ادخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم نفسه دائرة الحسابات الصعبة من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018م بعد تجرعه مرارة الخسارة الثانية ظهر أمس الخميس في التصفيات أمام المنتخب الاسترالي بنتيجة 2-3 على ستاد اديلايد اوفال ضمن الجولة الثامن من مباريات المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات المونديال، وكان بإمكانه العودة بنتيجة أفضل إلا أن الأخطاء الفردية للاعبيه ساهمت في الهزيمة، خصوصاً ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس ياسر المسيليم في بداية اللقاء وتسبب بتقدم الاستراليين بالنتيجة، ولم يكتف الحارس السعودي بخطأه، إذ بدا مهزوزاً طوال المواجهة، وكان مصدر ضعف استغله اصحاب الأرض، وعلى غير العادة ظهر “الأخضر” في اللقاء بمستوى متواضع باستثناء ماقدمه في الشوط الأول، قبل أن تختلف الأمور كلياً في الشوط الثاني الذي يعتبر الأسوأ في التصفيات، ولم يكن الخصم الاسترالي بتلك القوة إلا أن لاعبي “الأخضر” افتقدوا التركيز في أجزاء كبيرة من المباراة وغلب على ادائهم العشوائية ووضح عليهم الإرهاق البدني، وبدا الدفاع السعودي مفككاً وسهل الاختراق، واستغل الاستراليون ذلك خصوصاً المهاجم الهداف تومي يوريتش الذي هز شباك المسيليم مرتين، وتأخر المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك في معالجة الأخطاء، إذ لم يتدخل سوى في آخر عشر دقائق من عمر المواجهة على الرغم من تأخره بالنتيجة، وهو ماكلفه خسارة ثلاث نقاط ثمينة، بعكس المدرب الاسترالي انجي بوستيكوغلو الذي قرأ المباراة جيداً وعالج الأخطاء في الشوط الثاني بتغييراته الناجحة والتي رجحت كفة “الكنغر”.

في الدقيقة السابعة صدم المسيليم زملائه عندما اهدى المنتخب الاسترالي هدف السبق بتمرير الكرة للمهاجم يوريتش الذي قبل الهدية ووضع الكرة في الشباك هدفاً اولاً، لاعب الوسط سالم الدوسري تكفل بمهمة تهديد المرمى الاسترالي عندما انطلق نحو العمق وتبادل الكرة مع المهاجم السهلاوي إذ مرر الأخير له كرة وضعته في مواجهة الحارس رايان وضعها الدوسري بهدوء داخل المرمى هدف التعادل “23”، ومن الجهة اليمنى عرض لاعب الوسط ماثيو ليكي كرة لزميله يوريتش الذي كان بدون مراقبة من المدافعين وارتقى للكرة ولعبها برأسه على يمين المسيليم الذي اكتفى بمتابعتها وهي تعانق مرماه هدف استرالي ثان “36”، وسجل السهلاوي حضوره في الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الأول عندما ترجم الكرة التي بدأت من يحيى الشهري ووصلت لتيسير الجاسم خلف الدفاع إذ مررها بدوره للسهلاوي الذي اكملها في الشباك مسجلاً هدف التعادل لمنتخبنا والهدف الـ17 له بشعار المنتخب في تصفيات كأس العالم ليصبح بذلك هداف منتخبنا التاريخي في التصفيات.

في الوقت الذي كان يتوقع الجميع بأن توقيت الهدف الذي سجله السهلاوي سيكون من مصلحة منتخبنا وسينعكس عليه إيجابياً، حدث العكس، إذ دخل الأخضر بهوية مختلفة، وعاب عليه التراجع المبالغ فيه للخلف، وهو الأمر الذي منح الاستراليين التفوق وكسب المباراة بالهدف الذي سجله توم روجيك من تسديدة قوية استقرت في الشباك “64”.

وبهذه النتيجة أصبح لدى المنتخب الاسترالي 16 نقطة، وتساوى بذلك مع المتصدر الياباني ومنتخبنا، مع أفضليتهما بفارق الأهداف وتأخر المنتخب الياباني بمباراة كونه لعب سبعة لقاءات، وحتى يتأهل الأخضر السعودي إلى مونديال روسيا مباشرة من دون النظر في نتائج المنتخبات الأخرى عليه الفوز أمام الإمارات واليابان وحصد ست نقاط.