يكثف التحالف الدولي بقيادة واشنطن من غاراته على مدينة الرقة وضواحيها في وقت تسعى قوات سورية الديموقراطية لتحقيق المزيد من التقدم في معقل المتطرفين الأبرز في سورية.
وتتواصل الاشتباكات في شرق المدينة، الجبهة الوحيدة التي دخلتها قوات سورية الديموقراطية منذ إعلانها الثلاثاء «المعركة الكبرى لتحرير الرقة»، كما عند أطرافها الشمالية والغربية في محاولة لاقتحامها أيضا من هاتين الجبهتين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «استهدف التحالف الدولي طوال الليل مدينة الرقة وضواحيها بالغارات الكثيفة، والقصف لايزال مستمرا الجمعة».
ويدعم التحالف الدولي قوات سورية الديموقراطية بالغارات الجوية أو التسليح أو المستشارين العسكريين على الأرض.
ويسعى التحالف الدولي، بحسب عبدالرحمن، عبر تكثيف الغارات الجوية «لزعزعة قدرات تنظيم داعش وإفساح المجال أمام قوات سورية الديموقراطية للتقدم أكثر في شرق المدينة واقتحامها من جهات أخرى».
وقال المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية طلال سلو لفرانس برس «سيطرت قوات سورية الديموقراطية على حي المشلب» في شرق المدينة، وهو الحي الأول والوحيد الذي دخلته حتى الآن، و»تقوم حاليا بتنظيفه من الألغام والعبوات الناسفة».
وأشار سلو إلى تحقيق قوات سورية الديموقراطية تقدم آخر عند الأطراف الشمالية للرقة، كما «تمكنت من صد هجوم لداعش في ضاحية جزرة غرب المدينة».
وتسعى تلك القوات حاليا، وفق المرصد، للتقدم من المشلب باتجاه حي الصناعة المجاور.
وقد استهدفت الغارات الجوية ليلا المنطقة الواقعة بين الحيين، بحسب المرصد، تمهيدا لتقدم قوات سورية الديموقراطية.
استهداف المؤسسات الطبية
تعرض العاملون في المجال الصحي والمستشفيات والعيادات في سورية للاستهداف أكثر من 400 مرة العام الماضي بحسب دراسة نشرت الجمعة انطلاقا من بيانات تم جمعها عبر تطبيق «واتساب».
وأوردت نشرة «ذي لانست» البريطانية الطبية تسجيل 402 هجوم غالبيتها دموية استهدفت بنى تحتية صحية بين نوفمبر 2015 وديسمبر 2016، في سورية التي تشهد نزاعا منذ ست سنوات.
في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، تعرض نصف المستشفيات تقريبا للقصف خلال تلك الفترة، وثلثها قصف مرات عدة.
وحذر معدو الدراسة من أن «إستراتيجية استخدام العنف بشكل متعمد في سورية من أجل منع الحصول على العناية الطبية أو الحد منه، بلغت مستوى غير مسبوق».
كما أعلنت «المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال» التي تشارك فيها منظمة الصحة العالمية الخميس تسجيل ثلاث إصابات مؤكدة بنوع من شلل الأطفال في محافظة دير الزور بشرق سورية.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة سونا باري لوكالة فرانس برس إنها أول مرة تسجل إصابات بشلل الأطفال في سورية منذ ظهور الوباء في محافظة دير الزور في 2013 و2014.
لكنها أشارت إلى أن سلالة الفيروس مختلفة عن تلك الفترة التي سجلت فيها 36 إصابة، بحسب المبادرة.
ويسيطر تنظيم «داعش» على القسم الأكبر من محافظة دير الزور الغنية بالنفط، بما في ذلك قسم من مدينة دير الزور. ويحاصر المتطرفون مناطق مدينة دير الزور التابعة لنظام دمشق، ما يحد من إمكانية حصول السكان على المواد الأساسية.