قُتل 14 مدنياً وأصيب العشرات قبيل أن تتجمع العائلات للإفطار مساء الاثنين في دير الزور شرقي سورية جراء سقوط قذائف أطلقها تنظيم داعش الإرهابي على حي تسيطر عليه قوات النظام، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن القذائف سقطت على “مناطق في شارع الوادي الواقع في حي الجورة”، مضيفاً أن القصف تسبب في استشهاد 14 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 36 شخصاً آخرين. وعبر عن خشيته من أن أعداد القتلى لا تزال مرشحة للازدياد بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.

وذكر مصدر مسؤول في المحافظة لوكالة الأنباء الألمانية أن أكثر من 60 صاروخاً أطلقها “داعش” على حيي الجورة والقصور مساء الاثنين. من جهة أخرى، أوقعت الضربات الروسية خلال شهر مايو أدنى حصيلة للقتلى في سورية، منذ بدء موسكو غاراتها قبل 20 شهراً، في مؤشر يعكس التزامها باتفاق مناطق “خفض التصعيد”، وفق ما أفاد مدير المرصد.

وأوضح عبدالرحمن أن المرصد وثق مقتل 27 مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال من 30 أبريل وحتى 30 مايو جراء الضربات الجوية الروسية.

وأشار إلى أنها حصيلة القتلى الأدنى خلال شهر منذ بدء موسكو تدخلها العسكري في سورية في 30 سبتمبر 2015.

وسجل المرصد أعلى حصيلة شهرية للقتلى في سبتمبر 2016 مع مقتل 592 مدنياً جراء الضربات الروسية.

وبحسب عبدالرحمن، “قتل معظم المدنيين خلال الشهر الحالي في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش في شمال ووسط سورية، وهي مناطق لا يشملها اتفاق (وقف التصعيد) الذي أعلنت موسكو التوصل إليه في أستانة”. ويستثني اتفاق أستانة مناطق سيطرة “داعش”. وأردف عبدالرحمن: “لم نوثق قصفاً روسياً على مناطق (وقف التصعيد) منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”. وأحصى المرصد مقتل أكثر من 12 ألف شخص، بينهم 5194 مدنياً، منذ بدء الغارات الروسية في سورية.

يشار إلى أن الرابع من يونيو، هو موعد انتهاء المهلة التي تعهدت فيها روسيا وإيران وتركيا، في محادثات أستانة، لتقديم تصورات وبرامج تفصيلية لتأمين أربع مناطق لوقف التصعيد في سورية يسري فيها وقف إطلاق النار، بينها واحدة في الجنوب السوري.

وأكدت مصادر رسمية أردنية وجود مفاوضات أميركية روسية جرت في عمان مؤخراً، ويُتوقع استئنافها قريباً، بشأن إقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، على الحدود مع الأردن، وذلك مع اقتراب انتهاء المهلة.

وقالت المصادر لصحيفة “الغد” الأردنية أمس إن “الأردن منخرط في المباحثات مع روسيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف لتحديد طبيعة المنطقة الآمنة في الجنوب السوري وتشكيلة القوات التي ستتواجد فيها وتحرسها وتضمن وقف إطلاق النار فيها”. وجددت التأكيد أن الأردن “يقبل بوجود أية قوات على حدوده، باستثناء قوات من عصابة داعش أو من الميليشيات الطائفية”.