ابتعاد المنتخب الأول لكرة القدم عن الانجازات القارية والمشاركة في نهائيات كأس العالم جعل القائمين على الاتحاد السعودي لكرة القدم يبحثون عن الحلول حتى يعود مجدداً مرشحا أولا في جميع المشاركات، ومنها تقسيم المنتخبات السعودية من إلى المنتخب الأول ومنتخب “ب” وتوزيع بعض الفئات السنية إلى أكثر من منتخب ولكن من دون جدوى.
المدرب الوطني حمود السلوة امتدح فكرة تقسيم وتصنيف المنتخبات لفئات عدة وفق خصائص بدنية وسلوكية، وقال: “تصنيف مستوى فرق كرة القدم على ضوء فئاتهم السنية هو مبدأ تدريجي لاختلاف الخصائص البدنية والسلوكية ووفق معايير وقياسات واختبارات تتعلق بالطول والوزن والسن، لهذا نجد هولندا مثلا رائدة ومتقدمة في تدريب وإعداد وتأهيل فرق المدارس والبراعم والأشبال والشباب والاولمبي داخل أكاديميات تدريب حتى الفريق الاول، وهناك في هولندا عقود المدربين المتخصصين في تدريب وإعداد وتأهيل الفئات السنية هي الأكبر قيمة وحجما، كونها مراحل تأسيس تعد بشكل علمي تشمل حياة الناشئ بما يتعلق بالنظام والسلوك والتربية وأخلاقيات الرياضة والمنافسة بجانب التأهيل الفني، على هذا الاساس من الطبيعي أن يكون هناك تصنيف للفئات السنية إن كان على مستوى مدارس التدريب أو الاكاديميات أو الانديه أو المنتخبات”.
مشددا على أهمية منح المدربين الوطنيين فرصة للتدريب في المنتخبات، وقال: “منح فرص التدريب لهذه الفئات السنية للمدربين الوطنيين أمر أساسي ومهم لكن لا بد أن يكون هذا المدرب متخصصا في تدريب الفئات السنية من خلال الدورات التخصصية في تدريب هذه الفئات السنية لعوامل وأسباب تربوية ونفسية واجتماعية وفهم المدرب الوطني لطبيعة البيئة الاجتماعية والدراسية التي هي جزء مهم من عمل المدربين الوطنيين مع هذه الفئات السنية”.
ويؤكد المشرف على المنتخبات السنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا عبدالله المصيليخ أهمية وجود منتخبين اساسي ورديف أو “أ “و “ب” وقال: “من الأهمية بمكان أن يكون هناك منتخبان أساسيان ورديف لاسباب عدة منها، وجود مشاركات دولية وإقليمية تتفاوت درجة أهميتها بالنسبة لسياسات اتحاد الكرة، مثلا المنتخب الأول الأساسي يشارك في بطولات كأس آسيا وكأس العالم وكأس الخليج ويكون التركيز على هذه البطولات لأهميتها لكي يتحقق الهدف وهو التأهل لكأس العالم والفوز بكأس آسيا وكأس الخليج والمنتخب “ب” تقتصر مشاركاته على البطولات العربية وبطولة غرب آسيا وبطولة التضامن الاسلامي وبطولة أسياد اسيا، على اعتبار ان يكون المنتخب “أ” و”ب” تحت ادارة فنية لمدربي المنتخب الأول للوقوف على مستوى اللاعبين وتقييمهم، ومنح الفرصة للاعبين البارزين بالدوري المحلي الذين لم تسنح لهم الفرصة في المشاركة مع المنتخب الاول الأساسي”.
وأضاف: “توزيع الفئات السنية لا بد أن يكون وفق آلية واضحة وهو امر مهم جدا وفق استراتيجية معلنة وواضحة الأهداف من البراعم الى الأولمبي، فمثلا منتخبات البراعم تكون المشاركات في بطولات البراعم الخليجية والآسيوية والمهرجانات التي يتم الاشراف عليها “فيفا” والهدف هو تجهيز البنية الجسمانية السليمة وبنائها لتكون جاهزة للمشاركة في منتخبات الناشئين والشباب، فيما أن منتخب الناشئين يشارك في ثلاث فئات عمرية وهي الفئة العمرية 15 عاما للتصفيات الآسيوية والفئة العمرية 16 عاما تكون لنهائيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم، الفئة العمرية 17 عاما المشاركة في كأس العالم وحتى تكون الخطوات ايجابية تحتاج الأجهزة الإدارية والفنية والطبية العمل ثلاثة أعوام، وما ينطبق على منتخب الناشئين ينطبق على منتخب الشباب في وجود ثلاث فئات عمرية وهي الفئة العمرية 18 للتصفيات الآسيوية، والفئة العمرية 19 عاما لنهائيات كأس آسيا للشباب المؤهلة لكأس العالم، والفئة العمرية 20 سنة نهائيات كأس العالم”.
مشيرا إلى أن المنتخب الأولمبي المنتخب الوحيد الذي لديه مشاركة فقط كل أربع سنوات، وقال: “المنتخب الأولمبي حاليا ليس لديه أي منافسات وأقرب مشاركة له التصفيات المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020م، وسيكون منتخب الشباب مواليد 1997م المشارك حاليا في نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية، هو نفس المنتخب الذي سيتم إعداده كمنتخب اولمبي للمشاركة في التصفيات التمهيدية على مستوى اسيا والمؤهلة للنهائيات للمشاركة في طوكيو 2020م ونتأمل من الاتحاد السعودي الجديد بقيادة المهندس عادل عزت وبإشراف الاخ طلال ال الشيخ والمعني بالتطوير الفني وهم أهل لذلك أن تتم برمجة الأعمار في المسابقات المحلية بما يتوافق مع مشاركة المنتخبات في البطولات الآسيوية والدولية بما يخدم الكرة السعودية بشكل عام والمشاركة الفاعلة بكأسي آسيا والعالم بشكل خاص، لأنه من المؤسف في السنوات الماضية حتى نهاية الموسم الحالي أن الاعمار التي تشارك في المسابقات المحلية لا تخدم المنتخبات بالأعمار التي تخضع لبرمجة الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي”.
المدرب الوطني الدكتور عبدالعزيز الخالد كان له رؤية أخرى، إذ يقول: “أعتقد أن تقسيم المنتخبات هذا جهد ضائع وعمل غير مقنن فنيا والمردود ضعيف جداً على اللاعب السعودي وعلى الكرة السعودية بشكل عام، وعمل معسكرات لعدد محدود من اللاعبين لن يطور اللاعب السعودي، اما منتخب “ب” او غيره فهو اضاعة للوقت، والهدف فقط اعلامي وخدمة لبعض المنتفعين من الفنيين الأجانب الذين يستلمون الرواتب العالية وليس هناك تناغم في تقسيم المنتخبات مع ما يحدث للأندية، والعمل لايزال أقل ما يقال عنه ارتجالية واجتهادات غير مقننة الهدف منها إعلامي واستمرار لوضع يناسب مجموعة تستفيد ماديا، والعمل الاحترافي يجب ان يكون في الأندية والأكاديميات والأحياء والساحات الشعبية لتوسيع القاعدة وزيادة أعداد الممارسين وصقل المواهب”.
أما المدرب الوطني بندر جعيثن فقال: “يفترض أن يكون التركيز على المنتخبات التي مشاركاتها قريبة وخصوصا أن الاتحاد السعودي يمر بضائقة مالية، مع عدم الاخلال أو التقليل من البرامج المعدة للمنتخبات مسبقاً، مع التركيز على التجمعات الداخلية لتقليل المصاريف، وأيضا عدم إهمال المنتخبات السنية وعمل مهرجانات للبراعم في كل مدينة ويكلف راعيا لهذه الفئة”.