أن اكتظت مدرجات ملعب الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية بـ20 ألف متفرج ويبدو أن الانتظار الذي عاشته جماهير أحد كل هذه الفترة الطويلة بعيدا عن الاضواء، وهو الذي يعتبر أكثر فرق الصعود لدوري المحترفين تسع مرات كان كافيا أمام اللاعبين، فبحثوا عن نهاية الانتظار، وتأكيد الحجز، لمكانهم الطبيعي في دوري الأضواء، وهو الانجاز الكبير لأبناء المدينة المنورة هذا الموسم، الذين تجاوزوا به كل أوجاعهم السابقة، بهمة وعزيمة بقيادة سعود الحربي، وجهاز فني مقتدر، وهو الذي كان مؤهلا لتحقيق اللقب بعد استمراره بصدارة الترتيب 26 جولة متتالية قبل سقوطه في الجولة قبل الأخيرة إلا انه نجح في تدارك تعثره وتحقيق بطاقة التأهل الثانية.
الأرقام تتحدث
قالت الأرقام كلمتها في الختام، وطغت الحسرة على النهضة والشعلة والعروبة وهجر الذين كانوا مرشحين لخطف إحدى بطاقتي الصعود إلى الأضواء، فشاركوا الثنائي الصاعد مشهد التحدي والندية حتى الأمتار الأخيرة، واستقر ضمك والقيصومة في المنطقة الدافئة باكرا من عمر الدوري، وأكد الحزم ثم النجوم واخيراً الوطني، البقاء في الجولات الأخيرة قبل الدخول في دوامة الهبوط، وكان الوداع المر للجيل والعدالة ووج على الرغم من المحاولات الأخيرة لفريق الجيل والعدالة التي جاءت في الوقت الضائع من رحلة الدوري بعد صراع مرير هذا الموسم، انتهى بهبوط الثلاثي قسريا إلى مصاف أندية الدرجة الثانية الموسم المقبل ولم يكن متوقعا بالنسبة للجيل والعدالة، فيما عاد وج من حيث أتى، وتألق الصاعد للدوري هذا الموسم القيصومة، في تثبيت أقدامه بقوة ضمن دوري الأولى، وبقائه موسما جديدا. وتنفس الوطني وقبله الحزم والنجوم الصعداء كثيراً، مع إطلاق الصافرة الأخيرة في ختام دوري الأولى، ووقفت جماهير تلك الفرق على أعصابها خلال الجولات الثلاث الأخيرة، التي كادت أن تعصف بأحدهما، فجاءت نتائج الجولات الثلاث الأخيرة لمصلحة الثلاثي بالبقاء موسما آخر، لترتيب أوراقهما الموسم المقبل. ويعتبر ثلاثي المقدمة الفيحاء وأحد ونجران الأكثر انتصارا بـ 13 مواجهة، ووج الأقل بست، وضمك والنجوم الأكثر تعادلا بـ 13.
ضمك الأقوى هجوما برصيد 50 هدفاً ثم القيصومة بـ44 فأحد بـ42، الوطني الأضعف هجوما بـ27 هدفا ثم العدالة بـ31 وتصدر أحد والحزم الأقوى دفاعا وحراسة بـ30 هدفا.