أثارت خطة واشنطن تسليح المقاتلين الاكراد في سورية غضب أنقرة التي تعتبرهم “ارهابيين” في وقت تراهن وحدات حماية الشعب على هذا القرار “التاريخي” من اجل تسريع المعركة ضد المتطرفين.
ومن شأن القرار الاميركي هذا ان يجدد التوتر بين واشنطن وأنقرة، قبل أقل من اسبوع على لقاء مرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب في واشنطن، للمرة الاولى منذ وصول الاخير الى السلطة.
وفيما تعتبر واشنطن الوحدات الكردية المنضوية مع فصائل عربية في اطار قوات سورية الديموقراطية، بمثابة شريك رئيسي في مواجهة تنظيم داعش في سورية، تصنفها تركيا على انها “منظمة ارهابية”.
وتعد انقرة الوحدات الكردية التي تشكل الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي في سورية، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أمس إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستتمكن من حل التوترات مع تركيا بشأن القرار الأميركي بتسليح مقاتلين أكراد في سورية قائلا “سنتعامل مع أي مخاوف”.
وأضاف للصحفيين خلال زيارة إلى منطقة تدريب بابراديه في ليتوانيا “سنعمل عن كثب مع تركيا لدعم أمن حدودها الجنوبية. إنها الحدود الجنوبية لأوروبا وسنظل على اتصال وثيق”.
وغداة اعلان القرار الاميركي، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي أمس لقناة “ايه-خبر” إن “تزويد وحدات حماية الشعب الكردي بالسلاح غير مقبول”.
وأضاف “سياسة من هذا النوع لن تفيد أحداً” متوقعا ان “يتم تصحيح هذا الخطأ”.
وفي قرار مفاجئ، اعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) دانا وايت في أن ترامب “أعطى اذنا لوزارة الدفاع بتجهيز العناصر الكردية في قوات سورية الديموقراطية كخطوة ضرورية لضمان تحقيق انتصار واضح على تنظيم داعش في الرقة”. وفي ظل توفير واشنطن الغطاء الجوي لعملياتها ونشر مستشارين على الارض، تمكنت قوات سورية الديموقراطية التي تعد الوحدات الكردية المكون الرئيسي فيها من طرد المتطرفين من جبهات عدة في شمال وشمال شرق سورية.
واعتبرت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان موقع باسم الناطق الرسمي ريدور خليل ان القرار الاميركي “رغم أنه جاء متأخرا بعض الشيء، كان منصفاً ومعبراً عن الثقة التي خلقتها مواقف ومعارك وحداتنا نيابة عن العالم ضد الارهاب بكل اشكاله”. واشارت الى ان “عدم تسليحها حتى الآن كان اجحافا بحقها امتد طويلاً”، مؤكدة في الوقت ذاته انه “بعد اتخاذ قرار التسليح التاريخي هذا، فان وحداتنا ستلعب دورا اكثر تاثيرا وقوة وحسما في محاربة الارهاب”.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم قوات سورية الديموقراطية طلال سلو إن القرار الاميركي “ياتي في إطار تسريع عجلة القضاء على الإرهاب” وأكد من جهته ان اعلان واشنطن “رسمياً عن هذا الدعم هو نتيجة الفعالية الكبيرة التي تبديها الوحدات الكردية وكافة قوات سورية الديموقراطية في المعارك ضد الإرهاب”.