زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التاريخية المرتقبة للمملكة تمهد لاستثمارات سعودية في ثورة الغاز الصخري الأميركي والذي تمتلك الولايات المتحدة الأميركية مدخرات هائلة منه بطاقة 665 ترليون قدم مكعب محتلة المرتبة الرابعة عالمياً، في حين تتزعم الصين القائمة العالمية بالمرتبة الأولى بطاقة 1.115 ترليون قدم مكعب، حيث ساهمت ثروة الغاز الصخري في أمريكا في إضعاف وتراجع تنافسية شركات البتروكيماويات السعودية والخليجية أمام نظيراتها الامريكية وغيرها نظراً لفقدان الميزة التنافسية بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وقود صناعة البتروكيماويات السعودية الأمر الذي دفع بشركات أرامكو و”سابك” للتوجه صوب السوق الأميركي للتحالف والاستثمار في وفورات الغاز الصخري.
وتخطط “سابك” لاستثمارات ضخمة في الغاز الصخري في الولايات المتحدة الأميركية وتخوض مباحثات ومفاوضات لسبل استغلال ظفرة الغاز الصخري الأميركي من خلال إقامة مصانع بتروكيماوية مشتركة في الولايات المتحدة تعتمد على الغاز الصخري أو بحث سبل تصديره من الولايات المتحدة لمصانع “سابك” في الدول الأخرى وخاصة في أوروبا بعد ان نجحت “سابك” في بناء وحدات تجزئة الإثيلين في أحد أكبر مصانعها في بريطانيا اعتماداً على تقنية الغاز الصخري.
ويترقب الصناعيون العالميون عن كثب إطلاق أكبر تحالف سعودي أميركي بين شركتي “سابك” وأكسون موبيل لبناء مجمع مشترك للبتروكيماويات في ولاية تكساس في ساحل الخليج الأميركي يتضمن تشييد وحدة لتكسير الإيثان بطاقة 1.8 مليون طن من الإيثيلين سنوياً ووحدات أخرى لإنتاج مشتقات الإيثيلين، في وقت تسعى “سابك” للبحث عن مواد لقيم بأسعار تنافسية. في حين لاتزال المفاوضات بين الجانبان لتسهيل الإجراءات والمضي قدما للحصول على التراخيص البيئية المطلوبة من هيئة ولاية تكساس المعنية بجودة البيئة، في وقت ترتبط الشركتين باستثمارات ضخمة بالمملكة في قلعتي الصناعة الجبيل وينبع في حين تم تعيين رئيس مجلس إدارة شركة أكسون موبيل وزيراً للخارجية الأميركية.
وتخطط الولايات المتحدة الأميركية لاستثمارات ضخمة في الغاز الصخري باعتباره المحرك الرئيس لنمو الغاز الطبيعي في العالم في العشرون سنة القادمة في ظل توقعات بلوغ الإنتاج العالمي للغاز الصخري في عام 2040 أربعة أضعاف المستوى المحقق عام 2015 ليصل إلى 168 مليار قدم مكعب يومياً، وهو ما يمثل نسبة 30% من انتاج الغاز الطبيعي في العالم، في وقت من المتوقع ان يزيد الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي 62% خلال الفترة الزمنية ذاتها.
وتتجه خطط “سابك” في استثمارات الغاز الصخري في الولايات المتحدة مع تدفقات الغاز الصخري في أمريكا والتي تخطط لاستغلالها واستخدامها لإنتاج طاقات جديدة من الإثيلين بضخ طاقات إضافية بقدرة 23 مليون طن سنوياً لتصبح مصدرا رئيسيا في سوق البتروكيماويات العالمي ومنافس قوي وتحول كفة القوى لصالحها.
من جهتها تعكف شركة أرامكو على اكتشافات جديدة في تطوير مشروع الغاز الصخري بالمملكة لإنتاج 200 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز غير التقليدي بحلول عام 2018 بحجم استثمارات تقدر بأكثر من 11 مليار ريال في وقت تشير التقديرات بلوغ احتياطات المملكة من الغاز غير التقليدي أكثر من 600 ترليون قدم مكعبة، في وقت تخطط المملكة ضخ أربعة مليارات قدم مكعب يوميا من الغاز الصخري بحلول 2025، حيث ترتكز الخطط الأولية على تدفقات الغاز الصخري من شمال غرب المملكة في منطقة الجلاميد، لدعم مشاريع وعد الشمال ومحطاتها للطاقة، وفي ومنطقة الغوار الكبرى بما فيها حوض الجافورة في الأحساء التي تكتنز ثروات غازية هائلة جدا.
وتعكف أرامكو حالياً على تجهيز المرافق في وعد الشمال لاستقبال الغاز الصخري بنهاية عام 2017 في حين من المخطط توفير امدادات أخرى من الغاز الصخري لدعم المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة بحلول عام 2018. في وقت تنامت قدرات أرامكو في مجال اكتشاف الغاز غير التقليدي وإنتاجه سعياً لتدفقات وافرة لاستخدام الغاز في توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر وكلقيم لمجموعة متنوعة من الصناعات، بما يحفز النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من النفط الخام للاستخدام في التكرير.