ثلاثة سيناريوهات متوقعة بعد أحداث التفجيرات في البرلمان الايراني، وتساؤلات عدة تثير الشك حول ما إذا كانت الحادثة مفتعلة من قبل المخابرات الايرانية، لأجل غاية سياسية سواء في الداخل لكسب الولاء الشعبي وطلب الالتحام في ظل التضييق الخارجي والدولي على إيران، أو لغاية سياسية دولية في محاولة من النظام الايراني لإسقاط التهمة عنه في دعم الميليشيات الارهابية.
وفي أهم السيناريوهات، فالتوقعات تشير إلى انتفاضة داخلية من الشعب الايراني ضد النظام الارهابي واحتجاجا منه ضد ممارساته المرفوضة، أو أن السحر انقلب على الساحر؟
ثلاثة سيناريوهات
وبحسب رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية د. محمد السلمي فإن السيناريوهات المتوقعة في حادثة التفجير الأولى في طهران هي كالتالي: السيناريو الأول: افتعال النظام الإيراني للتفجيرات بعد تضييق الخناق عليها دوليا.
السيناريو الثاني: أن تكون (داعش) انقلبت على النظام الايراني في ظل التضييق الحالي على التنظيم وأن ايران لم تصدق بوعودها ولم تحميها ولن تحميها، وبالتالي استشعر تنظيم (داعش) أنه سيحترق فاختار محاربة قيادته، فالثورة تأكل نفسها والارهابيين يصفون الحسابات فيما بينهم.
السيناريو الثالث: وهو الأقرب من وجهة نظر السلمي بأن يكون الحدث وقع نتيجة صراعات داخلية بداخل ايران، إما على مستوى المعارضة الايرانية في الخارج كمجاهدي خلق وغيرهم من الحركات الانفصالية في الأحواز وسيستان وكردستان وبلوشستان وغيرها، أو داخل النظام الايراني في الدائرة الضيقة.
(داعش) تتبنى
وطرح رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية عددا من التساؤلات المهمة عن كيفية دخول كل هذه الأسلحة إلى داخل الضريح في ظل وجود الحرس الثوري دون اكتشافها؟، وآلية دخول منفذي عملية الهجوم ودخولهم إلى داخل البرلمان، وتواجدهم بين المكاتب في الدور الرابع والخامس والسادس في الوقت الذي فيه يجتمع النواب في صحن البرلمان؟ وقال: هناك روايات تشير إلى أن منفذي العمليات خرجوا من بين متظاهرين مستمرين منذ أول من أمس أمام البرلمان الايراني، وكانوا يرتدون الزي النسائي وهذا ايضا يؤكد أنها ربما سبب التفجيرات اشكالية داخلية. واستغرب السلمي تبنى (داعش) الارهابي للعملية قبل انتهائها وهذا حدث نسمع به لأول مرة بأن تتبنى (داعش) المسؤولية قبل انتهاء العملية، وهو الأمر الذي يلفت الانتباه وكأن ماحصل تبرير مجهز مسبقا وانتقال عجيب في استراتجيات (داعش) إن صحت، خاصة أن (داعش) اعلنت مسؤوليتها والعمليات لازالت مستمرة وإطلاق النار مستمر، فمن المعتاد أن يصمت التنظيم من ثلاث إلى أربع ساعات وربما في بعض الاحيان يوم كامل ثم يتبنى العملية.
افتعال الحادثة
وبالعودة للسيناريو الأول في محاولة من ايران لإفتعال الحادثة بهدف تبرئة نفسها من دعم (داعش) والميليشيات الارهابية وغرقها في الارهاب والارتباط بالجماعات الارهابية التي تخدم المصالح الايرانية في المنطقة, فإن بعد الضغوطات عليها داخليا وخارجيا وتحرك كبير من قبل المعارضة الايرانية، إلى جانب المجتمعات الدولية وربط الارهاب بالنظام. افتعلت إيران الحادثة بعد أن شعرت بالتهديد الداخلي لها، إذ أن الايرانيين أنفسهم سواء في الداخل أو الخارج ينظرون إلى إشكالية ارتباط النظام الايراني بالقتل في سورية والعراق والإرهاب بشكل عام، فحتى يحمي النظام نفسه ويزيد من شرعيته في الداخل، وكسب ثقة المجتمع الايراني نفذ العملية لتبرئة نفسها من تهمة الارهاب, ولتقوية مكانته بالداخل وخلق شيء من اللحمة الوطنية، في ظل الضغوطات الخارجية وتهديدات بالإطاحة بالنظام سواء من قبل مجاهدي خلق أو من قبل أنصار الشاه أو من قبل الحركات الانفصالية في الداخل الايراني.
ضغوطات داخلية
واستبعد السلمي إحتمالية وجود ارتباط بين الحادثة وبين النتائج الانتخابية الايرانية، إذ أنها صراعات تظهر تاره وتختفي تاره، ولكنها اليوم تظهر بشكل كبير وتعيدنا بالذاكرة إلى ثمانينات القرن الماضي في الصراع بين الايرانيين أنفسهم وكانت تسمى بحرب أهلية وبين مجاهدي خلق وبين مناهضي الثورة الايرانية وبين أنصار نظام ولاية الفقيه.
وقال محمد السلمي: باعتقادي أنها قضية داخلية بالدرجة الأولى حتى وإن تبنت (داعش) ذلك، ف(داعش) تتبنى أي عملية بحثاً عن انتصارات وهمية في ظل التضييق عليها في كل دول العالم، واعتقد أنها حادثة داخلية افرزتها ضغوطات داخلية وصراعات، خاصة أنه ظهر عدد من الشباب الايراني في مواقع التواصل الاجتماعي يغرد بأنه لا يجب أن نتهم جهات خارجية أو خليجية أو مجاهدي خلق أو (داعش)، فالقضية داخلية ولا يجب ان نهرب منها ويجب ان نواجه الواقع.