سيطرت قوات سورية الديموقراطية وهي تحالف عربي كردي أمس على مدينة الطبقة الاستراتيجية وسد الفرات المجاور لها، واستعادتها من أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي، في حين أعلن عن تسريع إجراءات إرسال الأسلحة الأميركية إلى هذه القوات.
ويمثل سقوط الطبقة مرحلة مهمة في الهجوم الذي أطلقته هذه القوى في نوفمبر 2016 تمهيداً لعزل الرقة الواقعة على بعد 55 كلم شرقاً والسيطرة عليها.
وفي سياق الاتصالات الدبلوماسية، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب موسكو أمس على “احتواء” النظام السوري وحليفته إيران، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت تسعى فيه واشنطن وموسكو إلى تحسين علاقاتهما المتوترة.
وقبل لقاء البيت الأبيض، اجتمع لافروف بنظيره ريكس تيلرسون في مقر وزارة الخارجية في واشنطن وأجريا مباحثات وصفها الوزير الروسي بأنها “بناءة” حول الأزمتين السورية والأوكرانية.
وعن لقائه مع لافروف، قال الرئيس الأميركي: “عقدنا لقاء جيداً جداً جداً”، مضيفاً “سنوقف القتل والموت” في سورية.
وفي أعقاب المحادثات ذكر البيت الأبيض أن “الرئيس ترامب شدد على الحاجة إلى العمل معاً من أجل إنهاء النزاع في سورية ولا سيما التشديد على احتواء روسيا لنظام الأسد وإيران ووكلاء إيران”.
وتدور خلافات كبيرة بين موسكو وواشنطن حول النزاع في سورية بينما يبقى مصير بشار الأسد العقبة الرئيسية، وتفاقم التوتر في العلاقات بعد ضم روسيا للقرم وانتزاعها من أوكرانيا.
ولتسريع هزيمة الإرهابيين أذن البيت الابيض الثلاثاء بإرسال أسلحة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، التي تُعد القوة الأساسية في قوات سورية الديموقراطية، والتي تعتبرها واشنطن الأقدر في المواجهة مع التنظيم، فيما تصنفها تركيا على أنها “منظمة إرهابية”.
وأغضب إرسال أسلحة أميركية إلى الأكراد تركيا، وحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الولايات المتحدة على التراجع عن قرارها هذا بأسرع وقت ممكن. وقال إردوغان: “رجائي القوي أن يتم تصحيح هذا الخطأ على الفور”.
وأعلن متحدث عسكري أميركي أمس أن واشنطن ستبدأ سريعاً تسليم شحنات أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سورية.
وأوضح العقيد جون دوريان المتحدث الأميركي باسم التحالف الدولي ضد الإرهابيين أن قسماً من العتاد موجود أصلاً في المكان نفسه ويمكن توزيعه “سريعاً جداً”.
وأكد أن واشنطن ستتأكد من أن “كل قطعة سلاح” تسلم إلى مقاتلي الفصيل الكردي “ستوجه” ضد التنظيم.
وأسفر النزاع في سورية منذ مارس 2011 عن سقوط أكثر من 320 ألف قتيل ونزوح حوالي نصف السكان دون أن تتمكن واشنطن التي تدعم المعارضة، وموسكو التي تساند النظام السوري، من التفاهم على وقف العنف.
وحذرت جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) فصائل المعارضة من تطبيق اتفاق آستانا الذي وقعته قبل أسبوع موسكو وطهران الداعمتان لدمشق وأنقرة الراعية للمعارضة، معتبرة أن من شأن ذلك أن يشكل “خيانة”.
وينص اتفاق آستانا الذي يستثني جبهة النصرة على إنشاء “مناطق تخفيف التصعيد” في ثماني محافظات سورية. ويطالب الدول الضامنة بالعمل على فصل فصائل المعارضة عن “المجموعات الإرهابية”، وأبرزها جبهة النصرة وتنظيم داعش.
وأعلنت الخارجية الأميركية أمس عن تخصيص عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تتيح تحديد مكان محمد الجولاني قائد تنظيم “جبهة فتح الشام”.