نظمت غرفة الرياض ممثلة في لجنة الأوقاف وبالتعاون مع شركة جدوى للاستثمار مساء أمس الاثنين لقاء لمناقشة استثمارات الأوقاف تحت عنوان “تحديات وأساليب استثمار صناديق الأوقاف”، تحدث فيه الأستاذ طارق السديري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة جدوى للاستثمار حول أفضل الممارسات التي تتبعها الأوقاف العالمية في إدارة استثماراتها والنتائج الإيجابية التي حققتها نتيجة لأتباع هذه الممارسات، وذلك بحضور عدد كبير من المشرفين على الأوقاف ورجال الأعمال والمهتمين بالقطاع.

وأوضح عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الأوقاف بغرفة الرياض الأستاذ عبدالله العجلان أن تنظيم هذه الفعالية جاء انطلاقاً من القناعة بضرورة تبادل التجارب والخبرات بين مختلف الجهات التي تعمل في هذا القطاع، مضيفا أنه يشكل منطلقا لمناقشة الأفكار والمشروعات الوقفية ومعرفة التحديات التي تواجه الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي المهم، وقال إننا نأمل في الخروج منه برؤية للمساهمة في إيجاد الحلول لخدمة قضايا الوقف وتقوية الروابط بين الأطراف ذات العلاقة لمواجهة التحديات التي تواجه العمل الوقفي والمساعدة في تطوير آلياته.

وفي تناوله لأفضل الممارسات التي تتبع في إدارة الأوقاف العالمية قال السديري إن تلك الممارسات تتمثل في تحديد أهداف الوقف الاستثماري بشكل واضح ودراسة مصادر واستخدامات أموال الوقف المستقبلية بشكل دقيق والحرص على تنويع الاستثمار في فئات أصول وأسواق مختلفة وعدم تركيزها على العقارات فقط، حيث إن تنويع الاستثمارات يساعد على تنمية أصول الوقف والحفاظ على قيمته الشرائية وإدارة المخاطر المتعلقة به بشكل أفضل، وأضاف أن من ضمن تلك الممارسات أهمية وجود فريق متخصص داخلي أو خارجي لديه القدرة على إدارة استثمارات الوقف بشكل احترافي مدعوماً بهيكل حوكمة تتضح فيه آلية اتخاذ القرار بشكل فعال.

وتواصل النقاش خلال اللقاء عن التحديات والمعوقات التي يواجها قطاع الأوقاف المحلي لتطبيق تلك الممارسات العالمية حيث أكد المشاركون أنه لا بد من تعاون الجميع للتغلب عليها لخدمة هذا القطاع المهم بشكل أفضل وتطوير آليته الاستثمارية لتمكينه من تحقيق أهدافه الإنسانية والاجتماعية بشكل فعال ومستدام، وحصر السديري التحديات التي تعيق تطبيق أفضل الممارسات في الأوقاف العينية مبينا أنها تحد من قدرة الوقف على الاستثمار في محفظة متنوعة، والتركيز الإداري موضحا أنه عادة ما تركز إدارات الأوقاف على تنفيذ أهداف الوقف “استخدامات الأموال” وليس على إدارة استثماراتها “مصادر الأموال”.

وقال إن من التحديات أيضا ضبابية الحوكمة من حيث عدم وجود اللجان المتخصصة لمراقبة وإرشاد استثمار الوقف وعدم الوضوح في الصلاحيات وآلية اتخاذ القرار مما يعطل عملية الاستثمار، والخدمات المقدمة من قطاع إدارة الاستثمار مبينا أن قطاع إدارة الاستثمار في المملكة لم يعطَ الاهتمام الكافي لاحتياجات الأوقاف وذلك بالتركيز على إدارة الأموال بدلا من تقديم الخدمات الاستشارية لإدارة الأوقاف.

وبين السديري بأن شركة جدوى تولي اهتماما كبيرا بهذا القطاع وتحرص على أن تكون شريكا رئيسيا وفعالا في خدمة هذا القطاع وتطوير نهجه الاستثماري ليتماشى مع أفضل الممارسات العالمية في الاستثمار المؤسسي، حيث يوجد بالشركة فريق استشاري متخصص في إدارة استثمارات الأوقاف والقطاعات غير الربحية معني بخدمة هذا القطاع، كما نوه بالدور الذي تضطلع به غرفة الرياض ممثلة بعضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الأوقاف الأستاذ عبدالله العجلان على ما تقوم به لجنة الأوقاف من أعمال لخدمة هذا القطاع وعلى تنظيم اللقاء.

ويذكر أن رؤية المملكة 2030 تستهدف رفع مشاركة هذا القطاع في الناتج المحلي من حوالي 1% حالياً إلى 5% بحلول عام 2030.