يحسب للاتحاد السعودي لكرة القدم احترامه لقرار مدرب المنتخب السعودي الأول الهولندي بيرت فان مارفيك، بشأن استبعاد المشرف العام على المنتخب طارق كيال، من التواجد في التدريبات والمباريات، على الرغم من عدم إعلان هذا القرار رسمياً بعد تطبيقه بداية من مباراة تايلاند ثم العراق الماضيتين التي كسبهما “الأخضر” على التوالي.
وبغض النظر إلى وجاهة قرار المدرب أو عدم وجاهته، ومع كل التقدير لمسيرة المشرف العام على المنتخب طارق كيال، منذ كان لاعباً في فريقه الأهلي، وصولاً لتمثيل المنتخب لاعباً ومن ثم نجاحاته الباهرة إدارياً مع فريقه والمنتخب، إلا أن احترام اتحاد الكرة لقرار المدرب يشكل موقفاً حيادياً وداعماً يقضي على الشائعات التي انطلقت منذ أعوام طويلة، بتدخل إدارات اتحاد الكرة المتعاقبة في شؤون المنتخب، وفرض أسماء معينة إدارياً وفنياً وعناصرياً وصولاً إلى شائعات التدخل أيضاً في طريقة اللعب، وتحويل المدربين إلى مجرد واجهة للعمل الفني.
النتائج المميزة التي حققها مارفيك مع “الأخضر” تفرض احترام قراراته ودعمها للمصلحة العامة للمنتخب السعودي، سواء تم الاتفاق عليها إدارياً وجماهيرياً أو لم يتم الاتفاق عليها، إلا أن مجرد احترامها يمثل سلوكاً حضارياً، يرسخ لمبدأ منح الجهاز الفني صلاحيات واسعة لقيادة المنتخب، مع الاحتفاظ بحق مراقبة عمل المدرب، والجلوس معه ومناقشته في حال رصد أخطاء مؤثرة على مسيرة المنتخب، قد تضعف نتائجه.
ومن المهم في هذا الصدد الإشارة إلى الوعي الكبير الذي ظهر به كيال، تجاه إبعاده عن مرافقة المنتخب في التدريبات والمباريات، واعتبار ذلك من جانبه تنظيمات إدارية تحترم، إذ لم يجنح لتوجيه الاتهامات والامتعاض من ذلك حرصاً منه على مصلحة المنتخب، وهو الأمر الذي وجد كل التقدير في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، لهدوء وروية المشرف العام وعدم انجرافه نحو التصعيد أو الاعتراض، ما يساهم في تنقية أجواء العمل في “الأخضر”، ونبذ أي خلافات، تزامناً مع توهج المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية الجارية للتأهل إلى كأس العالم في روسيا 2018م، ودخوله مرحلة حاسمة بداية من مواجهة استراليا المقبلة، ثم الامارات واليابان، لتحقيق الحلم المنتظر.