شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس علي بونغو أونديمبا رئيس جمهورية الغابون المحاضرة التي استضافها مجلس البطين بأبوظبي بعنوان “المسلمون في أوروبا وتحديات المواطنة” والتي ألقاها الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، والتي دعيت لها “الرياض” وبعض وسائل الإعلام الإماراتية.

وأشاد الدكتور محمد البشاري بالدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في مواجهة الفكر المتطرف، مشيراً إلى أنها كانت على رأس الدول التي تصدت لمفاهيم الكراهية والإقصاء عبر إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، ثم تصدت بحزم للإرهاب الإلكتروني الذي يعد البيئة الأكثر تأثيراً في انتشار هذه الآفة.

وحذر الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي من تأثيرات تبني البعض لسياسات مشبوهة ساهمت بظهور جماعات إرهابية متطرفة، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية والتيارات الفكرية المنحرفة كلها وبمختلف مسمياتها خرجت من رحم واحد وتنطلق من القواعد الضالة ذاتها والداعية برسائلها العابرة للحدود إلى الفوضى والقتل والإرهاب تحت شعارات كاذبة أسبغتها بكذبة كبرى أطلقت عليها “أسلمة المجتمعات”.

وشدد على أن جماعات كـ”الإخوان المسلمين” وأتباع “الولي المرشد و”حزب التحرير” انتهاءً بـ”داعش” و”القاعدة” تمثل أوجهاً متعددة لعملة واحدة هي الإرهاب والقتل، مطالباً الدول التي تدعم تلك التنظيمات بالتوقف فوراً. وقال البشاري “على مدار التاريخ كانت هناك جماعات تظهر وتتصدر المشهد وتسعى لاختطاف الإسلام عبر منطق قائم على القتل والتهجير بل وقتل الذاكرة الإنسانية للمجتمعات كما فعلت “داعش” و”القاعدة” والجماعات المتحزبة التي تسعى لاخترال الإسلام في جماعة كالإخوان المسلمين”، مشيراً إلى أن كل هذه الجماعات والتنظيمات لا تؤمن بالولاءات للوطن ولا لولاة الأمر وتشترك في ولاءات زائفة عابرة للحدود. وعن نتائج التشويش التي شكلتها تلك الجماعات، أوضح أن أبناء الأقليات المسلمة في اوروبا شكلوا 50 في المئة من عناصر “داعش” فيما التحق 12 ألف أوروبي بتنظيمات إرهابية مقاتلة في سورية والعراق شكل الإناث 20 في المئة منهم، بينما بينت دراسات دقيقة أن أغلب المنتسبين للجماعات الإرهابية من حديثي الإسلام.

وأوضح أن ثلث المسلمين تقريباً يعيشون في دول غير إسلامية، وفي هذا الصدد أوضح أن المواثيق الدولية عند مناقشتها موضوع الأقلية من حيث حمايتها لم تغفل ضمان حقوقها الدينية والثقافية واللغوية والاجتماعية وبالتالي فإن مصطلح الأقلية أو الجالية يكون مبرراً إذا ما كان الحديث عن حقوق تشريعية وقانونية وممارسة الشعائر.

وأوضح أن حضور الجالية الإسلامية أو المسلمين في أوروبا بهذه الأعداد يتطلب بيئة تشريعية واضحة تحدد واجباتهم وتكفل حقوقهم وتغليب الأطر التي يجب على المسلمين هناك التعامل بها، مشدداً على أنه على المسلمين في أوروبا الوعي بمفهوم فقه الأقلية وما يترتب عليه، منوهاً في هذا السياق إلى أن المجتمعات تقف في مرحلة شديدة الأهمية وبالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال الارتكان إلى التصنيفات القائمة على الإقصاء والتمييز.

وأكد الدكتور محمد البشاري أن الدين الإسلامي شدد على أهمية الحفاظ على الأمن واعتبره منطلقاً رئيساً لبناء الحضارات واستدامة الحياة الإنسانية، مشيراً إلى أن الأمن هو السبيل لتأدية الفروض والشعائر..

موضحاً أن المجتمعات الأوروبية كانت ولا زالت تعيش حالة من الاستقرار وتم بناؤها على قواعد تكفل العدالة الاجتماعية للجميع.