أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم أن المملكة تمتلك موقعاً متميزاً في مجال إنتاج أفكار الاختراعات والابتكارات، لكنها تحتاج إلى المزيد من الرعاية والتحفيز لأصحاب هذه الأفكار وتبني أفكارهم لتصبح منتجات إبداعية يمكنها أن تحقق مردود اقتصادي ومالي كبير لأصحابها وللاقتصاد الوطني.
جاء ذلك خلال لقائه بشباب وشابات أعمال الرياض مساء الثلاثاء والذي نظمته غرفة الرياض ممثلة في لجنة شباب الأعمال، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ،حيث تناول خلاله “أهمية براءات الاختراع وآلية منحها”، وبحضور عدد من أصحاب براءات الاختراع والمهتمين بتبني فكر الإبداع والابتكار، وأدار اللقاء كل من عدنان الخلف وعجلان العجلان عضوا اللجنة ، وقال علي العثيم عضو مجلس إدارة غرفة الرياض رئيس لجنة شباب الأعمال في كلمته أن الأرقام تشير إلى أن المملكة تستحوذ على الحصة الأكبر من براءات الاختراع عربياً ، إذ سجلت وحدها من براءات الإختراع أكثر مما سجلته 16 دولة عربية مجتمعةً في العام 2016 ، حيث أودعت الدول العربية ما مجموعه 517 براءة إختراع ، منها 296 براءة إختراع سعودية ، وهو مؤشر إيجابي ومحفز للتحول المنشود إلى إقتصاد المعرفة القائم على الإبتكار والقادر على توليد وتوظيف المعرفة و دمج الإبتكارات والإختراعات في منظومة الإنتاج وتحويلها إلى قوة منتجة لتحقيق النمو المستدام في ظل ورؤية 2030. وأشار إلى أن الإبتكار هو الميزة التنافسية الرئيسية التي يمكنها أن تحول المشروعات الناشئة إلى مشروعات ريادية متسارعة النمو.
وأوضح السويلم خلال اللقاء أن الدولة حريصة على تعزيز البيئة المحفزة على الإبداع والابتكار بالمملكة، واحتضان أصحاب هذا الفكر الإبداعي وصقل مواهب المبدعين الذين وصفهم بأنهم يشكلون مشروعات للمخترعين، وقال إن ابتكار أفكار بسيطة يمكن أن تدر أموالاً ضخمة على صاحبها، وتشكل مردوداً كبيراً للاقتصاد الوطني، وهو ما يسمى اقتصاد المعرفة.
وقدم السويلم عرضاً عن مسيرة الإبداع والابتكار في العالم، والمستقبل الواعد الذي ينتظر المملكة بما تمتلكه من طموحات وإبداعات الشباب السعودي، وقال إن أفكار الاختراعات تمثل فرصاً كبيرة أمام شبابنا، وهو ما يتطلب إجراء التسجيل النظامي لبراءتها، حتى يتم حفظ حقوق صاحبها وصيانتها من السرقة والقرصنة، موضحاً أن براءة الاختراع تمثل وثيقة حماية للفكرة، وأشار إلى أنه يجب التمييز بين الفكرة والاختراع أي الإنتاج الحقيقي لها.، ولفت إلى أن تسجيل البراءة يتم في المملكة حالياً عبر مكتب البراءات السعودي الذي يعمل تحت مظلة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، لكنه أشار إلى صدور الأمر السامي بتشكيل الهيئة السعودية للملكية الفكرية برئاسة وزير التجارة والاستثمار لتصبح مظلة موحدة تنتقل إليها كافة شؤون ومسؤوليات تسجيل وتشجيع براءات الاختراع وتبني تحويلها لمنتج حقيقي ، وأوضح أنه لا توجد براءة اختراع دولية تمنح الحماية للاختراع أو الفكرة في كل دول العالم، بل على صاحب الاختراع أن يسجل براءته في كل دولة يرى أهمية حماية اختراعه فيها، وقال إن من حقه رفع دعوى قضائية ضد أي شخص أو شركة تتعدى على اختراعه بعد التسجل النظامي، مشيراً إلى وجود اتفاقيات دولية انضمت إليها المملكة وتشكل نوعاً من الحماية الدولية للاختراع وفكرته مثل نظام البراءات الدولي ونظام الويبو.